استثمر رجل الأعمال الفلسطيني طلال أبو غزالة (75 عامًا)، عشرة ملايين دولار لتعزيز وجود اللغة العربية في فضاء الإنترنت، حيث يوجد أقل من واحد في المئة من المواقع الألكترونية بالعربية على الرغم من أن واحدا من بين كل عشرين شخصا في العالم يتحدث العربية.
وإذا نجح طلال أبو غزالة، صاحب "مجموعة طلال أبو غزالة للخدمات التعليمية والمهنية"، فإن نهاية هذا العام ستشهد إطلاق موسوعة "تاجيبيديا" الإلكترونية العربية الحرة بمليون صفحة.
وقال أبو غزالة وفقا لـ "رويترز"، إنه يرى في الموسوعة سبيلا لبناء مجتمع عربي للمعرفة، وأضاف أن مهمته في الحياة هي أن يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعالم العربي.
0.9% من مواقع الإنترنيت بالعربية!
واللغة العربية هي اللغة الأولى لنحو 350 مليون شخص، أي خمسة في المئة من عدد سكان العالم، بينما يعرف مئات الملايين الآخرين العربية بقدر ما من خلال القرآن الكريم.
وذكر موقع "دبليو ثري تيكس" للتحليل أن نسبة 0.9 في المئة فقط من المواقع الإلكترونية تستخدم العربية، ما يضعها في المركز الثالث عشر بعد المواقع البولندية والهولندية.
وقال أبو غزالة الذي إن شركته أنفقت أكثر من عشرة ملايين دولار لتطوير "تاجيبيديا" على مدى السنوات الخمس المنصرمة، وإنها ستمول تكاليف إدارتها، لأن الموقع لن يحتوي على إعلانات.
وبدأ موقع "تاجيبيديا"، ومقره الأردن، وله 80 مكتبا في العالم، كشركة محاسبة، وامتد إلى قطاعات أخرى من بينها التعليم وتكنولوجيا المعلومات والملكية الفكرية والخدمات القانونية. ويصف أبو غزالة الموقع بأنه عمل خيري.
وعلى عكس "ويكيبيديا"، الموسوعة العالمية الحرة على الإنترنت، والتي يدخل مستخدموها المحتوى الخاص بها، فإن محتوى "تاجيبيديا" سيتخذ شكلا تقليديا، حيث ستمر كل المدخلات بعملية تدقيق ومراجعة قبل النشر.
موسوعة من مليون صفحة مدققة المضامين
ويتوقع أبو غزالة أن يضم الموقع مليون صفحة عند إطلاقه مقارنة "بويكيبيديا" التي تضم زهاء 235 ألف صفحة باللغة العربية.
وقال أبو غزالة إن "ويكيبيديا" ابتكار عظيم وساعدت على جمع وتخزين ونشر المعرفة، لكن هناك دعوة دائمة لتعزيز المحتوى الإلكتروني على الإنترنت.
ويبحث طلاب جامعيون في المدخلات التي ستخضع للتدقيق من أساتذة جامعة وخبراء تابعين لـ "تاجيبيديا".
رفض التمويل للحفاظ على الاستقلالية
ولعب الفضاء الإلكتروني، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، دورا كبيرا في تغذية وتنسيق انتفاضات الربيع العربي التي أدت في نهاية الأمر إلى الإطاحة بحكام مستبدين في تونس ومصر وليبيا واليمن.
وحاولت دول أخرى من بينها البحرين والسعودية، كبح جماح هذه التيارات بفرض قيود على استخدام الإنترنت، بل ومحاكمة مدونين في بعض الأحيان، لذا يحرص أبو غزالة على ضرورة أن تظل"تاجيبيديا" بعيدة عن أي جدل سياسي أو ديني.
وقال إن "تاجيبيديا" مكتبة ولا يملك أحد الحق في نشر أي معلومة دون التحقق منها. وأضاف أن المحتوى سيخضع للتدقيق بهدف التأكد من صحة البيانات وما إذا كانت مفيدة وغير مهينة لأي شخص.
وذكر أنه يرفض التبرعات أو التمويل لأنه يريد الحفاظ على استقلال الموسوعة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف