ليس هناك شيء مفيد للحياة الروحية مثل المعارضة. لذلك حدث أمر جيد لجماعة المبدعين في البلاد، بعد سنوات طويلة من الصراع المتبادل على فتات الاعتراف الاكاديمي والانتقادي والنشر والجوائز وحب الجمهور. إنهم يتوحدون ضد عدو مشترك: ميري ريغف، التي هي الثور الغاضب وقطعة القماش الحمراء ايضا. لم يسبق أن شاهد الجمهور عروض احتراق ذاتي أكثر اشتعالاً. والأمر الغريب أنه كلما ضربت بأقدامها شعرت بالاهانة القومية، مع كل تصريح علني، والتهديد بالاقتطاع من الميزانيات وسارع الفنانون الى التوحد ضدها.
قلبي يتفطر عليها. فقد فشلت فشلا ذريعا على طول الطريق الذي كان من المفروض أن يأخذها الى المكانة والدور الرفيع بالفعل. وبدل ذلك ضمنت لنفسها قائمة طويلة من الاهانات العلنية في المراسيم وتأييد نتنياهو العميق مع كل سقوط، في نهايته تظهر أمام الشعب مع بيضة على وجهها. لأن الصدّيقين كما هو معروف يقوم الآخرون بالعمل بدلا منهم. وميري ريغف، التي كان يمكن أن تهدد كل شخصية رفيعة في الحزب، هي امرأة جميلة ولها نظرة جريئة مصممة ومليئة بالطاقة، وكانت تستطيع الحصول على الدور الرئيس في كل دراما جيدة، تحصل اليوم على اقتراحات بلعب دور ثانوي في الكوميديا ذاتها من المستوى الثاني: حمقاء.
الخسارة أمام الفنانين، بحق يا سيدة ريغف؟ هل قمت بتصفح كتب التاريخ قبل أن تقرري انتهاج هذه الاستراتيجية اللامعة؟ لو كنت تركتينا لحالنا لكنا أعددنا السهام من اجل غرسها في دمى بعضنا. في وقت السلام ليس فقط نحن غير متكاتفين، بل إننا نظهر الجرأة المدنية المتقدة فقط عندما يهدد شخص ما مصالحنا الخاصة والشعور الدافيء الذي يمكننا التعبير عنه نحو غيرنا.
الآن ولأول مرة يحتج الناشرون بشكل لا يقبل التأويل. ما نحبه أكثر من أنفسنا، وبشكل أدق لأننا نحب أنفسنا، فاننا نهتم بحرية التعبير الخاصة بنا. الناشر الاسرائيلي الذي يتعرض للمطاردة والضغط الاقتصادي، ماذا لديه في حياته؟ كيف سيقنع أبناءه بخياره المهني الذي يفرض عليه – في الفترة الأكثر مادية منذ زوال البرجوازية في القرن التاسع عشر – نمط حياة يمكن وصفه بنظرة مؤيدة بأنه يزداد خطورة ولا يقدم أي شيء؟.
إنه سيقول لأبنائه إنه يمكن طرح سؤال الاختيار من داخل القصة التوراتية الكبيرة، الفداء، والقول إنه مثل أبو الأمة ابراهيم. إن الخيار الوحيد أمامنا هو التضامن والقول «ها أنا» أو التملص وفقدان اللسان الى الأبد.
نحن الذين ننهض في الفجر وندير صراعاً مع الشياطين والأرواح، نحن الذين نكتوي يومياً ونحن أكثر المتضررين، بدون ملح أيتها الوزيرة. وحول قرارك الاهتمام بالامر الذي هو في أعماق أنفسنا، سنرد بكلمات امرأة جميلة اخرى: خطأ كبير.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف