لقد ولَّد الألم حالة الأمل لدى الدكتور الكندي الفلسطيني عز الدين أبو العيش، فما خلفته ذكرى استشهاد ابنتيه في القصف الإسرائيلي على غزة قبل سنوات دفعه إلى إنشاء مؤسسة إنسانية تخلد ذكرى ابنتيه.
من هنا ولدت المؤسسة الكندية "بنات من أجل الحياة"، والتي تقوم بإعطاء المنح الدراسية للفتيات من منطقة الشرق الأوسط، وخاصة العربيات اللواتي منعتهن ظروفهن المختلفة من فرصة التعلم بالجامعات.
جهوده المتميزة على الصعيد الإنساني لخدمة الفتيات في أنحاء مختلفة من العالم العربي، وجهوده في نشر رسالة السلام والعدل في العالم، أهلته للحصول على تكريم الحاكم العام لكندا ومنحه ميدالية الحاكم العام لكندا.
يقول أبو العيش لـ"هافينغتون بوست عربي" إن ما حصل عليه من تكريم يجعله يبذل المزيد لخدمة الفتيات في الشرق الأوسط، وخاصة في العالم العربي، فـ"تعليم المرأة هو إنقاذ لمجتمعها وللإنسانية في أنحاء متفرقة من العالم"، على حد تعبيره.
ويقول "لا أعلم حقيقة إن كنت أول كندي من أصل عربي يحصل على هذه الميدالية، لكن هذا يزيد من همتي وعطائي لأجل تحقيق مزيد من النجاحات التي تخدم الإنسانية".
يذكر أنه لا توجد أي معلومة مؤكدة بخصوص وجود شخص كندي من أصل عربي قبل أبي العيش، حصل على هذه الميدالية من قبل، ليكون أبو العيش بالتالي أول كندي من أصل عربي ينال هذه الميدالية.
ويضيف أن اهم مشكلة واجهته كانت كيفية محافظته على هويته العربية والإسلامية، وأن يحقق وجوده في خدمة المجتمعين الكندي والعربي.
وأوضح أن ما يميز المجتمع الكندي أنه يمنح الفرصة لأي شخص مثابر يسعى لتحقيق النجاح في هذا المجتمع، كما أنه يحترم الأديان والحقوق والحريات كنسيج رئيسي لهذا المجتمع.
وذكر أن "حياتي ووجودي في كندا لم يمنعني من الحفاظ على جذوري وهويتي كوني فلسطيني الأصل، فأنا أعتز بانتمائي لكندا وبأصولي وجذوري الفلسطينية، وهذا ما يجب أن يحرص أي مسلم وعربي كندي على الحفاظ عليه". مشيراً إلى تشجيع كندا على تحقيق هذه المعادلة نظراً لاحترامها التعدد الثقافي والديني لأبناء مجتمعها.
مؤسسة فتيات من أجل الحياة
ويقول أبو العيش إن حصوله على هذه الميدالية سيزيد من عمله الدؤوب في التوسع لعقد الاتفاقيات مع مختلف الجامعات الكندية والأميركية للحصول على المزيد من المنح الدراسية للفتيات الشرق أوسطيات.
وأضاف "لقد كان شرفاً لي أن كنت ضمن الوفد الذي رافق الحاكم العام لكندا في أول زيارة له للشرق الأوسط، زرنا مخيمات اللاجئين في عدد من دول الجوار السوري". وتابع "كنت كلما سألت الفتيات السوريات عن حلمهن، كانت الإجابة هي الحصول على فرص التعليم في الجامعة. ونحن سنسعى إلى تحقيق أحلام بعض هؤلاء الفتيات سواء في الجامعات العربية أو الكندية".
الألم لا يمح
وذكر أن هذا التكريم لم يمح ألمه لفقدانه بناته، و"لكن كلما رأيت فتاة تتعلم وتحصل على منحة دراسية من مؤسسة بنات من أجل الحياة، شعرت بسعادة كبيرة كون ما قامت عليه المؤسسة لإحياء ذكرى بناتي يتحقق في عيون كل فتاة عربية تحصل على حقها وفرصتها في التعلم".
تكريمه في رام الله
ويقول أبو العيش "لقد تم منحي ميدالية الحاكم العام في كندا في رام الله، لأننا كنا في زيارة ضمن الوفد الرسمي للحاكم العام لكندا لبعض دول منطقة الشرق الأوسط".
واختتم حديثه قائلاً "خلال حياتي حصلت على تكريمات عديدة في العالمين العربي والغربي، ولكن منحي الميدالية في رام الله له أثر كبير في نفسي كوني أنتمي لهذا البلد وأعتز به، كما أعتز بانتمائي لكندا. تكريمي أقدمه لفلسطين لكل طفل وأب وأم وشابة وفتاة وعجوز، فنحن شعب يستحق الحياة والحرية".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف