كلما اختفت فرص عودة القبيلة التي كانت تسيطر في السابق على السلطة – أي الاشكنازيين الرأسماليين والعلمانيين والليبراليين، الذين يسمون هنا خطأ يساراً – زادت في الغرق والتراجع في طقوس طرد الأرواح والهذيانات الصعبة، وكأنها أكلت الفطر السام في المطاعم الفاخرة. منذ هزيمته في الانتخابات الأخيرة، خلافا للتوقعات المتفائلة التي وضعها لنفسه، فهم اليسار خسارته. ولذلك فقد اعتبر اليسار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمثابة الطوطم الخيالي، على شكل الشيطان. فهو، وهو فقط، مصدر كل مشكلات الدولة. واذا قمنا بطرده فان الهدوء والسلام والازدهار ستكون من نصيبنا. ولهذا يقومون بالقاء كل ما يقع تحت أيديهم (الزجاجات التي يتم اعادة تدويرها، الغواصات الالمانية، علب الحليب، مليارديرات من استراليا وغيرها) على شخصية بيبي الى أن يرضى المستشار القانوني ويقرر فتح تحقيق ضده، فمن هنا ستصبح الطريق قصيرة لإقالته. في الوقت الحالي لا تنجح طقوس طرد الأرواح، ورئيس الحكومة نتنياهو ما زال يقف صلبا كما هو. ولكن لنفرض للحظة ولننجر الى الاماكن الغريبة لقبيلة اليسار النازفة والتعيسة، بأنهم سينجحون وسيتم فتح تحقيق ضد نتنياهو وسيسقط، سينهار أو يستقيل. فماذا تعتقدون أنه سيحدث في حينه؟ من سيأتي مكانه؟ أنتم؟ لقد أضحكتم حتى المجانين عندكم. ولكنكم تستمرون في الهذيان. في الاسبوع الماضي طلبت اميلي مواتي من رؤساء اليسار يئير لبيد واسحق هرتسوغ وزهافا غلئون التوحد من اجل هزيمة نتنياهو وفرض السلام والازدهار والرفاه والسعادة والموز لشعب اسرائيل («هآرتس»، 8/12). ولكن، يا مواتي، لبيد ليس يساراً، بل هو يمين من جميع النواحي، يمين مثل نتنياهو بالضبط، أو حتى أكثر منه. اضافة الى ذلك، كل هذا اليسار، ومن ضمنه لبيد، قد يتمكن من الحصول في الانتخابات على 40 مقعدا فقط. فماذا ستفعلون عندها؟ لا شيء، بالضبط مثلما لا تفعلون أي شيء الآن بـ 40 مقعدا توجد لديكم الآن. ولبيد ليس شخصا غبيا الى هذه الدرجة كي يذهب مع بقايا احزاب العمل و»ميرتس» الى ائتلاف لا يمكن تشكيله. نتنياهو لن يسقط، وهو سيستمر في السيطرة هنا طالما أنه يريد ويستطيع. وعندما سيذهب بعد 5 – 15 سنة لن يكون هناك أي يسار كي يستبدله. وبدل سلطة الرجل الواحد سنحصل هنا على سلطة ثلاثة، وهم: ميري ريغف ويائير لبيد ونفتالي بينيت. على مدى بضعة اشهر من سلطتهم ستشتاقون الى نتنياهو. ستشتاقون له حتى الموت. ستجلسون في البيت أمام التلفاز وتقومون بالولولة. «أين هذا الكوكو الذي تصرخ زوجته على الخدم. هل يمكن اعادته؟ نتوسل إليكم». ولمن يقول منكم لنفسه الآن «لا يمكن أن يوجد ما هو أسوأ من نتنياهو» هاكم تذكيرا تاريخيا صغيرا: في العام 1992 قتلت الطائرات الاسرائيلية الامين العام لـ «حزب الله» في حينه، عباس موسوي وزوجته وابنه الذي كان يبلغ الخامسة. إلا أنه بعد يومين تم انتخاب أمين عام جديد للمنظمة، ويحتمل أنكم سمعتم عنه، إنه حسن نصر الله.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف