ضياء الكحلوت: أظهرت المواقف والتصريحات الإعلامية لقياديي اليسار الفلسطيني خلال الساعات التي أعقبت عزل الجيش الرئيس المصري محمد مرسي ارتياح هذا التيار لما وصلت إليه الأوضاع في مصر وما أسموه سقوط وفشل تجربة الإخوان المسلمين في الحكم.
وكانت قوى اليسار الفلسطيني أول من رحّب وقدم التهنئة للمصريين بما أسموه نجاح الثورة التصحيحية في مصر وعزل مرسي، وبدت اللغة المستخدمة في بياناتهم الصحفية وتصريحات قيادييهم مرتاحة وفرحة إلى أبعد حد بالتطور في الجارة مصر.
ورغم نفي قيادي في اليسار أن يكون هذا الموقف تشفياً من الجماعة وذراعها الفلسطينية حركة حماس، قال محللون إن جزءاً من الارتياح الذي أبداه اليسار ناجم عن تشفيه بحماس والإخوان لاعتبارات أيديولوجية وسياسية وفكرية.
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا أن موقف الجبهة واليسار الفلسطيني المرحب بعزل مرسي نابع من تأييد خيار الشعب المصري أياً كان مع المحافظة على الحياد الفلسطيني من الأوضاع بمصر.
وأشار مهنا في حديث للجزيرة نت إلى أن المصريين جميعا قوى وشعبا كانوا ولا يزالون دائماً مع القضية الفلسطينية، مستبعداً حدوث أي تغير يمس الملفات الفلسطينية بيد مصر خلال الفترة المقبلة.
ورفض القيادي اليساري البارز توصيف بيانات وتصريحات قياديي اليسار من عزل الرئيس مرسي بالتشفي من جماعة الإخوان المسلمين وامتدادها الفلسطيني حماس، وقال إن هذه أوهام فقط في أذهان أصحابها.
وانتقد حركة حماس ومواقفها من الأحداث في مصر، وقال إنها لا تجيد فن التعامل مع الآخرين، مشدداً على أن اليسار الفلسطيني لا يعنيه من يقود مصر ورغم ذلك وجه انتقاداً لمنهج الإخوان المسلمين في الحكم.
لكن الكاتب والمحلل السياسي اليساري هاني حبيب قال إن ترحيب قوى اليسار الفلسطيني بما جرى في مصر يعود لمنطلقاتها الفكرية والسياسية والأيديولوجية، مبيناً أنه ليس من المستغرب أن تقف فصائل اليسار الفلسطيني إلى جانب ما وصفها بالثورة التصحيحية يوم 30 يونيو/حزيران.
وذكر حبيب للجزيرة نت أن هذا الموقف نابع من اعتبار ما جرى في مصر إنجازا مصريا وقوميا على الصعيد العربي وما كان لفصائل اليسار إلا أن تُبدي رأيها تشجيعاً وتأييداً لهذه الثورة خاصة أن هذا يتقاطع مع منطلقاتها الأيديولوجية.
وقال إن ردة فعل اليسار الفلسطيني عند إزاحة تيار الإخوان عن الحكم في مصر كان ترحيباً وتشجيعاً، معتبراً ذلك شيئاً طبيعياً لا يجب أن يُدهش أحداً من الذين يعرفون كيف يفكر اليسار الفلسطيني.
من جانبه اعتبر مدير مركز أبحاث المستقبل بغزة إبراهيم المدهون ابتهاج وتأييد اليسار الفلسطيني بما أسماه الانقلاب العسكري في مصر بالموقف المخالف لكل المبادئ والشعارات اليسارية وانحراف في بوصلة مطلقيها.
وأشار المدهون في حديث للجزيرة نت إلى أن حماس اليسار الفلسطيني وأقطابهم المصريين فاقت حماس من وصفهم بقادة الانقلاب العسكري، معتبراً أن مواقف اليسار نابعة من حالة العداء للحالة الإسلامية الصاعدة في المنطقة.
ووصف اليسار الفلسطيني بأنه مضطرب ولم تعد لديه منهجية متكاملة وواضحة ولهذا يتخبط في المواقف وينحاز في الغالب من دون منهجية فكرية منتظمة ومبررات مقنعة، مشيراً إلى أنه لا يجب إغفال اعتقاد اليسار بأن انتهاء حكم الإخوان في مصر سيؤثر سلباً على حكم حماس في غزة.
وبينّ المدهون أن المواقف التي أظهرها اليسار الفلسطيني تظهر جنوحه لمبدأ الإقصاء ما دام يشمل خصومه، وأن الديمقراطية بالنسبة إليهم مجرد شعارات في المحافل وللمزايدات الإعلامية والسياسية، على حد وصفه.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف