استبقت منظمة "ييش دين" الحقوقية الإسرائيلية إعلان مستوطنين إسرائيليين موافقتهم على اقتراح الحكومة الإسرائيلية نقلهم من البؤرة الاستيطانية "عامونا" إلى أرض فلسطينية قريبة، بتأكيد عزمها تقديم اعتراض على هذه التسوية، بعد أن حصلت على توكيل من صاحب الأرض الفلسطيني.
وقالت منظمة "ييش دين"، التي تدافع عن أصحاب الأراضي الفلسطينية، لـ"الأيام": إنها وجهت، أمس، رسالة إلى المستشار القضائي الإسرائيلي تبلغه فيها بنيتها تقديم اعتراض إضافي على إعلان الحكومة قسيمة 38 المحاذية للبؤرة الاستيطانية غير الشرعية "عامونا"، أملاكاً متروكة وذلك بعد أن تم الوصول إلى مالكيها.
وقال المحاميان ميخائيل سفراد وشلومي زكاريا في رسالتهما: إنه من الضروري إخبار المستوطنين بهذا التطور المهم، علماً أن المستوطنين ما زالوا يدرسون إمكانية المُقترح الأخير، بنقل المستوطنين إلى القسيمة 38، وهذا المقترح من غير الممكن تطبيقه الآن على أرض الواقع، بالإضافة إلى أنه مخطط غير شرعي.
ولكن وعلى الرغم من ذلك، فقد قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس: إن سكان "عامونا" وافقوا على المخطط الذي تبلور، الليلة الماضية (مساء السبت)، خلال الجلسة التي عقدت في مكتب رئيس الوزراء".
وكانت الجلسة عقدت برئاسة نتنياهو ومشاركة وزير التعليم وزعيم حزب "البيت اليهودي" الاستيطاني المتطرف نفتالي بنيت مع قادة البؤرة الاستيطانية "عامونا".
وفي هذا الصدد، قال نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية، أمس: "بذلنا خلال الأشهر الأخيرة، خاصة على مدار الأسابيع والأيام الأخيرة، وأيضا أول من أمس حتى ساعات الفجر، جهوداً كبيرة جداً بغية التوصل إلى حل متفق عليه في قضية "عامونا"، أجرينا عشرات الجلسات وطرحنا مقترحات عديدة للغاية، وكانت بعضها مقترحات خلاقة جداً، وقمنا بذلك من منطلق النوايا الحسنة وحب الاستيطان".
وأضاف نتنياهو: "لم تكن هناك حكومة أكثر اهتماماً بالاستيطان بأرض إسرائيل منّا ولا توجد حكومة أكثر اهتماماً بذلك منّا. نبذل كل جهد ممكن".
وتابع نتنياهو: "أعتقد أن زعماء بلدة "عمونا"، الذين اجتمعوا معي ومع الوزير بينيت حتى ساعات فجر أمس في مكتبي، يستطيعون أن يؤكدوا حقيقة بسيطة: لقد بذلنا الحد الأقصى من جهودنا والآن أستطيع فقط أن آمل بأن سكان "عمونا" الذين يبحثون الآن فيما بينهم في مقترح المخطط، سيقبلون به وهذا سيكون القرار الصحيح بالنسبة لهم وبالنسبة للاستيطان وللشعب الإسرائيلي أجمع ولدولة إسرائيل".
وتقضي التسوية التي تم التوصل إليها ببقاء 24 عائلة من المستوطنين الحاليين في البؤرة الاستيطانية "عامونا" في أرض فلسطينية تبعد بعض الأمتار عن الموقع الحالي للبؤرة.
وكانت توقعات سادت بإمكانية وقوع مواجهات بين المستوطنين وقوات الجيش والشرطة الإسرائيلية في حال الإخلاء بالقوة.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية ألزمت الحكومة الإسرائيلية قبل عامين بإخلاء البؤرة الاستيطانية حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري بعد ثبوت إقامتها على أراض فلسطينية خاصة.
وقالت حكومة الاحتلال: إن التسوية الجديدة تتطلب من المحكمة العليا الإسرائيلية تأجيل الإخلاء لمدة شهر إضافي حتى يكون بالإمكان تهيئة الأرض الفلسطينية الجديدة لانتقال المستوطنين إليها.
وبعد التوصل إلى التسوية انسحب عشرات المستوطنين الذين احتشدوا منذ يومين في البؤرة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف