قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إنه "آن الأوان لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير، لتضم تلك المرجعية الوطنية الداخل والخارج".
ودعا مشعل في كلمه له بمؤتمر الأمن القومي الرابع المنعقد بمدينة غزة اليوم الأربعاء، إلى تبني استراتيجية سياسية وطنية متكاملة؛ موضحًا أنه من الخطأ قيام سلطة تحت الاحتلال.
وقال إن حركته تريد أن "تعمل مع شركاء أقوياء، متمنيًا لحركة فتح وجميع الفصائل أن يكونوا أقوياء"، وأضاف أن: شعبنا الفلسطيني يستحق قيادة تسهر ليل نهار من أجله، وتعمل من أجل قضيته.
وعدد مشعل خلال كلمته نقاطًا أساسية لرؤيته لفلسطين المستقبل، وأكد في أولها على ضرورة تحقيق الشراكة الوطنية، واستعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة.
وقال: "لا مخرج دون ذلك، لا بد من شراكة حقيقية لا شكلية، لنبني حياتنا ونظامنا السياسي على أسس ديمقراطية، يجب أن نكون شركاء في تحمل المسؤولية وشركاء في قرار الحرب والسلم".
وفي ثاني هذه النقاط، جدد مناداته إلى ضرورة استعادة مشروع المقاومة والتحرير، والتوافق على استراتيجية نضالية موحدة.
وقال: "لا مستقبل لنا بدون ذلك، فالرهان على الحركة الدبلوماسية أثبت فشله، وحده، دعونا نتفق على استراتيجية وطنية وأن الجميع مع المقاومة وهي حق مشروع، وهي ترفع كلفة الاحتلال، حيث أثبتت في أكثر من محطة قدرة هذا الخيار.
وفي ثالثها، دعا مشعل إلى تبني استراتيجية سياسية وطنية متكاملة؛ لتكوين الرؤية الوطنية والأهداف والبرنامج السياسي والتحرك الدبلوماسي والسياسي والقانوني والمحيط العربي والإسلامي.
وأوضح أن جدوى حركتنا السياسية القانونية يأتي حينما نتفق على المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة، لنديرها بكافة مراحلها وتكتيكاتها.
وفي رابع هذه النقاط، جدد دعوته إلى تبني مرجعية وطنية مشتركة موحدة، تحت منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال: "آن الأوان أن نعيد الاعتبار لمنظمة التحرير (المنجز الوطني) التي أراد البعض أن يحصرها بالضفة وغزة، نريد مرجعية وطنية تضم الداخل والخارج تشركهم في أداء واجباتهم تجاه فلسطين، وهي مسؤولية الجميع".
وأضاف: نحن جاهزون لهذا وإن كان لأحد قلق من سيطرة حماس، نحن شركاء في المسؤولية لنقود شعبنا إلى أفق حقيقي، ولا يحق لأحد ولا يستطيع أحد أن يهيمن ويسيطر.
وخامسًا، دعا مشعل إلى التصدي للملفات الساخنة التي تقف أمامنا كل يوم ونقف أمامها بفعل متواضع، بشكل موحد، وعدد بعضًا من هذه العناوين "المسجد الأقصى وحمياته المقدسات، والاستيطان والجدار ومواجهة حصار غزة الظالم، الأسرى، الشهب اللاجئ الي ينتظر أن يعود إلى الوطن".
وسادسًا، دعا إلى معالجة أزمات المنطقة بمنهجية، والخروج من التقسيمات الطائفية والعرقية، موضحًا أن الأمة منشغلة وفيها اختلال في الرؤى، كما ووجه خطابه للعرب أن الهرولة نحو "إسرائيل" ليست هي الحل، بل هي أساس المشكلة.
كما أوضح أنه من الخطأ أن نقيم سلطة تحت الاحتلال، فلا سلطة بلا سيادة ولا سلطة تحت الاحتلال، في ظل المعاناة من عبء السلطة واستحقاقاتها.
وأضاف أن إنشاء سلطة تحت الاحتلال عكس للأولويات فتحرير الأرض أولًا ثم الحكم، وعلينا استعادة هذه البساطة والجوهرية في التعامل مع القضية.
وبين أن هناك دروس ينبغي أن نستخلصها، وهو فشل الرهان على مشروع التسوية، الذي ذهب إليه البعض بادعاء اختلال موازين القوى، قائلًا: "علمنا بعد 25 سنة ومنذ مدريد وأوسلو أن السلام يصنعه الأقوياء وليس مجرد التفاوض".
وأوضح مشعل أن القضية الفلسطينية أكبر من أن يتحملها أحد بمفرده، والقرار لا يمكن أن ينفرد به أحد، فلا مجال لتحقيق النصر والتحرير والعودة إلا بشراكة وطنية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف