- الكاتب/ة : تسفي برئيل
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-12-08
في هذه الايام تجري محاكمة صاخبة حول دور قوات الامن (التركية) في قتل الصحافي الارمني، تيرانت دينك، الذي قتل في العام 2007 على أيدي شاب قومي متطرف أمام مبنى صحيفة "أغوس" التي هو محررها. وقد تم القاء القبض على القاتل وتمت محاكمته بعد اربع سنوات، وأُدين وحكم بـ 22 سنة وعشرة اشهر بالسجن. ولو لم يُقتل دينك لكان حوكم أمام محكمة ثالثة بسبب "الحاق الضرر بتركيا". المحاكمة الاولى التي اتُهم فيها بمخالفة مشابهة انتهت بتبرئته، وفي المحاكمة الثانية تمت إدانته.
المحاكمة التي تجري الآن تركز على دور قوات الأمن في عملية القتل، لا سيما الادعاء بأنهم عرفوا نية قتل دينك ولم يمنعوا ذلك. وفي الصورة التي تم نشرها اثناء اعتقال القاتل يظهر رجلا أمن وهما يمسكان به وهما يضحكان وكأنهما يعبران عن رضاهما عما فعله.
في العام 2011 قُتلت في موسكو الصحافية آنا بونيتكوبستايا بسبب الانتقاد الذي وجهته لسياسة فلادمير بوتين. وأكثر من 20 صحافيا روسيا آخرين قتلوا أو اختفوا خلال عهد بوتين. وفي السنة الماضية هرب الصحافي دانيال باستر من الارجنتين الى اسرائيل، وهو الذي كان أول من نشر نبأ قتل المدعي العام الذي كان يحقق في العلاقة بين الرئيسة في حينه، كريستينا كرشنر، وبين اخفاء تفاصيل العملية في مركز الجالية اليهودية في بونس آيريس في العام 1994. وقد قال باستر إنه قرر الهرب بعدما قيل له إن قوات الامن تريد الاضرار به.
المحاكمة التي تجري الآن تركز على دور قوات الأمن في عملية القتل، لا سيما الادعاء بأنهم عرفوا نية قتل دينك ولم يمنعوا ذلك. وفي الصورة التي تم نشرها اثناء اعتقال القاتل يظهر رجلا أمن وهما يمسكان به وهما يضحكان وكأنهما يعبران عن رضاهما عما فعله.
في العام 2011 قُتلت في موسكو الصحافية آنا بونيتكوبستايا بسبب الانتقاد الذي وجهته لسياسة فلادمير بوتين. وأكثر من 20 صحافيا روسيا آخرين قتلوا أو اختفوا خلال عهد بوتين. وفي السنة الماضية هرب الصحافي دانيال باستر من الارجنتين الى اسرائيل، وهو الذي كان أول من نشر نبأ قتل المدعي العام الذي كان يحقق في العلاقة بين الرئيسة في حينه، كريستينا كرشنر، وبين اخفاء تفاصيل العملية في مركز الجالية اليهودية في بونس آيريس في العام 1994. وقد قال باستر إنه قرر الهرب بعدما قيل له إن قوات الامن تريد الاضرار به.
اسرائيل ليست تركيا، كما قال رفيف دروكر في مقابلة مع "الغارديان". "لا أعتقد أننا نوجد في المنزل المؤدي الى اردوغان أو بوتين. اشخاص مثلي، في روسيا أو تركيا، كانوا سيجدون أنفسهم في السجن منذ سنوات"، أو أمواتا مثل دينك وبونيتكوبستايا.
اقوال دروكر تبدو الآن مثل أمنيات أكثر منها حقائق. اذا لم نكن نوجد في المنزلق الذي يؤدي الى الهاوية، فكيف يخطر ببال المستطلعين المقارنة بين تأييد الجمهور لبنيامين نتنياهو وبين مستوى تأييد دروكر؟.
إن أي دولة ديمقراطية لا يخطر ببال أي شخص فيها المقارنة بين شعبية الصحافي وبين شعبية السياسي. في الدولة السليمة تفهم وسائل الاعلام أن الصحافي المهني والجدي، الذي يحقق في سلوك رئيس الحكومة، يحظر عليه الخضوع لاختبار الشعبية وكأنه مرشح للانتخاب. ولكن في موقع "واللاه" جاء: "مرة اخرى انتصر نتنياهو". لأن 70 في المئة من المستطلعين أيدوا نتنياهو. يا لها من سعادة كبيرة للدولة، يا لها من ديمقراطية. الدوق انتصر على الصحافي.
هذا "الانجاز" المشوه قد يكون له استمرار دموي. اذا لم يكن دروكر "صاحب شعبية"، يمكن ايضا التخلص منه بدون اغضاب الجمهور. اذا كان 30 في المئة فقط سيعلنون الحداد على غيابه أو موته، فلن يكون الضرر كبيرا. ومن الاقوال في الشبكة يمكننا أن نفهم أن هناك متطوعين كثيرين على استعداد للعب دور الشانق. الرأي العام، 70 في المئة، تم اعداده بشكل مهني من قبل رئيس الحكومة ومتحدثيه، من اجل تأجيج كراهية وسائل الاعلام وتحويل الصحافيين بشكل جماعي وفردي الى أعداء للشعب، تماما كما يفعل اردوغان في تركيا وبوتين في روسيا وعبد الفتاح السيسي في مصر. فما الذي ينقصنا هنا كي نصبح مثل تركيا أو روسيا؟.
يقترح السياسيون يقترحون في الآونة الاخيرة وضع حراسة لدروكر. ففي الدولة التي قُتل فيها رئيس حكومة تكون المواضيع الاخرى بلا أهمية. ولكن لا يجب حراسة دروكر، بل يجب تطهير فم رئيس الحكومة وحسابه في الفيس بوك. فهناك يوجد المجمع الذي يسمم قلوب الجمهور. ودروكر هو مجرد عرض من أعراض الوباء.
اقوال دروكر تبدو الآن مثل أمنيات أكثر منها حقائق. اذا لم نكن نوجد في المنزلق الذي يؤدي الى الهاوية، فكيف يخطر ببال المستطلعين المقارنة بين تأييد الجمهور لبنيامين نتنياهو وبين مستوى تأييد دروكر؟.
إن أي دولة ديمقراطية لا يخطر ببال أي شخص فيها المقارنة بين شعبية الصحافي وبين شعبية السياسي. في الدولة السليمة تفهم وسائل الاعلام أن الصحافي المهني والجدي، الذي يحقق في سلوك رئيس الحكومة، يحظر عليه الخضوع لاختبار الشعبية وكأنه مرشح للانتخاب. ولكن في موقع "واللاه" جاء: "مرة اخرى انتصر نتنياهو". لأن 70 في المئة من المستطلعين أيدوا نتنياهو. يا لها من سعادة كبيرة للدولة، يا لها من ديمقراطية. الدوق انتصر على الصحافي.
هذا "الانجاز" المشوه قد يكون له استمرار دموي. اذا لم يكن دروكر "صاحب شعبية"، يمكن ايضا التخلص منه بدون اغضاب الجمهور. اذا كان 30 في المئة فقط سيعلنون الحداد على غيابه أو موته، فلن يكون الضرر كبيرا. ومن الاقوال في الشبكة يمكننا أن نفهم أن هناك متطوعين كثيرين على استعداد للعب دور الشانق. الرأي العام، 70 في المئة، تم اعداده بشكل مهني من قبل رئيس الحكومة ومتحدثيه، من اجل تأجيج كراهية وسائل الاعلام وتحويل الصحافيين بشكل جماعي وفردي الى أعداء للشعب، تماما كما يفعل اردوغان في تركيا وبوتين في روسيا وعبد الفتاح السيسي في مصر. فما الذي ينقصنا هنا كي نصبح مثل تركيا أو روسيا؟.
يقترح السياسيون يقترحون في الآونة الاخيرة وضع حراسة لدروكر. ففي الدولة التي قُتل فيها رئيس حكومة تكون المواضيع الاخرى بلا أهمية. ولكن لا يجب حراسة دروكر، بل يجب تطهير فم رئيس الحكومة وحسابه في الفيس بوك. فهناك يوجد المجمع الذي يسمم قلوب الجمهور. ودروكر هو مجرد عرض من أعراض الوباء.