- الكاتب/ة : ب. ميخائيل
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-02-15
سيدي الرئيس، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في طريقه إليك الآن، وستلتقيان وتتعانقان كتوأمين تم فصلهما عند الولادة. ولا شك أن هذا اللقاء هو لقاء مهم بين اثنين نرجسيين ماهرين، نرجسيتهما هي فنهما. هذه الباقة من الورود تشير الى زاوية جميلة، ولكن أينما يوجد النرجس توجد أصوات الضفادع. اللقاء رغم ذلك سيكون ودياً جداً. فأنتما ستتبادلان الحقائق البديلة والوعود البديلة والسياسة البديلة والايديولوجيا البديلة. وستكذبان على بعضكما بمهارة وتحمس ومواظبة. أنت ستقول له إن جميع المسلمين خطرون، وهو سيقول لك إنه يريد السلام. أنت ستقولإنك ستقوم بنقل سفارتك الى القدس وهو سيقول إنه لا يوجد شريك. أنت ستقول إنك ستقوم ببناء جدار وهو سيتمتم بهدوء وصمت بأنه ما زال يؤيد حل الدولتين... وأنتما معا ستختتمان بأغنية عن شيطنة وسائل الاعلام البلشفية. ستصلان معا الى القمم العالية الى درجة أن ما ستقولانه لن يكون صحيحاً. ليس غريباً أنكما تشعران بالراحة مع بعضكما. فباستثناء النرجسية المشتركة بينكما، يوجد لكل واحد منكما شخص يتحكم به ويجره من أنفه الى حيث يشاء. ستيف بينيت يقوم بجرك ونفتالي بنون يجر نتنياهو (أو العكس). لذلك أخوة المجرورين تجمع بينكما. لكن كل ما قيل أعلاه، يا سيدي الرئيس، ليس سوى مقدمة لنصيحة أريد تقديمها لك، نصيحة تساعدك على اظهار الولاء والالتزام بالوعد الاساسي الذي تعهدت به في الانتخابات: "أميركا أولاً". لا للمزيد من تمويل الدول الاجنبية أو رعايتها وتسليحها وتدليلها. من الآن، فقط "أميركا أولاً". لهذا أقدم لك اقتراحي: سر وراء شعارك وحرر نفسك منا. حرر أميركا من عبئنا. توقف عن تمويلنا ورعايتنا وتسليحنا وتدليلنا. امنح المال لأميركا. هل هذا يبدو دراماتيكيا؟ ليس فعليا. الحقيقة هي أنكم لستم بحاجة الينا. "موقع أميركي؟"، هذا كلام فارغ. بدوننا سيكون حالكم أفضل. "اصدقاء حقيقيون؟"... هذه الصداقة أحادية الجانب. "ديمقراطية وحيدة؟"، هذا مضحك. اسرائيل اصبحت منذ زمن ثيوقراطية عسكرية. باختصار، نحن في نهاية المطاف نكلف ولا حاجة الينا. إذاً، قم بتخليص نفسك من وحلنا، خُذ المال واهرب. واليك الفائدة من ذلك. أولا، ستثبت لناخبيك أنك تفي بوعودك. أميركا بالفعل أولا. ثانيا، ستسر مؤيديك اللاساميين (لن يعرفوا أنك عمليا تقوم بانقاذنا...). وثالثا، يمكنك منح الصناعات العسكرية الخاصة بك 3 – 4 مليارات دولار. رابعا، بعد التوقف عن الوقوف من ورائنا مثل الأزعر المأجور والمنضبط، سنضطر نحن ايضا الى الخروج من الوحل. صدقني، عندما نكون وحدنا لن نبقى هناك. هكذا قد نعود أخيرا الى رشدنا، وتكون أميركا من جديد هي الاولى وأنت ستسجل في كتب التاريخ كزعيم أنقذ الشرق الاوسط من الوضع الصعب. هل رأيت، يا سيدي الرئيس؟ خطوة بسيطة جداً والجميع سيستفيدون. لكن كيف سأعرف أنك وافقت على اقتراحي؟ هذا بسيط جداً، إذا سمعتك وأنت تعد بيبي بالصداقة الأبدية والدعم الأبدي والتسليح والسفارة في القدس، سأعرف أنك وافقت على اقتراحي. لأنه من الواضح أن العكس هو الذي سيحدث. شكراً لك مسبقا.