- الكاتب/ة : عميره هاس
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-10-31
التقطت الكاميرا اثنين من راشقي الحجارة، يبلغان الـ 18 أو الـ 19 سنة من أعمارهما، مكشوفي الوجه. لن نجعلكم تتوترون أكثر، وسنقول لكم إن راشقي الحجارة هما جنديان من الجيش الإسرائيلي. وقد قاما برشق الحجارة نحو بعض الأولاد الفلسطينيين في الزي المدرسي. وحسب المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، فان الحجارة لم تُلق أبدا نحو الأولاد، الأمر مفتوح للتحليل؛ لأن أحد الجنود على الأقل كان يقف قبالة الأولاد وكانت حجارته تجبرهم على التوقف في أماكنهم.
حدث هذا الامر يوم الخميس، 27 تشرين الاول، حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرا. المكان هو بين قرية طوبا الصغيرة وقرية التوانة في جنوب جبل الخليل. وبشكل أدق، في الطريق التي تمر تحت البؤرة غير القانونية حفات معون. إن راشقي الحجارة بالزي العسكري الاسرائيلي وقفا الى جانب سيارة مدرعة كان داخلها جنديان آخران على الأقل. وقد استخدم الجنود المقلاع لإطالة مسافة رشق الحجارة.
الجنديان هاويان، كما ستقولون، لم يلحقا الضرر بأحد. هما ايضا زلدان كانا يريدان التسلية، وأرادا الترويح عن أنفسهما. سنتجرأ على أن لا نكون نزيهين سياسياً ونشير الى أن أحدهما هو من أصل اثيوبي (اريد الاشارة هنا الى أنني دائما اؤيد السود)، لديه الكثير من الاسباب للغضب والتنفيس عن نفسه.
حسب اتفاق من العام 2004، يجب على الجيش الاسرائيلي أن يرافق مرتين في اليوم طلاب المدرسة الذين يتعلمون في التوانة ويسكنون في طوبا. خدمت هذه الطريق دائما، التي يبلغ طولها كيلومترين. ومنذ اقامة البؤرة الاستيطانية بدأ الموجودون فيها التحرش بالفلسطينيين الذين يمرون عبرها. وهناك أولاد عانوا من الصدمة ولم يناموا في الليل. وآباؤهم لم يتمكنوا من دفع رسوم السفر في مسار آخر أطول، يتجاوز المستوطنين العنيفين.
بفضل تصميم الآباء وبعض الاسرائيليين والاجانب فان طلب تعلم أولاد طوبا لم يتلاشَ. وقد وصل الامر الى لجنة حقوق الطفل في الكنيست ووُجد له حل وسط: الدولة لن تعاقب المستوطنين العنيفين، لكن الجيش الاسرائيلي سيحاول ردعهم من خلال تواجده هناك.
الفيلم القصير للجنود الذين يرشقون الحجارة وصل الى صحيفة «هآرتس» في صباح يوم الجمعة. وقد تم ارساله على الفور للمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي من اجل الحصول على الرد عليه. وقد كان الرد سريعا جدا. «الضباط في طريقهم لاستيضاح الأمر»، قيل في الهاتف. وبعدها جاء الرد الخطي: «تبين من التحقيق الاولي أن الحجارة لم ترشق نحو الفلسطينيين، وعندما لاحظ الجنود وجود الفلسطينيين توقفوا عن افعالهم. وتوجهوا الى الاولاد ورافقوهم في طريق عودتهم من المدرسة القريبة من حفات معون. إن رشق الحجارة اثناء المهمة العسكرية أمر غير متوقع من الجنود الاسرائيليين، لذلك يتم التحقيق في الأمر».
الرجل البالغ، الذي رافق الاولاد وقام بتصوير الفيلم، قال لصحيفة «هآرتس» إن الجنود لم يتوجهوا الى الاولاد بل قاموا بالابتسامة لهم وهم يمرون بحذر نحوهم وفي الوقت ذاته يحاولون فهم معنى رشق الحجارة. ومن موضوع الى آخر في الأمر ذاته: قبل حادثة الحجارة بيومين، خرجت نشيطتان من حاجز ووتش في وردية الحواجز على جدار الفصل بين قلقيلية وطولكرم، الذي يفصل بين القرى والاراضي الزراعية. وكانت مهمتهما ضمان أن لا يمنع الجيش الاسرائيلي المزارعين الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم.
النشيطتان توقفتا على الحاجز قرب مستوطنة سلعيت غير القانونية في الساعة الرابعة والربع. وبتأخير ربع ساعة، جاء أربعة جنود في سيارة مدنية. وقد قال أحد الجنود وهو يبتسم إن سبب التأخير هو حادثة أمنية. وهذا ما يقوله الجنود دائما عندما يتأخرون عن فتح الحاجز للفلسطينيين. وقد طلب يوفال من النشيطتين اجتياز الحاجز المفتوح، والدخول بسيارتهما في الشارع الذي يمنع فيه دخول من ليس لديهم تصريح بذلك. وقد كتبت النشيطتان: «امرأتان بالغتان مع تجربة غنية في الحياة، اخطأتا خطأ حياتهن وخضعتا للجندي الشاب المؤدب»، الذي قال إنه يريد التحدث معهن. وعندها، عندما كانتا في الشارع القريب من الجدار، أعلن الجنود أنهن موقوفتان الى أن وصلت الشرطة؛ لأنهن دخلن الى مكان يحظر الدخول اليه.
ونعود ونقول إن الجنود كانوا مؤدبين، لكنهم نفذوا الأوامر. وقال شوش: «حسب ادعاء الجنود فقد جئن عن طريق الضفة الغربية». «قلنا لهم: هذا واضح. ومن أين سنأتي؟ ومنذ متى يحظر السفر في الضفة؟». وقد حاولن ايضا القول للجنود بأن الامر تضييع للوقت وأن الشرطة ستأتي وتفرج عنهما على الفور. بل إن الشرطة ستغضب من الازعاج. وبعد عدد لا يحصى من الاتصالات بين الجنود والقيادة، حيث ساد الظلام، تم اطلاق سراح النشيطتين. وبهذا لم يستطعن فحص الوضع في حاجزين آخرين. فهل كان ذلك سبب الخديعة؟
حدث هذا الامر يوم الخميس، 27 تشرين الاول، حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرا. المكان هو بين قرية طوبا الصغيرة وقرية التوانة في جنوب جبل الخليل. وبشكل أدق، في الطريق التي تمر تحت البؤرة غير القانونية حفات معون. إن راشقي الحجارة بالزي العسكري الاسرائيلي وقفا الى جانب سيارة مدرعة كان داخلها جنديان آخران على الأقل. وقد استخدم الجنود المقلاع لإطالة مسافة رشق الحجارة.
الجنديان هاويان، كما ستقولون، لم يلحقا الضرر بأحد. هما ايضا زلدان كانا يريدان التسلية، وأرادا الترويح عن أنفسهما. سنتجرأ على أن لا نكون نزيهين سياسياً ونشير الى أن أحدهما هو من أصل اثيوبي (اريد الاشارة هنا الى أنني دائما اؤيد السود)، لديه الكثير من الاسباب للغضب والتنفيس عن نفسه.
حسب اتفاق من العام 2004، يجب على الجيش الاسرائيلي أن يرافق مرتين في اليوم طلاب المدرسة الذين يتعلمون في التوانة ويسكنون في طوبا. خدمت هذه الطريق دائما، التي يبلغ طولها كيلومترين. ومنذ اقامة البؤرة الاستيطانية بدأ الموجودون فيها التحرش بالفلسطينيين الذين يمرون عبرها. وهناك أولاد عانوا من الصدمة ولم يناموا في الليل. وآباؤهم لم يتمكنوا من دفع رسوم السفر في مسار آخر أطول، يتجاوز المستوطنين العنيفين.
بفضل تصميم الآباء وبعض الاسرائيليين والاجانب فان طلب تعلم أولاد طوبا لم يتلاشَ. وقد وصل الامر الى لجنة حقوق الطفل في الكنيست ووُجد له حل وسط: الدولة لن تعاقب المستوطنين العنيفين، لكن الجيش الاسرائيلي سيحاول ردعهم من خلال تواجده هناك.
الفيلم القصير للجنود الذين يرشقون الحجارة وصل الى صحيفة «هآرتس» في صباح يوم الجمعة. وقد تم ارساله على الفور للمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي من اجل الحصول على الرد عليه. وقد كان الرد سريعا جدا. «الضباط في طريقهم لاستيضاح الأمر»، قيل في الهاتف. وبعدها جاء الرد الخطي: «تبين من التحقيق الاولي أن الحجارة لم ترشق نحو الفلسطينيين، وعندما لاحظ الجنود وجود الفلسطينيين توقفوا عن افعالهم. وتوجهوا الى الاولاد ورافقوهم في طريق عودتهم من المدرسة القريبة من حفات معون. إن رشق الحجارة اثناء المهمة العسكرية أمر غير متوقع من الجنود الاسرائيليين، لذلك يتم التحقيق في الأمر».
الرجل البالغ، الذي رافق الاولاد وقام بتصوير الفيلم، قال لصحيفة «هآرتس» إن الجنود لم يتوجهوا الى الاولاد بل قاموا بالابتسامة لهم وهم يمرون بحذر نحوهم وفي الوقت ذاته يحاولون فهم معنى رشق الحجارة. ومن موضوع الى آخر في الأمر ذاته: قبل حادثة الحجارة بيومين، خرجت نشيطتان من حاجز ووتش في وردية الحواجز على جدار الفصل بين قلقيلية وطولكرم، الذي يفصل بين القرى والاراضي الزراعية. وكانت مهمتهما ضمان أن لا يمنع الجيش الاسرائيلي المزارعين الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم.
النشيطتان توقفتا على الحاجز قرب مستوطنة سلعيت غير القانونية في الساعة الرابعة والربع. وبتأخير ربع ساعة، جاء أربعة جنود في سيارة مدنية. وقد قال أحد الجنود وهو يبتسم إن سبب التأخير هو حادثة أمنية. وهذا ما يقوله الجنود دائما عندما يتأخرون عن فتح الحاجز للفلسطينيين. وقد طلب يوفال من النشيطتين اجتياز الحاجز المفتوح، والدخول بسيارتهما في الشارع الذي يمنع فيه دخول من ليس لديهم تصريح بذلك. وقد كتبت النشيطتان: «امرأتان بالغتان مع تجربة غنية في الحياة، اخطأتا خطأ حياتهن وخضعتا للجندي الشاب المؤدب»، الذي قال إنه يريد التحدث معهن. وعندها، عندما كانتا في الشارع القريب من الجدار، أعلن الجنود أنهن موقوفتان الى أن وصلت الشرطة؛ لأنهن دخلن الى مكان يحظر الدخول اليه.
ونعود ونقول إن الجنود كانوا مؤدبين، لكنهم نفذوا الأوامر. وقال شوش: «حسب ادعاء الجنود فقد جئن عن طريق الضفة الغربية». «قلنا لهم: هذا واضح. ومن أين سنأتي؟ ومنذ متى يحظر السفر في الضفة؟». وقد حاولن ايضا القول للجنود بأن الامر تضييع للوقت وأن الشرطة ستأتي وتفرج عنهما على الفور. بل إن الشرطة ستغضب من الازعاج. وبعد عدد لا يحصى من الاتصالات بين الجنود والقيادة، حيث ساد الظلام، تم اطلاق سراح النشيطتين. وبهذا لم يستطعن فحص الوضع في حاجزين آخرين. فهل كان ذلك سبب الخديعة؟