- الكاتب/ة : رفيف دروكر
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-11-15
تخاصم نفتالي بينيت وبنيامين نتنياهو حول سؤال من يستحق التقدير على الفكرة العبقرية وهي الطلب من المحكمة أن تؤجل اخلاء عمونة مجدداً. حقيقة أنه لم يتم تقديم طلب مضحك إلى هذا الحد للمحكمة منذ زمن، لا تزعجهم. الدولة التي تعهدت باخلاء عمونة حتى نهاية العام 2012 تتوسل الآن للحصول على سبعة اشهر اضافية لأنها لم تستكمل الاجراءات المطلوبة للاخلاء. يدور الحديث عن عشرات العائلات التي تسكن في كرفانات، أما المحكمة الرحيمة والحنونة فسبق لها ومنحت الدولة عامين من اجل ترتيب الاخلاء. ولكن ذلك لم يكن كافيا. يمكن أنه حتى العام 2117، عفواً 2017. الحقيقة هي أننا تعودنا على أن هيئة الامن القومي، وهي جهة مهنية تقدم للمحكمة استشارة «سرية»، تؤيد طلب التأجيل، وهي الهيئة التي قدمت استشارة تقول إنه يجب المصادقة على صيغة الغاز لاعتبارات أمنية (بعضها سرية). صحيح أن رئيس الهيئة قد تغير – السابق تم تعيينه رئيسا لـ «الموساد» – لكن باقي الاعضاء استوعبوا روح القائد، وفي القريب سيكونون على استعداد لإعطاء استشارة تقول إن اتحاد البث العام يهدد أمن اسرائيل. لكن ذروة السلوك الخاطئ في القضية جاءت من «الشاباك». وايضا قدم للمحكمة استشارة تؤيد طلب التأجيل، وهي بالطبع سريعة. كم هذا مريح، أكيد يوجد هناك نقاش بين محمد واحمد، يقول فيه محمد إنه اذا تم اخلاء اليهود فهو ينوي الانتحار في شوارع تل ابيب. هذا شيء غريب، فعندما أخلت حكومة شارون المستوطنات في غزة وفي شمال «السامرة» في العام 2005، أو حينما أخلت حكومة ايهود اولمرت المباني الدائمة في عمونة في بداية العام 2006 وعندما قام بنيامين نتنياهو باخلاء تل الاولبانة وميغرون – لم يقدم «الشاباك» استشارات كهذه. حسب التسريبات من استشارة «الشاباك» يتبين أن الخشية هي من أن الاخلاء قد يؤدي الى دفع الارهابيين اليهود الى القيام بعمليات ستؤدي بدورها الى عمليات انتقام من قبل «الارهابيين» العرب. ما هذا المنطق اللامع؟ حتى الفترة الاخيرة لعب «الشاباك» دوره بشكل يثير التفاخر. وبدأ بالفعل في محاربة الارهاب اليهودي ونجح في قمعه الى درجة كبيرة. إنه لا يخاف من التحقيق مع الارهابيين الذين قتلوا العائلة في دوما، مستخدما طرقا اقتصرت حتى ذلك الحين على الفلسطينيين (ايضا نتنياهو يستحق الثناء على ذلك). وفي السياق ايضا قام بالكشف عن عمليات ارهابية اخرى نفذها يهود، وساعد ايضا في الكشف عن قتل محمد أبو خضير وقلص الى حد كبير اعمال «تدفيع الثمن». والآن بالذات بعد أن نجح في تحرير المستوى السياسي قليلا من تهديد الارهابيين اليهود بدأ فجأة يخاف منهم الى هذا الحد. يا ليت الخوف من المتطرفين هو الذي يقف من وراء الاستشارة الغريبة لـ «الشاباك». قد يكون الحديث يدور عن شيء مختلف تماما. رؤساء «الشاباك» في السابق عرفوا كيف يقولون «لا» لرئيس الحكومة، ولرئيس الحكومة هذا ايضا، رغم خضوعهم له تنظيميا. رفض يوفال ديسكن توجهات نتنياهو من أجل التحقيق في بعض التسريبات ووقف في وجهه في صفقة جلعاد شاليط، وفي خطة قصف ايران. وريثه، يورام كوهين، الذي تم تعيينه من قبل نتنياهو اتخذ مواقف كثيرة لم يحبها رئيس الحكومة، ولم يرتدع عن الحديث عن التحذير الذي اصدره قبل عملية «الجرف الصامد»، ولم يتردد في مدح محمود عباس بسبب التنسيق الامني. لكن في السنوات السبع الاخيرة يستجيب «الشاباك» لمطالب الحماية المجنونة لعائلة نتنياهو، بما في ذلك حماية أبنائه 24 ساعة في اليوم، وهذا ايضا تعودنا عليه. لكن الاستشارة في موضوع عمونة تنقل رسالة بأن «الشاباك» على استعداد ليكون أداة في خدمة مصالح نتنياهو السياسية.