- الكاتب/ة : تسفيا غرينفيلد
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-11-15
من السهل أن تكون ذكياً بعد العمل، والادعاء بأن معظم العناصر التي أدت الى سقوط هيلاري كلينتون كانت معروفة مسبقا. لم تنجح كلينتون في تحطيم سقف الزجاج، وعمرها وتجربتها الغنية أيضا أضرت بها بدل مساعدتها. ألحق رئيس الـ «اف.بي.آي» الضرر المباشر بفرصها، ويجب أن لا ننسى ايضا الحقيقة البسيطة وهي أنه كل ثماني سنوات يفوز في الولايات المتحدة الحزب المنافس. يمكن أن تكون هذه هي الاسباب المعروفة للفشل، لكن حقيقة أن لا أحد لاحظ حركة الاحتجاج الكبيرة التي حملت دونالد ترامب على أجنحتها، تثير اليوم المخاوف من أن طبيعة التحول سيتم تفويتها مرة اخرى، وبذلك لا يتم الإصلاح. الادعاء المقبول هو أن مصوتي ترامب خرجوا ضد نظام الاستقامة السياسية الذي يفرض عليهم قبول الأجانب والمهاجرين بشكل متساوٍ، رغم أنهم يهددون مصدر رزقهم ويهددون السيطرة العليا الاجتماعية – الثقافية الخاصة بهم. ومع ذلك فان الهجوم على الأقليات في الولايات المتحدة وخصوصا رفع شعار «إعادة المجد لأميركا»، يشير الى أن المشكلة في العلاقة مع الاقليات كانت ثانوية قياسا بالرد العاطفي لناخبي ترامب في سنوات رئاسة براك اوباما، ومناصرة المرأة التي يقوم بها المجتمع الأميركي حسب رأيهم. اقترن انتخاب اوباما منذ البداية بالقلق تجاه وطنيته ومواقفه الايديولوجية تجاه مكانة أميركا وعظمتها. فقد امتنع اوباما اثناء ولايته عن اثبات قدرة أميركا وقوتها كجهة قادرة على فرض النظام الدولي. وقال محللوه في وسائل الاعلام إنه لا مناص من التخلص من التعالي الامبريالي في إدارة العالم. النتائج الدولية والداخلية لهذه الطريقة كانت كارثية. الجمهور الأميركي القديم، الذي يعتبر الولايات المتحدة قوة عظمى عسكرية وثقافية، فسّر ايديولوجية اوباما على أنها مناهضة لأميركا. وتم اعتبار ادارة اوباما ادارة ضعيفة تقوم، وبقصد، بتقزيم مكانة الولايات المتحدة في العالم. وقد أدى ذلك الى إهانتها وفقدان تأثيرها كقوة عظمى اولى. الدافع الاول والابرز لاحتجاج ناخبي ترامب نبع من التصورات الذاتية. نظرا لأن الامر يُذكر بما يحدث في اسرائيل ايضا، فمن المهم فهمه. بدل مواجهة ادعاءات ترامب بشكل جدي، قامت وسائل الاعلام والمرشحة الديمقراطية بحملة لسلب الشرعية عن ترامب. وفي المقابل ترك بؤر التوتر الحقيقية في المجتمع الأميركي دون التطرق اليها. ورغم أن كلينتون فهمت كما يبدو المشكلة الاساسية، إلا أنها لم تتجرأ على التعبير عن تحفظها. وهكذا تفاقم السم في وسائل الاعلام اليمينية المتطرفة وتداخل مع غضب الجمهور الواسع، الامر الذي ظهر في الانتخابات. يجب أن تشكل هذه الهزيمة تحذيراً لنا. إن نفي الصور العاطفية التي سببت الانفجار في الولايات المتحدة يشبه الى درجة كبيرة ما يحدث في البلاد، رغم أنه في اسرائيل يغضب الجمهور الواسع من التعريف الذاتي اليهودي وليس القوة الرجولية مثل أميركا. كان اوباما ايديولوجياً واضحاً، لذلك لم يتمكن من تغيير مواقفه وسياسته بشكل يحيد الضرر الكبير في الصورة الذاتية للأميركيين غير المتعلمين. ولكن في البلاد فإن التصميم الايديولوجي على التنكر لصور الهوية اليهودية الصهيونية يكلف اليسار كثيرا. فرصة التأثير على الجمهور تتعلق بدرجة كبيرة بحكمة تخفيف التوتر والذهاب مع الجمهور الواسع في موضوع تعريفهم الذاتي. ولأن الامر هو عبارة عن نقاش فان المهمة ليست صعبة.