يصعب وصف حجم التعفن في حزب العمل برئاسة اسحق هرتسوغ والضعف الفظيع. في الوقفة الاحتجاجية الاخيرة لاحياء ذكرى مقتل اسحق رابين، صعدت زهافا غلئون لالقاء كلمة لها. وعندما قالت كلمة "احتلال" امتعض أحد رؤساء الحزب. "إنها لا تلتزم بما تم الاتفاق عليه". وبعد ذلك صعد هرتسوغ الى المنصة وأعلن: "أنا أقول لك، يا نتنياهو، كفى. لقد انتهى فصل حكومة الوحدة". وقد كان ذلك التصريح المعارض الاكثر هجوما الذي خطر بباله.
بالنسبة لهرتسوغ محظور ايضا تسمية المستوطنات باسمها. فقد تم تبني مفاهيم نتنياهو وبينيت بشكل كامل. وهم يشددون على قول "اعمار القرى الزراعية" والتملق لمن يصنعوها. وقد أسمع رئيس المعارضة مؤخرا خطأ انتقادات طفيفة في موضوع عمونة وقانون التسوية. فقام نتنياهو بالهجوم عليه. وردا على ذلك غرد هرتسوغ: "هذا لن يمر في هذه المرة. فسكان القرى الزراعية هم اخواني وأنا سأهتم بهم أكثر منك".
إن الموضوع المركزي الذي يهتم به رؤساء العمل هو تحديد موعد انتخاب الامين العام للحزب. وهم يتحدثون هناك صبح مساء عن الاجراءات الداخلية، توجد معسكرات، وجلسات ماراثونية، واتفاقيات. وأعلن ايتان كابل مؤخرا أنه سيتنافس ايضا على المنصب الذي كان فيه قبل عشر سنوات. وشيلي يحيموفيتش تنوي التنافس على رئاسة الهستدروت.
لقد استأجر الحزب مؤخرا مكتب للدعاية من اجل اطلاق حملة اقتصادية معارضة. ومرة تلو الاخرى تم رفض الاقتراحات التي قُدمت. هرتسوغ ليس على استعداد للهجوم على نتنياهو
بشكل مباشر بذريعة أن ذلك يُبعد مصوتي الليكود. وكذلك بالنسبة لقضايا الفساد، هو يرفض الخروج للحرب. ويمكن لهذا أن يفشل بشكل تام خيار التسلل الى حكومة نتنياهو، والوقوف من اجل الدفاع عن المحرضين الدائمين في اليمين ضد العرب والصحافيين ومنظمات اليسار وطالبي اللجوء. إن حزب العمل غير جاهز لذلك، إن هذا هو المكان الطبيعي لنتنياهو ويحظر الدخول الى مرمى النار: هذا ايضا سيغضب مصوتي الليكود ويجعل الاصوات تذهب الى يئير لبيد.
إذا ما الذي بقي لهذا الحزب المتلاشي والمشلول لأن يفعله، حيث سارع الى تغيير إسمه التاريخي خشية من الجمهور الواسع الوهمي. والخروج الآن في حملة مخصية حول حملة الانتخابات الفاشلة بحد ذاتها، وحول المساعِدة الثالثة والارض للبناء المجاني. شيء مثل "ضريبة الاكتظاظ المروري – ألف شيكل شهريا للوقود، ضرائب وتصليح السيارات".
إن الدولة تغرق بالفساد السلطوي، والمجتمع يغرق في أعماق الكراهية، والديمقراطية تنهار – هذا ما لدى هرتسوغ ليقوله. ضريبة الاكتظاظ المروري؟ ألا يخجل؟ واذا لم يكن يخجل فان عليه أن يعرف الى أي حد يُخجل المصوتين له وفكرة المعارضة بشكل عام.
الحديث يدور عن جريمة سياسية التي هي الى درجة كبيرة أكثر خطورة من أخطاء الحكومة. يمكن العيش من سلطة ظلامية. توجد اوقات كهذه. بدون معارضة وبدون بديل – لا يمكن العيش.
يجب علينا ارسال هرتسوغ وأمثاله الى البيت. وتطهير الصفوف والاجواء المسممة واخلاء المكان وضخ دماء جديدة وإبقاء من هو مستعد للنضال طوال الوقت بكل قوة وبجميع الادوات دون خوف. مثلا، تسيبي لفني وستاف شبير وعمير بيرتس – اذا تعهد بأن لا يترك كعادته في حال خسارته في المنافسة على القيادة. وبالطبع اريئيل مرغليت والداد ينيف اللذان يبرهنان يوميا كيف تكون المعارضة الحقيقية، ويخرجون نتنياهو من أطواره. بالمناسبة، ينيف تنافس في الانتخابات التمهيدية الاخيرة وأنهى في المكان 12 في القائمة القطرية، وتم استبعاده الى المكان 30 بسبب الاماكن المضمونة. وبدلا منه يوجد ايتان بروشي الذي يحاول منذ اليوم الاول له في الكنيست أخذ حزب العمل الى حكومة نتنياهو.
أيتها الخرق البالية لقد ضقنا ذرعا.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف