- الكاتب/ة : يوسي شاين
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-10-15
حتى بعد المواجهة الاخيرة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب تبقى المعضلة اليهودية في الانتخابات الحالية حادة.
من جهة، كيف يمكن ليهودي أن يتماثل مع شخصية أخلاقية اشكالية بهذا القدر وموضع خلاف شديد مثل ترامب؟ ومن جهة اخرى الى أي حد لا يزال اليهود يلتزمون بالمنظومة الديمقراطية، التي ابتعد الكثير من زعمائها وناخبيها في السنوات الاخيرة عن القيم الجوهرية التقليدية للمركز الأميركي؟
على مدى عشرات السنين تماثل اليهود في الولايات المتحدة مع المركز الليبرالي، الذي وعدهم بمكانة أقلية شريكة في الحلم الأميركي ومتماثلة مع الفكرة الديمقراطية الأميركية، التي «الصقت» ايضا بالعلاقات الاسرائيلية – الأميركية. ولكن هذه الفكرة تآكلت في السنوات الاخيرة بين الديمقراطيين التقدميين، مثل بيرني ساندرز، ممن ابتعدوا ايضا عن التعاطف مع اليهود كأقلية.
اما اليمين المحافظ فمنح اليهود «مكانا أكثر أمانا». واضافة الى ذلك، فبينما كف الديمقراطيون التقدميون عن النظر الى اسرائيل كدولة ديمقراطية، بل دولة احتلال، عرض الجمهوريون اسرائيل كرأس حربة في الكفاح من اجل الديمقراطية في العالم.
في الانتخابات الحالية يمثل ترامب فكرة العودة الى القبلية، الخوف من الكونية، مطلب العظمة الأميركية على أساس قيم الماضي ومعارضة الفاعلية الاجتماعية المناهضة للرأسمالية.
كل هذه قيم خاف منها دوما الليبراليون اليهود، الذين خافوا ايضا من العناصر الدينية – المسيحية لهذه الفكرة.
كثير من اليهود الأكثر تديناً، الارثوذكسيين والارثوذكسيين جدا، وهم جماعة آخذة في الاتساع بين يهود الولايات المتحدة، يشعرون بالامن حتى حيال هذه الرسائل.
فهم لا يخافون اللاسامية البيضاء القديمة ولا يترددون في تعريف أنفسهم كجماعة قبلية متميزة. وفي لقاء مع يهود جمهوريين قال لي من استضافني بمزاح ان الفرق بين اليهودي الاصلاحي وبين ترامب هو أن الاخير على الاقل سيكون أفاد يهوداً.
بالمقابل، يوجد اليهود الليبراليون في شرك. مجتمعاتهم تضعف بسبب الزواج المختلط وتآكل الهوية العرقية اليهودية لديهم.
والتركيز على الفاعلية الاجتماعية الكونية، التي يحبون ان يسموها «اصلاح العالم»، أبعدهم أكثر عن التجربة اليهودية القبلية.
وليس صدفة أن وصف اوباما اليهودية الليبرالية الأميركية بتعبير «كلنا يهود».
في الانتخابات في تشرين الثاني القريب القادم سينتخب الكثير من اليهود «القبليين» ترامب، رغم أن صورته، شخصيته، خطابه ورسائله بعيدة جدا عن التجربة والتقاليد الثقافية اليهودية الأميركية. هم ايضا، عمليا، ابتعدوا عن هذه القيم والتقاليد. ولا يزال من المتوقع للاغلبية اليهودية الكبرى ان تصوت لكلينتون لانهم يعتبرون ترامب غير متوقع وخطيرا.
رغم التغييرات الدراماتيكية التي تجري في الجالية اليهودية وصعود القوى المتدينة اكثر من ناحية عددية، فان يهود الولايات المتحدة في معظمهم يخشون من انعطافة متطرفة قد يـأخذها ترامب. وهم لا يعتقدون بان بوسعه ان يقود الولايات المتحدة بشكل منظم، ان ولايته كرئيس قد تثير الاضطراب الاجتماعي الذي سيؤثر ضمن امور اخرى على المنظومة الاقتصادية. وحتى اليهود في المركز الديمقراطي، ممن ينفرون من الصوت التقدمي في الحزب ولا يثقون بكلينتون، سيفضلونها عليه. المتوقع حتى لو كان اشكاليا.
بشكل مفاجئ، يكاد الموضوع الاسرائيلي يختفي من الانتخابات. في المعسكر الديمقراطي يمتنعون في هذه المرحلة عن المواجهة مع حكومة اسرائيل خشية أن تعمد تلك القوى اليهودية في المركز والتي هتفت لترامب في مؤتمر «ايباك» الى اتخاذ خطوة اخرى فتصوت له. عمليا، فان حملة هيلاري في هذه اللحظة هي التي توقف الادارة عن العمل على مبادرة دولية في موضوع النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
والى ذلك، فان الزعامة اليهودية في الولايات المتحدة تجلس على الجدار وتجتهد الا تعلق في عين العاصفة، التي تصل الى هوات جديدة وغير محتملة. يهود أميركا، مثل أميركا كلها، يوجدون في انقسام كبير في حملة الانتخابات هذه، ولكن زعماءهم يفهمون جيداً بأنه يجب بذل الجهود لتقليص الشروخ الداخلية، بما في ذلك في الموضوع الاسرائيلي، في مواجهة المجهول.
من جهة، كيف يمكن ليهودي أن يتماثل مع شخصية أخلاقية اشكالية بهذا القدر وموضع خلاف شديد مثل ترامب؟ ومن جهة اخرى الى أي حد لا يزال اليهود يلتزمون بالمنظومة الديمقراطية، التي ابتعد الكثير من زعمائها وناخبيها في السنوات الاخيرة عن القيم الجوهرية التقليدية للمركز الأميركي؟
على مدى عشرات السنين تماثل اليهود في الولايات المتحدة مع المركز الليبرالي، الذي وعدهم بمكانة أقلية شريكة في الحلم الأميركي ومتماثلة مع الفكرة الديمقراطية الأميركية، التي «الصقت» ايضا بالعلاقات الاسرائيلية – الأميركية. ولكن هذه الفكرة تآكلت في السنوات الاخيرة بين الديمقراطيين التقدميين، مثل بيرني ساندرز، ممن ابتعدوا ايضا عن التعاطف مع اليهود كأقلية.
اما اليمين المحافظ فمنح اليهود «مكانا أكثر أمانا». واضافة الى ذلك، فبينما كف الديمقراطيون التقدميون عن النظر الى اسرائيل كدولة ديمقراطية، بل دولة احتلال، عرض الجمهوريون اسرائيل كرأس حربة في الكفاح من اجل الديمقراطية في العالم.
في الانتخابات الحالية يمثل ترامب فكرة العودة الى القبلية، الخوف من الكونية، مطلب العظمة الأميركية على أساس قيم الماضي ومعارضة الفاعلية الاجتماعية المناهضة للرأسمالية.
كل هذه قيم خاف منها دوما الليبراليون اليهود، الذين خافوا ايضا من العناصر الدينية – المسيحية لهذه الفكرة.
كثير من اليهود الأكثر تديناً، الارثوذكسيين والارثوذكسيين جدا، وهم جماعة آخذة في الاتساع بين يهود الولايات المتحدة، يشعرون بالامن حتى حيال هذه الرسائل.
فهم لا يخافون اللاسامية البيضاء القديمة ولا يترددون في تعريف أنفسهم كجماعة قبلية متميزة. وفي لقاء مع يهود جمهوريين قال لي من استضافني بمزاح ان الفرق بين اليهودي الاصلاحي وبين ترامب هو أن الاخير على الاقل سيكون أفاد يهوداً.
بالمقابل، يوجد اليهود الليبراليون في شرك. مجتمعاتهم تضعف بسبب الزواج المختلط وتآكل الهوية العرقية اليهودية لديهم.
والتركيز على الفاعلية الاجتماعية الكونية، التي يحبون ان يسموها «اصلاح العالم»، أبعدهم أكثر عن التجربة اليهودية القبلية.
وليس صدفة أن وصف اوباما اليهودية الليبرالية الأميركية بتعبير «كلنا يهود».
في الانتخابات في تشرين الثاني القريب القادم سينتخب الكثير من اليهود «القبليين» ترامب، رغم أن صورته، شخصيته، خطابه ورسائله بعيدة جدا عن التجربة والتقاليد الثقافية اليهودية الأميركية. هم ايضا، عمليا، ابتعدوا عن هذه القيم والتقاليد. ولا يزال من المتوقع للاغلبية اليهودية الكبرى ان تصوت لكلينتون لانهم يعتبرون ترامب غير متوقع وخطيرا.
رغم التغييرات الدراماتيكية التي تجري في الجالية اليهودية وصعود القوى المتدينة اكثر من ناحية عددية، فان يهود الولايات المتحدة في معظمهم يخشون من انعطافة متطرفة قد يـأخذها ترامب. وهم لا يعتقدون بان بوسعه ان يقود الولايات المتحدة بشكل منظم، ان ولايته كرئيس قد تثير الاضطراب الاجتماعي الذي سيؤثر ضمن امور اخرى على المنظومة الاقتصادية. وحتى اليهود في المركز الديمقراطي، ممن ينفرون من الصوت التقدمي في الحزب ولا يثقون بكلينتون، سيفضلونها عليه. المتوقع حتى لو كان اشكاليا.
بشكل مفاجئ، يكاد الموضوع الاسرائيلي يختفي من الانتخابات. في المعسكر الديمقراطي يمتنعون في هذه المرحلة عن المواجهة مع حكومة اسرائيل خشية أن تعمد تلك القوى اليهودية في المركز والتي هتفت لترامب في مؤتمر «ايباك» الى اتخاذ خطوة اخرى فتصوت له. عمليا، فان حملة هيلاري في هذه اللحظة هي التي توقف الادارة عن العمل على مبادرة دولية في موضوع النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
والى ذلك، فان الزعامة اليهودية في الولايات المتحدة تجلس على الجدار وتجتهد الا تعلق في عين العاصفة، التي تصل الى هوات جديدة وغير محتملة. يهود أميركا، مثل أميركا كلها، يوجدون في انقسام كبير في حملة الانتخابات هذه، ولكن زعماءهم يفهمون جيداً بأنه يجب بذل الجهود لتقليص الشروخ الداخلية، بما في ذلك في الموضوع الاسرائيلي، في مواجهة المجهول.