- الكاتب/ة : نير حسون
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-02-21
في أيار 2010 نشرت صحيفة "هآرتس" تحقيقا شاملا حول حفر القبور في موقع متحف "تقبل الآخر" في القدس ("متحف عدم تقبل الآخر"، نير حسون). من ارض موقع البناء القريب من حديقة الاستقلال تم اخراج عشرات آلاف العظام في الحفر السريع الذي استمر في الليل وتحت المطر، للمسلمين الذين دفنوا هناك منذ حوالي ألف سنة. وردا على ذلك قالت سلطة الآثار إن "اعمال اخلاء العظام تمت بمهنية وبتشدد وانطلاقا من الحفاظ على احترام الموتى". مهنية سلطة الآثار كانت عاملا اساسيا في قرار محكمة العدل العليا بالمصادقة على اخراج العظام واقامة المتحف. وقد تبين فيما بعد أن انتقادات الحفر كانت دقيقة، بل أقل مما هو حاصل بالفعل. مدير عام سلطة الآثار السابق، شوكا دورفمان، صادق على هذه الاقوال في كتابه "تحت الارض"، الذي نشر بعد وفاته. كتب دورفمان أن المبادرين لاقامة المتحف "استخدموا الضغط على رجال سلطة الآثار، الضغط الذي كان شديدا لا يمكن تحمله، من اجل الاسراع في الحفر واستكماله بسرعة". وقد اعترف دورفمان أن الحفر تم بطرق غير مقبولة. "من الواضح لي، كرئيس لسلطة الآثار، أنه كان يجب علي وقف الحفر في المراحل الاولى... أنا لا أنفي أن الضغط الكبير الذي استخدم علينا شوش اعتباراتنا وتقديرنا". في السنوات الثلاث الاخيرة تعرضت سلطة الآثار مرة اخرى للحفر المختلف فيه. وطرحت مجددا ادعاءات حول التضحية بالاخلاقية العلمية والمهنية لسلطة الآثار في صالح مبادرين مصممين، أثرياء ولهم علاقات جيدة. الادعاءات هذه المرة لم تأت من الحركة الاسلامية أو منظمات اليسار، بل من سلطة الآثار نفسها. الحديث يدور عن حفر الشارع الهورودوسي – شارع روماني قديم يصعد من بركة شلوح في سلوان نحو الحرم. ويتم الحفر في نفق، يتم تدعيمه بالحديد والاسمنت تحت القرية الفلسطينية. المبادرون هم رجال جمعية العاد، والمحتجون على الحفر هما المهندسان الرئيسان في سلطة الآثار: جدعون أفني، رئيس ادارة الآثار وجون فلغمان، رئيس مجال الحفر والاستطلاع. في الرسائل الداخلية التي نشرت في "هآرتس" كتبا أن العمل الذي يتم في الانفاق، خلافا للطريقة الأثرية المتعارف عليها، هو "آثار سيئة". وقالا إن "سلطة الآثار لا يمكنها التفاخر بهذا الحفر". في سلوان ايضا وفي ماميلا يقف مدير عام سلطة الآثار (اسرائيل حسون) الى جانب المبادرين ويسمح بالحفر. حسون ايضا يتفاخر بمهنية سلطة الآثار. هذه المرة ايضا يقف الساسة، بدءا من نير بركات وحتى ميري ريغف وزئيف الكين الى جانب المبادرين ويساعدون على تقدم الحفر. إلا أنه لا يتم الحديث في هذه المرة عن اقامة متحف اميركي فارغ في قلب القدس، بل الحديث يدور عن تهويد الحي الفلسطيني تحت الاقصى، وتهويد الحقائق الأثرية. لن يتم تشكيل الشارع على أنه شارع روماني، بل كـ "طريق للحجاج"، سيؤدي من الطهارة في بركة شلوح الى الحرم. "هذه تجربة من يقوم بها يعرف من هو صاحب البيت في هذه المدينة"، قال بركات. البئر في ماميلا تمت تغطيتها منذ زمن. مبنى متحف "تقبل الآخر" استكمل تقريبا، ويتوقع افتتاحه هذا العام. الحفر في سلوان ما زال بعيدا بضع سنوات عن الانتهاء. ولكن طالما أن الامر متعلق بـ العاد فان اصحاب البيت الحقيقيين في هذه المدينة سيسعون الى تحقيقه بسرعة. والسؤال هو: هل سيعترف حسون في نهاية المطاف بالضغط الذي استخدم عليه وبالأخطاء التي تمت؟ هذا السؤال ما زال مفتوحا.