فجأة لم يعد سيئا أن تكون لاساميا. فجأة يمكن التسامح مع ذلك شريطة أن تكره المسلمين العرب وأن تحب إسرائيل. اليمين اليهودي والإسرائيلي أصدر عفوا شاملا للاساميين الذين يحبون إسرائيل، الذين هم في طريقهم إلى الحكم في الولايات المتحدة. لنعرف من الآن: ليس فقط التعري والجنس، بل ايضا اللاسامية هي مسألة جغرافية خاضعة للفائدة. الأمريكيون اليمينيون اللاساميون لم يعودوا لاساميين. واليكم الصيغة المعدلة: من الآن اللاساميون هم يساريون فقط. روجر ووترز هو شخص شجاع مع ضمير ـ هو لاسامي. ستيف بنون، عنصري معروف ولاسامي في الخزانة، تم تعيينه استراتيجيا رئيسا في البيت الابيض ـ أصبح صديق إسرائيل.
مستفيدون يهود وإسرائيليون قلبوا كل حجر لمعرفة اللاساميين واعتبروا أن كل مخالفة سير سجلها شرطي أمريكي ليهودي كعمل عدائي، وأحدثوا الضجيج في كل مرة سُرق فيها يهودي أو تم فيها تحطيم شاهد قبر ـ يقومون بالمصادقة على الموضوع. وفجأة لم يعودوا على قناعة بذلك المرض.
إيلان دارشوفيتس، من أكبر الدعائيين في المجال، بدأ في حملة دفاع عن العنصري بنون. في مقال في «هآرتس» باللغة الانجليزية أول أمس قال دارشوفيتس إن الشخص الذي قالت زوجته إنها لا تريد ارسال أولاده للتعلم مع اليهود، ليس لاساميا. «زوجته السابقة هي التي تحدثت عن ذلك في نقاش قضائي، ولا يوجد وزن خاص لذلك»، كما قال دارشوفيتس. لقد سمع من مساعده السابق، وهو يهودي محافظ عمل مع بنون، إنه لم يشاهد لديه ملامح اللاسامية. وفجأة أصبح ذلك كافيا لدارشوفيتس، وفجأة أصبح يمكن الفصل بين العنصرية واللاسامية.
سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، رون ديرمر، سارع إلى الانضمام إلى الحفل. وقد قال في نهاية الاسبوع إنه «يتوقع العمل مع بنون». وكيف يتوقع أن يعمل مع العنصري. إنهما سيتفقان على كل شيء: لا يوجد شعب فلسطيني، لا يوجد احتلال، يتسهار إلى الأبد، اليساريون خونة. وبالنسبة لديرمر ـ سفير عمونة في واشنطن، صديق حفلات الشاي، مقاطع منظمة «جي.ستريت»، الشخص الذي لو كان الواقع عقلاني لكان أُعلن عنه كشخصية غير مرغوب فيها في الولايات المتحدة ـ التعيينات الجديدة هي مثل فجر يوم جديد. سيشعر أنه في البيت مع فرانك غفني، الذي يكره المسلمين ايضا، ويمكن أن يتم تعيينه في منصب رفيع، كم سيكون مسرورا بالعمل مع بنون، حيث إن مايك هاكبي هو كأس الشاي الخاص به. ديرمر هو الحاصل على جائزة «لهب الحرية» لـ «سي.أس.بي». وهي منظمة كراهية ترفع لواء الاسلاموفوبيا.
هؤلاء العنصريون وأمثالهم هم أفضل اصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة. وينضم اليهم عنصريو اليمين في اوروبا. وبعد ازالة مشاعر الذنب بسبب الكارثة فإنهم آخر الاصدقاء المتبقين لإسرائيل. حيث أن الصداقة تُقاس فقط بتأييد الاحتلال، فلا يوجد لإسرائيل اصدقاء سوى العنصريين والقوميين المتطرفين. كان من المفروض أن يؤدي ذلك إلى خجل كبير هنا: قولوا لنا من هم اصدقاءكم فنقول لكم من أنتم.
هؤلاء العنصريون يحبون إسرائيل لأنها تحقق احلامهم الرطبة: قمع العرب وتعذيب المسلمين وسلبهم وطردهم وقتلهم وهدم بيوتهم وسحق كرامتهم. كم كانت هذه الجماعات من القمامة تريد التصرف بهذا الشكل. الامر ممكن في الوقت الحالي فقط في إسرائيل، لذلك فهي الضوء للأغيار في هذا المجال. أين هي الايام التي ذهب فيها اليهود في جنوب افريقيا إلى السجن مع نلسون مانديلا. اليوم المستفيدون اليهود في أمريكا يؤيدون العنصريين واللاساميين.
الروائية الفلسطينية الأمريكية، سوزان أبو الهوى، كتبت في نهاية الاسبوع في صفحتها في الفيس بوك: «الفلسطينيون يسمون القومي المتطرف الابيض بنون لاسامي. وايباك وايلان دارشوفيتس يعتقدون أنه ليس سيئا إلى هذه الدرجة. أي دليل نحتاجه بعد كي نفهم أن الصهيونية هي وجه التفوق الابيض، وهي مناقضة لليهودية؟. وقد تم طرد أبو الهوى في الصيف الماضي من جسر اللنبي. إنها على حق. الولايات المتحدة وإسرائيل تتقاسمان منذ الآن نفس القيم ـ يا لهذا الخزي.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف