ما إن وصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موقع تنفيذ عملية الدهس في القدس المحتلة، أمس الأحد، حتى سارع إلى اتهام الشهيد فادي القنبر أنه من مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وعلى الرغم من أن شاحنة الانتفاضة أطاحت بجنود الاحتلال الإسرائيلي على أراض فلسطينية محتلة في القدس، وسائقها أسير فلسطيني محرر، خرج من حي جبل المكبر، الذي قدم عشرات الشهداء سابقاً، ويعاني الويلات من مصادرة الاحتلال للأراضي وهدم للمنازل ومضايقة للسكان، إلا أن نتنياهو كان مصراً على ربط العملية الفدائية بعمليات «داعش »الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.
الخبير في الشأن الإسرائيلي والعلاقات الدولية وديع أبو نصار، أكد " أن العملية تدل أنها وقعت بشكل فردي، وليست عملية «لداعش»، ويقف خلفها كتنظيم، وبالتالي كل الأجهزة الأمنية في العالم تقر أن لديها خلل في التعامل مع هذا الجانب، ولا تستطيع أن تتعامل مع العمليات الفردية، وخاصة عندما لا تتوفر لديها معلومات استخباراتية مسبقة.
لذلك يرى أبو نصار أن نتنياهو اتهم منفذ العملية بمناصرة« داعش» من أجل تحقيق مصلحتين.
المصلحة الأولى بحسب أبو نصار كانت داخلية، يريد نتنياهو من خلالها أن يوصل رسالة إلى الرأي العام في إسرائيل، أن إسرائيل تكتشف كل التفاصيل بسرعة، وسوف تضرب« داعش» بيد من حديد، وبالتالي يحاول إظهار أن الأمور تحت السيطرة.
أما المصلحة الثانية فكانت مصلحة خارجية، أوضحها أبو نصار " بأن رئيس وزراء حكومة الاحتلال يريد أن يفعل ما فعله شارون عام 2002، عندما حاول الربط بين عمليات الانتفاضة الثانية، وبين عمليات تنظيم القاعدة في العالم، وبشكل خاص عملية 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، أن الربط« بداعش» يجعل العالم يشمئز من الفلسطينيين، أو على الأقل يحجم عن مساعدتهم، مضيفاً أن ذلك أدى إلى زيادة التنديد العالمي بها يوم أمس.
وكان رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال فور وصوله لموقع العملية الفدائية إن كل المؤشرات" تقول إن الرجل الذي قتل أربعة جنود في القدس من مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية"، غير أنه لم يشر إلى أدلة تدعم هذا الزعم.
وأقدم الشاب فادي القنبر، من حي جبل المكبر في القدس المحتلة، على دهس مجموعة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، ثم استشهد لاحقا بالرصاص.
وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية في بيان لها، إن "ثلاث سيدات ورجلا، كلهم في العشرينيات، قتلوا في الهجوم، وأصيب 17 آخرون".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف