الهستيريا والجنون والتخبط وعدم الاتزان الذي رافق التصريحات الرعناء التي أطلقها نتنياهو ومسؤولين آخرين ضد قرار مجلس الأمن الدولي باعتبار المستوطنات تتنافي وتتعارض مع القانون الدولي وأنها باطلة بطلانا مطلقا وغير شرعية،تعكس حالة من الاستعلاء والغرور والنزق والتعالي على المجتمع الدولي الذي اتسمت به حكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو.فهي كعادتها دائما ترى نفسها فوق القانون الدولي. بالنسبة لحكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو تعتقد أن كل من يخالفها الرأي و/ أو من يعترض على سياستها الرعناء سواء المتعلقة بالتوسع ببناء المستوطنات أو بمصادرة الأراضي وهدم البيوت وفرض الحصار والقتل بدم بارد لفتيان وفتيات فلسطين والاقتحامات المتكررة والحصار والإغلاق ، بأنه معادٍ للسامية وضد اليهود. فالمستوطن نتنياهو وبقية الجوقة المرافقة له عندما لم تجد أي مسوغ قانوني أو مبرر أمني لتبرير إصرارها على بناء المستوطنات في القدس والضفة الغربية لا تجد في جعبتها سوى استمراء إطلاق هذه العبارات الجوفاء التي لم تعد تنطلي على أحد شبه عاقل.فحتى المحكمة الإسرائيلية العليا أصبحت معادية للسامية واليهود لأنها قررت متأخرة جدا ضرورة إزالة مستوطنة عموناه. المستوطن نتنياهو لم ينم الليل الماضية كما قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية وهو يحاول إرجاء التصويت على القرار أو الضغط على إدارة أوباما لاستخدام الفيتو ضد القرار وحاول هو وبعض المتعصبين من أعضاء الكونجرس التدخل لدى إدارة دونالد ترامب عن ممارسة الضغط لوقف تمرير هذا القرار المشار إليه.وحينما أفلس لم يجد في جعبته سوى أن الولايات المتحدة الأميركية "قد تخلت عن إسرائيل المسكينة الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة" فهو لا يستطيع أن يدعي أو يتفوه بأن واشنطن معادية للسامية ولليهود ،لأن لحم أكتافه وأكتاف دولة إسرائيل من الولايات المتحدة الأميركية،والتي لولاها لما بلغ الغرور والنزق والاستكبار إلى هذا الحد ولما تمكنت دولة الاحتلال من التفوق العسكري على كل دول الشرق الأوسط مجتمعة بما في ذلك إنتاج و تخزين الأسلحة النووية. المستوطن نتنياهو وهو يدرك بان أيام أوباما باتت معدودة(أقل من 30 يوما) أندفع بوقاحته ونزقه المعهود بأن امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو "يعتبر تخليا عن مواقفها الأخلاقية تجاه إسرائيل". أميركا تحت إدارة أوباما نفسه استخدمت الفيتو أكثر من مرة لوقف إصدار قرارات مماثلة عن مجلس الأمن الدولي بشان الاستيطان كان أخرها عام 2011 . وأميركا نفسها منعت توجه الفلسطينيين لمجلس الأمن لتثبيت القرار الذي صدر عن محكمة العدل الدولية ضد عدم شرعية الجدار وأميركا نفسها من حالت دون أن يطرح تقرير جولد ستون جرائمها ومجازرها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة على مجلس الأمن الدولي.غريب أمر المستوطن نتنياهو هذا ،فحينما حمت ودافعت الولايات المتحدة الأميركية عن كل جرائمه ضد الفلسطينيين كانت تمارس عملا أخلاقيا!!!! وفقط حينما امتنعت عن التصويت حماية لإسرائيل من نفسها وجنونها أصبح قرارها غير أخلاقي!!!. وفي الحقيقة فأن كل الذين صوتوا بنعم أو امتنعوا عن التصويت على القرار كانوا يريدون مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى وليس الفلسطينيين. وبالنسبة للمستوطن نتنياهو فكل من يقول لإسرائيل "بكفي" أو حان وقت التوقف عن بناء المستوطنات وتهويد القدس يعتبر معادٍ للسامية وضد اليهود!!اعتقد كما يعتقد معي العديد من السياسيين بما فيهم الإسرائيليين أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت جاء لصالح السلام وتحقيق الأمن في الشرق الأوسط. وللتأكيد على ذلك فان بعض المسؤولين الإسرائيليين السابقين أصدروا تصريحات ومواقف تتعارض مع ما أطلقه نتنياهو ،فتسيبي لفني قالت تعقيبا على قرار مجلس الأمن"أن القرار هو نتيجة خضوع نتنياهو لليمين المتطرف "أما زعيمة حزب ميرتس زهافا غالؤون فقالت " أنها سعيدة لعدم استخدام الولايات المتحدة للفيتو والذي جاء ضد الضم والتوسع لحكومة نتنياهو وهو ليس ضد إسرائيل" واختتمت بالقول: فحينما ينتهي الخجل من حكومة نتنياهو ينفذ صبر العالم". ولان نتنياهو متعجرف وكذاب وفقا لكل من قابله واجتمع إليه من قادة العالم بما فيهم أوباما وساركوزي وغيرهما كثير فانه سيستمر في عناده وارتباطه وحرصه على المستوطنين أكثر من حرصه على دولة إسرائيل!!. العالم كله لم يعد قادرا على استمرار سماع الاسطوانة المشروخة حول معادة السامية والدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، .

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف