- الكاتب/ة : نير حسون
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-12-14
ثمة اكتشاف كبير لسلطة الآثار في قرية لفتا المهجورة على مداخل القدس، كشف عن أدلة جديدة تثبت تميز هذه القرية التاريخي والأثري. ورغم ذلك فان سلطة اراضي اسرائيل لا تنوي اعادة فتح خطة البناء لاقامة منطقة فاخرة للفيلات بين بيوت القرية القديمة، بل الاكتفاء بادخال أوامر الحفاظ على المباني القديمة الى ملحق البناء فقط. الاكتشاف الذي وصل الى صحيفة "هآرتس" يشمل بحثا أثريا وتاريخيا وجغرافيا واعادة رقمية لكل واحد من مباني القرية. وكشف البحث اطلالات جديدة حول تاريخ لفتا وتطورها ودور الهندسة فيها. وتم اكتشاف اجزاء تعود الى الفترة الهيلينية وفراغات تحت الارض لم يُعرف عن وجودها. لفتا هي القرية الاكثر سلامة من بين القرى التي بقيت قبل العام 1948. وقامت "اليونسكو" بادخالها الى قائمة المواقع التي قد تكون من الارث الدولي. رغم التميز التاريخي للفتا، منذ عشرين سنة تعمل سلطة اراضي اسرائيل على انشاء خطة بناء لبيوت سكنية فاخرة بين بيوت القرية. وحسب الخطة من المفروض أن تُبنى في القرية 115 فيلا جديدة، اضافة الى اعادة اعمار عدد مشابه من البيوت القديمة وتحويلها الى بيوت سكنية ومحلات ومقاه ومطاعم. أحد الافكار التي تم طرحها من اجل الحد من تأثير البناء على الطابع التاريخي للقرية كان تغيير الخطة بحيث يتم اعتبار مركز القرية مكانا سياحيا فقط، وتتم اقامة المباني الجديدة على أطراف القرية التاريخية. ولكن هذا الامر يحتاج الى فتح الخطة والمصادقة عليها من جديد، الامر الذي تعارضه سلطة اراضي اسرائيل. المهندسون وموظفو البيئة يعارضون خطة البناء، اضافة الى اللاجئين من القرية. وقبل اربع سنوات أمرت المحكمة المركزية بالغاء العطاء الذي اصدرته سلطة اراضي اسرائيل لبيع اراض في القرية، وطلبت من الدولة اجراء استطلاع أثري شامل لملاءمة الخطة مع ضرورة الحفاظ على القرية. شمل الاكتشاف البيوت التي بقيت والبالغ عددها 75. وقامت الطواقم بوضع تاريخ البناء وأعادت بوساطة الحاسوب صورة القرية في مراحل بنائها المختلفة. وتبين ايضا أنه في المبنى الأقدم في القرية توجد أجزاء بنيت في الفترة الرومانية أو الهيلينية، قبل حوالي ألفي سنة. وعلى هذا المبنى أقيمت مزرعة صليبية في العصور الوسطى، حيث تحول الى نواة القرية التي تطورت خلال العهد العثماني على مدى 400 سنة. وقد تم اكتشاف مغارات كبيرة تحت البيوت استخدمت للسكن والتخزين في فترات مختلفة، بعضها تم بناؤه بشكل جيد. وقد تفاجأ الباحثون عندما اكتشفوا احدى المغارات تحت الدوار المركزي في القرية قرب نبع لفتا الشهير. واضافة الى ذلك تم توثيق الشوارع والميادين والمواقع الزراعية. "هذا هو الاكتشاف الاكبر والأهم والاكثر تعقيدا بالنسبة لسلطة الآثار"، قال المهندس آفي مشيح، الذي ترأس طاقم المكتشفين. معارضو الخطة غاضبون من نية سلطة اراضي اسرائيل عدم الغاء الخطة القائمة، ولأن سلطة الآثار لا تطالب بفتح خطة البناء. وحسب ادعاء المعارضين تبين في أعقاب الاكتشاف أن الشوارع التي يفترض أن تفتح في القرية ستدمر الطرق القديمة وتعرض المبنى الأقدم في القرية للخطر. وتبين ايضا أن الاراضي التي تم اختيارها للبيع لا تناسب الاراضي القديمة، والبناء فيها من شأنه الحاق الضرر بالاشجار والجدران والمباني القديمة. "يجب عمل خطة جديدة لأن الخطة القديمة اهتمت بالحفاظ على الهوامش، والامر الذي كان مهما هناك هو بناء اكبر عدد من الوحدات السكنية كي يستطيع أثرياء اسرائيل والعالم القدوم الى هناك وبناء بيوت أشباح"، قال المهندس دافيد غوغنهايم، الذي يعارض الخطة. المحامي سامي ارشيد، الذي يمثل جمعية لاجئي لفتا، توجه، الاسبوع الماضي، الى سلطة اراضي اسرائيل وطلب الغاء خطة البناء القائمة. تؤيد سلطة الآثار المشروع القائم. "من ناحية أثرية ومن ناحية الحفاظ على المباني القائمة توجد لنا مصلحة بأن يتم تطبيق هذا المشروع"، قال مدير سلطة الآثار في القدس د. يوفال باروخ. "إن الاستشارة الهندسية تقول إنه بعد 20 – 30 سنة ستختفي لفتا. ونحن نعرف أن إحياء لفتا سيشمل ادخال بنى تحتية ومبادرين اقتصاديين. وكجزء من هذه العملية هناك حاجة الى احياء النواة القديمة للفتا. يجب أن يكون التوجه سياحيا، لكننا لا نستطيع فرض ذلك لأن الامر ليس قرارنا". وجاء من سلطة الآثار: "تم تقديم اعمال التوثيق لبلدية القدس ولطاقم التخطيط الذي أقيم حسب الخطة. الطاقم سيقدم لبلدية القدس خطة بناء جديدة تتلاءم مع أوامر الحفاظ على المباني القديمة. وسيتم اتخاذ القرار في نهاية المطاف من قبل بلدية القدس". وجاء من سلطة اراضي اسرائيل: "هدف الاكتشاف هو اعطاء مهندس المدينة معلومات من اجل وضع خطة الحفاظ على المباني القديمة. وعندما ستكون المواد جاهزة وكاملة فان سلطة اراضي اسرائيل ستقوم بنشرها". عن "