- الكاتب/ة : ران أدليست
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-02-02
لا حاجة ليكون المرء خبيراً في لغة الجسد أو لتفسير ما يحدث هلى وجوه الآخرين. فالاحساس هو أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، رجل محطم. فالغرور الذي كان ذات مرة ملجأه الاخير اختفى هو ايضا في الايام الاخيرة. فالى جانب الضربات التي يتلقاها كل يوم، من ارنون أ و ب حتى تقرير «الجرف الصامد»، أضيفت، هذا الاسبوع، ضربات حزبية وسياسية. واذا كنا اعتقدنا، او ربما هو نفسه اعتقد بان انتخاب دونالد ترامب سيجعله رجلا سعيدا فقد تبين حتى الان أن دونالد لم يأتِ، ودونالد أيضا لا يرنّ حقا. صحيح أنه كان هناك حديث مجاملة بينهما، ولكنه كان للبروتوكول اكثر من أي شيء آخر. صحيح انه يوجد موعد للقاء بين الرجلين، ولكن لا تحبسوا انفاسكم ولا تشوشوا بين الممالأة المتبادلة وبين الخلاصة. فحتى عندما حاول نتنياهو التزلف لعظمة ترامب بالنسبة لبناء السور في المكسيك، تلقى حماماً بارداً من يهود المكسيك. الأسوا من كل شيء هو الاستسلام المعيب للواقع: في بداية الاسبوع جلب نتنياهو إلى الحكومة اقتراحاً من أجل الانضمام الى اتفاق مع الاتحاد الاوروبي حول التعاون في مجالات الثقافة والإعلام. ظاهرا انتصار دبلوماسي آخر بروح خطاباته «انظروا كم نحن مقبولون في كل العالم». عمليا، ثمة في الاتفاق بند إقليمي صريح، يمنع المنح الاوروبية عن مؤسسات ثقافية أو فنانين خلف خطوط 1967 أو عمن لهم علاقات مع المستوطنات في الضفة الغربية، في شرقي القدس، وفي هضبة الجولان. والسبب: هذه لا تعود لدولة اسرائيل. ونقل نتنياهو الى سكرتاريا الحكومة هذا الاتفاق بنصه حرفيا، وليس قبل أن توقع عليه ايضا وزيرة الثقافة ميري ريغف. هذا ليس لان نتنياهو وريغف يكرهان المستوطنات، بل بسبب المال. فالتوقيع على الاتفاق يسمح لاسرائيل بأفق من الشراكة في مشاريع ثقافية يمولها الاتحاد بمليار ونصف مليار يورو في سنوات 2014 – 2020. تطوير الثقافة في اسرائيل؟ مكان ريغف في الانتخابات التمهيدية على ما يبدو أهم من ناحيتها، وقد طلبت شطب الاتفاق عن جدول أعمال الحكومة. حاول نتنياهو زحلقة الاتفاق في جلسة الحكومة، الاسبوع الماضي، ولكنه تسرب، والاثنان، ريغف ونتنياهو، تراجعا. والآن تجدهما بالتأكيد يعملان على ادخال تحفظ عديم المعنى لتسويغه، وإذا لم ينجح هذا فتكون ذهبت الملايين التي كانت مخصصة لتطوير الثقافة في إسرائيل. ولتذكير أنفسنا: اتفاق البحث والتطوير المسمى «هورايزن 2020» يستثني هو الاخر المستوطنات من ميزانيات البحث والتطوير في الاتحاد الاوروبي. في هذه الحالة فهم الجميع بان الحديث يدور عن المستقبل العلمي للدولة، فبلعوا اللسان والكرامة، ولكنهم ألحقوا بندا صغيرا. وبالمناسبة، فان الرجل الذي وقع على الاتفاق هو زئيف الكين، الرجل الذي وقع على حقيقة أنه لم يندرج اي مشروع مرتبط بالمستوطنات في إطار اتفاق البحث والتطوير في الاتحاد الاوروبي. هذا لا يعني أنه توجد في «المناطق» مشاريع تكنولوجيا عليا ونطاقات صناعية مهمة. ويضاف الى ذلك المهانة التي ينطوي عليها اعلان المستشار القانوني للحكومة، أفيحاي مندلبليت، لنتنياهو بانه لن يدافع عن قانون التسوية، الذي يرمي، حسب نتنياهو، الى ان يسوي مرة واحدة والى الابد مكانة المستوطنات، ما سيقرب صورة الانتصار لبينيت على نتنياهو عندما ستفكك عمونه.