- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2016-10-05
تشهد مدينة كفر قاسم- بلد الشهداء اليوم تحرّكًا وطنيًا عظيمًا للاستعداد لإحياء الذكرى الـ60 لمجزرتها، والتي ارتكبت عام 1956 بتاريخ 29/10، والتي راح ضحيتها 49 شهيداً وشهيدة. بدأ أحرار هذه البلدة تخليد ذكراها في كل عام والخروج في مسيرة تقليدية من النصب التذكاري حتى مقبرة الشهداء وقراءة الفاتحة على أرواحهم، كما الحال اليوم إذ انطلقت الاستعدادات التي يقوم بها أهالي البلدة واللجنة الشعبية وبلدية كفر قاسم وغيرهم من البلاد المجاورة، حيث تمّ إصدار صفحة خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم “الذكرى الـ60 لمجزرة كفر قاسم – الصفحة الرسمية” تخليدًا لذكرى الشهداء ونشر المعلومات الكافية حول المجزرة وتفاصيلها.
كما تقوم البلدة على ترميم مكان الحدث – الفلماية ( النصب التذكاري اليوم) ومقبرة الشهداء وبانوراما(متحف) الشهداء استعدادًا ليوم الذكرى.
من ضمن الاستعدادات والفعاليات التي قامت بإعدادها اللجنة الشعبية للذكرى الـ60 للمجزرة هو تعيين مؤتمر صحفي قطري حول أحداث المجزرة وتفاصيلها ونشرها إعلاميًا بشكل محلي وقطري وعالمي.
كما تم تحديد أسبوعًا كاملاً (23/10-29/10) يتم من خلاله تكثيف الفعاليات والنشاطات الخاصة بالذكرى في كافة الأطر ومؤسسات البلدة، كذلك نشر البيانات والمواد والوثائق في وسائل إعلام مختلفة بما في ذلك إعداد مذكرة خاصة لأحداث المجزرة بلغات عديدة.
جدير بالذكر كذلك أنّ كفر قاسم اليوم بدأت بوضع اليافطات والصور على جدرانها، كما سيستمر العمل حتى يوم الذكرى بوضع الأعلام السوداء وغيرها. كذلك سيتم العمل وبمجهود عظيم على إقامة مهرجان قطري كبير ينمّي روح الانتماء، ويخلّد اسم الشهداء.
وقد تمّ إطلاق مسابقة قطرية تتمحور حول المجزرة تتكون من 3 فئات: ميديا ، مجسمات ورسومات. يُشار إلى أنّ كفر قاسم اليوم وغيرها من البلدان الأخرى على أتم الاستعداد للمشاركة الفعّالة في نشاطات إحياء الذكرى الـ60 لمجزرتها، والمشاركة الكثيفة في المهرجان الذي سيعقد في يوم الذكرى نفسها.
في هذه المجزرة سقط الضحايا بأمر مسبق وقتلوا بدم بارد، لم يغفر للأطفال كونهم أطفالاً ولا للنساء كونهم نساء أو كبار السن أو للعمال الذين جهدوا في عملهم ليحصلوا على قوت عيشهم، ولم يعرفوا أن أمرًا بحقهم أُخذ مسبقًا.
تزامنت مجزرة كفر قاسم مع حرب العدوان الثلاثي على مصر يوم الاثنين 29/10/1956، والذي تأمرت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر بعد أنْ أعلن جمال عبد الناصر عن تأميم قناة السويس، فهدف هذا العدوان هو إعادة السيطرة على القناة ومصر وضرب حركة التحرر الوطني العربية.
وكان من أهداف اشتراك إسرائيل في هذه الحرب خلق ظروف جديدة تسهّل لها تصفية القضية الفلسطينية وترحيل المواطنين العرب القاطنين على الحدود الشرقية، حسبما صرح العديد من الضباط والسياسيين الإسرائيليين في ذلك الوقت، وكان لقسم منهم مسئولية مباشرة عن المجزرة.
في يوم الاثنين 29/10/1956، وهو اليوم الأول الذي بدأ فيه العدوان الثلاثي على مصر، كان دافيد بن غوريون رئيس الحكومة ووزير الأمن، وموشية ديان رئيس الأركان، والجنرال تسفي تسور قائد قيادة المركز والمسؤول العسكري عن منطقة المثلث التي امتدت من أم الفحم شمالاً والى كفر قاسم جنوبًا، والمقدم يسخار شدمي كان قائد لواء الجيش في منطقة، وشموئيل ملينكي قائد فرقة حرس الحدود التي ضمت إلى لواء الجيش بقيادة يسخار شدمي، وغبريئيل دهان قائد السرية المسئولة عن كفر قاسم.
في صباح يوم الاثنين 29/10/1956 يقوم الجنرال تسور بإبلاغ شدمي وقادة الألوية في تلك المنطقة عن السياسة التي قررها وزير الأمن بن غوريون للتعامل مع العرب في منطقة الحكم العسكري وهي: يجب ضمان الهدوء التام على هذه الجبهة لصالح العمليات في سيناء.
على إثر هذه الأوامر يقوم المقدم شدمي بزيادة ساعات منع التجول الذي كان مفروضًا على القرى العربية في ذلك الوقت، فمنع التجول الذي كان مفروضًا على القرى العربية امتد من الساعة التاسعة مساءً على الطرق، ومن العاشرة مساء داخل القرى وحتى الصباح. وما قام به “شدمي” هو زيادة هذه الساعات لتبدأ من الخامسة مساء بدل التاسعة.
ونتيجة لذلك استدعى (شدمي) الرائد ملينكي إلى مقر قيادته، وأبلغه بالمهمات الموكلة إلى وحدته والتعليمات المتعلقة بطريقة تنفيذها. واتفقا على أنْ يكون حظر التجول على القرى المشار إليها، من الساعة الخامسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وطلب شدمي من ملينكي أن يكون منع التجول حازمًا لا باعتقال المخالفين، وإنما بإطلاق النار، وقال له: من الأفضل قتيل واحد، وفي شهادة أخرى: بعدة قتلى بدلاً من تعقيدات الاعتقالات.
وعندما سأل ملينكي عن مصير المواطن الذي يعود من عمله خارج القرية، دون أنْ يعلم بأمر منع التجول، قال شدمي: لا أريد عواطف! وأضاف بالعربية: الله يرحمه.
مع اقتراب الساعة الخامسة كانت وحدات حرس الحدود منتشرة على مداخل القرية، وفي الساعة الخامسة تلقوا كلمة السر لبدأ العملية وهي “أخضر”.
أوقف الصهاينة كل شخص عائد إلى كفر قاسم، وتأكدوا من أنهم من سكان كفر قاسم، وأمروهم بالاصطفاف على حافة الطريق، وأطلقوا النار، جماعة تلو الأخرى. وصل عدد ضحايا مجزرة كفر قاسم إلى 49 ضحية من النساء والأطفال والنساء.