- الكاتب/ة : عميره هاس
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-11-26
كيف برأيكم نشب الحريق إلى جانبكم، إلى جانب معسكر الجيش نافيه يائير، الذي أخلي؟ سألت الأصدقاء في قرية النبي صالح، بعد أن استوضحت بأن النار لم تقترب منهم وأنهم آمنون. "آه، إنه الجيش"، أجاب الصديق (قبل أن يقول إنه يفحص اشتباها بأن جنديا مهملا ألقى بعقف سيجارة مشتعلة).
في القرية كفوا منذ الآن عن إحصاء كم مرة نشبت النار في حقولهم، بسبب قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع التي ألقاها الجنود كي يقمعوا المظاهرات ضد سرقة نبعهم على أيدي مستوطني حلميش. "أواثقون بأن هذا ليس متعمدا؟"، سألت، وكان واضحا أنى قصدت إمكانية أن يكون فلسطيني هو من أشعل النار. فأجابت الصديقة: "لا يحتمل. وإذا كان أحد ما اشعل متعمدا، فهذا جنون. ليس منطقيا وليس صحيحا. إنها الطبيعة، إنها البيئة التي تضررت، الأشجار والحيوانات".
نشبت النار أيضا قرب مستوطنة "مافو حورون"، وأفيد أيضا بإخلاء متنزهين من حديقة كندا في جيب اللطرون. اتصلت بأحد معارفي الذي يسكن في قرية بيت لقيا، خلف جدار الفصل. فقال مستنتجاً: إن "أحداً ما ألقى بسيجارة من سيارة عابرة". من أعرفه هو في الأصل من قريبة بيت نوبا التي طرد الجيش الإسرائيلي سكانها وسكان القرى المجاورة – يالو وعمواس – فور احتلالها في 1967. "بيت حورون" بنيت على أراضي بيت نوبا، وعلى خرائب يالو وعمواس هيأ صندوق "كيرن كييمت" لإسرائيل حديقة كندا. وهي تسمى هكذا على شرف يهود كنديين تبرعوا لها من مالهم. "والنار غير مقصوده برأيك"، سألت. ففهم أني اقصد الاشتباه بأن يكون فلسطينيون هم من أشعلوا النار. "أولا، لا يسمح لأي فلسطيني على الإطلاق بالوصول إلى منطقة هناك، باستثناء العمال في المستوطنة والذين يحتاجون إلى أجورهم. وثانياً، هذه أشجارنا هناك، أمواتنا المدفونون هناك في المقابر، آبار المياه التي حفرها أجدادنا. نحن سنعود إلى هناك، فلماذا ندمرها؟".
أنباء في مواقع إخبارية بالعربية عن الحرائق جرّت تعقيبات حماسية. إن الكيان (الصهيوني) سيحترق، عقابا على قانون منع الأذان. اقتباسات من القرآن يؤتى بها للتأكيد، وكذا انتقاد للسلطة الفلسطينية، التي تعرض مرة أخرى عتاد إطفاء النار لديها. فحص غير علمي يبين أن الكثيرين من الشامتين هم من سكان الدول المجاورة (مصر، الأردن). المتحمسون والمشجعون من قطاع غزة يكشفون فقط كم نجحت سياسة الإغلاق الاسرائيلية في قطعهم عن باقي أبناء شعبهم ممن لا يعرفون بأنه في حيفا وفي محيطها يسكن فلسطينيون مواطنون اسرائيليون. وممن لا يعرفون بأن سجن الدامون في أراضي القرية التي على هذا الاسم، والتي دمرت في 1948، يحبس فلسطينيون؟
وبالفعل توجد بوستات عديدة في الشبكة الاجتماعية الفلسطينية والتي تهزأ وتغضب من الشامتين، الذين نسوا بأن "الأشجار هي أشجارنا، الأرض هي أرضنا، البلاد هي بلادنا". أحد ما كتب يقول: "أوقفوا هراءكم. النار نشبت في الأردن أيضا. فعلى ماذا عاقبه الله؟".
إن الاشتباه الجماعي بالفلسطينيين، والذي اطلقه نفتالي بينيت وبنيامين نتنياهو، انتشر في الحقل الإسرائيلي من الغرور والآراء المسبقة. وقالت الصديقة الفلسطينية من الجليل: الاشتباه التلقائي هذا يخفي بالذات فهما عميقا ومفاجئا، وليس فقط جهلا وعنصرية. فالإسرائيليون اليهود على ما يبدو يفهمون مع ذلك أن القمع والاستغلال للشعب الفلسطيني من جانب إسرائيل وفقدان الأمل لدينا هما بمستوى الآخرة. الإسرائيليون يتوقعون أن ردنا على القمع سيكون الآخرة. وهو ليس كذلك.
في القرية كفوا منذ الآن عن إحصاء كم مرة نشبت النار في حقولهم، بسبب قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع التي ألقاها الجنود كي يقمعوا المظاهرات ضد سرقة نبعهم على أيدي مستوطني حلميش. "أواثقون بأن هذا ليس متعمدا؟"، سألت، وكان واضحا أنى قصدت إمكانية أن يكون فلسطيني هو من أشعل النار. فأجابت الصديقة: "لا يحتمل. وإذا كان أحد ما اشعل متعمدا، فهذا جنون. ليس منطقيا وليس صحيحا. إنها الطبيعة، إنها البيئة التي تضررت، الأشجار والحيوانات".
نشبت النار أيضا قرب مستوطنة "مافو حورون"، وأفيد أيضا بإخلاء متنزهين من حديقة كندا في جيب اللطرون. اتصلت بأحد معارفي الذي يسكن في قرية بيت لقيا، خلف جدار الفصل. فقال مستنتجاً: إن "أحداً ما ألقى بسيجارة من سيارة عابرة". من أعرفه هو في الأصل من قريبة بيت نوبا التي طرد الجيش الإسرائيلي سكانها وسكان القرى المجاورة – يالو وعمواس – فور احتلالها في 1967. "بيت حورون" بنيت على أراضي بيت نوبا، وعلى خرائب يالو وعمواس هيأ صندوق "كيرن كييمت" لإسرائيل حديقة كندا. وهي تسمى هكذا على شرف يهود كنديين تبرعوا لها من مالهم. "والنار غير مقصوده برأيك"، سألت. ففهم أني اقصد الاشتباه بأن يكون فلسطينيون هم من أشعلوا النار. "أولا، لا يسمح لأي فلسطيني على الإطلاق بالوصول إلى منطقة هناك، باستثناء العمال في المستوطنة والذين يحتاجون إلى أجورهم. وثانياً، هذه أشجارنا هناك، أمواتنا المدفونون هناك في المقابر، آبار المياه التي حفرها أجدادنا. نحن سنعود إلى هناك، فلماذا ندمرها؟".
أنباء في مواقع إخبارية بالعربية عن الحرائق جرّت تعقيبات حماسية. إن الكيان (الصهيوني) سيحترق، عقابا على قانون منع الأذان. اقتباسات من القرآن يؤتى بها للتأكيد، وكذا انتقاد للسلطة الفلسطينية، التي تعرض مرة أخرى عتاد إطفاء النار لديها. فحص غير علمي يبين أن الكثيرين من الشامتين هم من سكان الدول المجاورة (مصر، الأردن). المتحمسون والمشجعون من قطاع غزة يكشفون فقط كم نجحت سياسة الإغلاق الاسرائيلية في قطعهم عن باقي أبناء شعبهم ممن لا يعرفون بأنه في حيفا وفي محيطها يسكن فلسطينيون مواطنون اسرائيليون. وممن لا يعرفون بأن سجن الدامون في أراضي القرية التي على هذا الاسم، والتي دمرت في 1948، يحبس فلسطينيون؟
وبالفعل توجد بوستات عديدة في الشبكة الاجتماعية الفلسطينية والتي تهزأ وتغضب من الشامتين، الذين نسوا بأن "الأشجار هي أشجارنا، الأرض هي أرضنا، البلاد هي بلادنا". أحد ما كتب يقول: "أوقفوا هراءكم. النار نشبت في الأردن أيضا. فعلى ماذا عاقبه الله؟".
إن الاشتباه الجماعي بالفلسطينيين، والذي اطلقه نفتالي بينيت وبنيامين نتنياهو، انتشر في الحقل الإسرائيلي من الغرور والآراء المسبقة. وقالت الصديقة الفلسطينية من الجليل: الاشتباه التلقائي هذا يخفي بالذات فهما عميقا ومفاجئا، وليس فقط جهلا وعنصرية. فالإسرائيليون اليهود على ما يبدو يفهمون مع ذلك أن القمع والاستغلال للشعب الفلسطيني من جانب إسرائيل وفقدان الأمل لدينا هما بمستوى الآخرة. الإسرائيليون يتوقعون أن ردنا على القمع سيكون الآخرة. وهو ليس كذلك.