هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة بالنسبة للعملية التي وقعت في القدس، أول من أمس، والتي بعض الاجوبة عنها محظور بأمر منع النشر الذي أصدرته المحكمة بناء على طلب جهاز الامن العام - "الشاباك" والمخابرات، وذلك للسماح لهما بإنهاء التحقيق.
مع رفع أمر الحظر سيكون بوسعنا ان نعرف بيقين اذا كان هذا منفذا فرداً، وهي ميزة موجة "الارهاب" الحالية التي بدأت قبل نحو سنة. وان لم يكن كذلك، فمن هم مساعدوه، من أين حصل على سلاح الـ ام 16، وهل كان هذا رسميا، وفوق كل شيء ما اذا كان ينتمي تنظيميا أو يتماثل مع "حماس" او "الجهاد الاسلامي"، المنظمتين اللتين رحبتا بالعملية، وخلقتا انطباعاً بأن المنفذ خرج من صفوف كل واحدة منهما. في كل الاحوال، حتى لو تبين انه لم يكن منفذا منفردا وانه متماثل تنظيميا، فليس في ذلك ما يشير الى تغيير في الميل او صعود في درجة "الارهاب". هذا الانطباع لم ينشأ الا بفضل حقيقة أن هذه المرة نجح "المخرب" في أن يحصل على السلاح، وأن يقتل إسرائيليين اثنين.
موجة "الارهاب"، التي جبت حتى الآن حياة 43 اسرائيليا و240 فلسطينيا، تواصل كونها جزءاً من نمط حياة الإسرائيليين. فهي تأتي وتذهب على موجات. واضافة الى مزاياها – عمليات منفردة، شبان، استخدام وسائل مختلفة كالسكاكين، السيارات، كسلاح وغيرها – هناك عدة ظواهر واضحة اخرى.
"حماس" و"الجهاد الإسلامي" تحاولان كل الوقت تهييج الناس، التحريض على العمليات وتنظيمها، اذا كان بوسعهما، وستواصلان ذلك في المستقبل أيضا. طالما كان من يخططون للعمليات سينجحون في الحصول على الاسلحة – الرسمية او المعدة محليا – فانهم سيفعلون ذلك. وليس صدفة أن المخابرات والجيش الاسرائيلي يركزون في السنة الاخيرة الجهود للعثور على المخارط التي تنتج الاسلحة، في الغالب من نوع كارلو وأودي. ولكن لا تزال في مناطق الضفة عشرات آلاف قطع السلاح.
إن التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية مستمر. هذه مصلحة واضحة للطرفين. ولكنه يتناقص بسبب الاجواء العكرة المتعاظمة، انعدام المسيرة السياسية، استمرار البناء في المستوطنات.
ولكن فوق كل شيء، أثبتت عملية أول من أمس، مرة أخرى إمكانية التفجير الكامنة في القدس وفي الحرم. ففي الاشهر الاخيرة كان يخيل أن هذين الموضوعين ضعفا في جدول أعمال منفذي "الارهاب". وذلك ضمن امور اخرى أيضا بسبب جهود إسرائيل في الميدان وفي الاعلام في محاولة لتخفيض مستوى اللهيب، كبح مساعي المتطرفين اليهود لاحداث استفزازات، وهكذا تقليص الاحتكاك في هذين الموضوعين.
ولكن في المخابرات، في الجيش، وفي المنظمات المدنية مثل "عير عميم" ممن يتابعون الموقف من الحرم يعرفون بانه قبيل أعياد تشري يكون متوقعا التصعيد في التوتر. هذا ما حصل، أول من أمس. والواضح هو أن التوتر لم يخب بسبب الحجيج المتوقع من اليهود للحرم في عيد العرش. ولكن حتى لو مر الاسبوع القادم بهدوء تام أو جزئي، فان الاحتلال، القمع الاسرائيلي، و"الارهاب" الفلسطيني ستبقى متواجدة في حياة الشعبين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف