- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2017-03-04
شارك الآلاف من أنصار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم السبت، في مسيرة جماهيرية حاشدة بذكرى انطلاقتها الـ 48 تحت شعار"إنهاء الانقسام المدمر طريق الاعمار وكسر الحصار وتعزيز مقومات الصمود وإدامة الانتفاضة"، والتي انطلقت من مفترق السرايا إلى مكان المهرجان المركزي في ميدان الجندي المجهول وسط مدينة غزة، بحضور الصف الأول من قيادة الجبهة الديمقراطية، وصف واسع من قيادات القوى الوطنية والإسلامية وذوي الشهداء والأسرى والشخصيات الوطنية الاعتبارية والمخاتير ورجال الإصلاح وفعاليات وطنية وحشود جماهيرية واسعة.
وبدأ المهرجان بترحيب من عريفي الحفل تامر عليان وديانا كمال بكلمات حماسية، واللذان تحدثا عن انطلاقة الجبهة وهي تدخل عامها الـ49 في مسيرتها الكفاحية في حياة الشعب الفلسطيني، ثم وقف المشاركون على عزف النشيد الوطني الفلسطيني، ومن ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين وحركات التحرر في العالم.
وألقى صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وأمين إقليمها في قطاع غزة، كلمة الجبهة المركزية، استذكر فيها شهداء الشعب الفلسطيني وشهداء الجبهة الديمقراطية قادة ومناضلين الذين ارتقوا باسم فلسطين ومن أجلها، كل المجد والخلود لهم وهم يشقون طريق العودة والدولة وتقرير المصير، ويصونون الأهداف التي ضحوا من أجلها بأغلى ما يملكون. موجها التحية النضالية لشباب الانتفاضة الباسلة ولشهدائها الأبرار، وإلى أبطال كتائب المقاومة الوطنية وكافة الأجنحة العسكرية الغر الميامين على الثغور صامدين وعن الوطن مدافعين.
ووجه ناصر تحية الاعتزاز إلى الأسرى خلف قضبان الاحتلال على صمودهم الملحمي على الجلاد الإسرائيلي، والذين عرفوا زنازين العدو وصنعوا مأثرة نضالية مشرفة ما زال الشهيد القائد عمر القاسم يمثل رمزها المضيء، مؤكداً أن فجر الحرية آتٍ لا ريب وزنازين الاحتلال إلى زوال، وأن شعبنا يقف إلى جانب الأسرى في معركتهم من أجل حريتهم. كما وجه التحية للجرحى متمنياً لهم الشفاء العاجل والحياة الكريمة.
وأبرق ناصر بالتحية في ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية الـ48 في الكفاح المسلح داخل فلسطين وعلى تخومها وفي الانتفاضة المجيدة، إلى من يتقدمون الصفوف دفاعاً عن الأرض والشعب والثورة ناقلاً إلى الشعب الفلسطيني في غزة الباسلة تحيات الرفيق الأمين العام للجبهة نايف حواتمة. وموجهاً التحية لصمود شعبنا في الضفة وغزة وداخل أراضي 48 وفي مخيمات اللجوء الشتات الفلسطيني.
وأوضح القيادي في الجبهة الديمقراطية أن الهجمة الإسرائيلية متواصلة ضد شعبنا وأرضه وحقوقه الوطنية والقومية بتواطؤ في مواقف كل من ترامب ونتنياهو في حق الشعب الفلسطيني في دولة وطنية حرة سيدة ومستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس، وكذلك في النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية. مضيفاً: ترامب تاجر العقارات يظن أن العقار والأرض دائماً معروضة للبيع، لكنه لا يعرف أن أرض فلسطين ليست للبيع وأن شعبنا سيدافع عن أرضه وحقوقه بالدماء وبمواصلة النضال حتى النصر. وطالب ناصر القيادة الفلسطينية بالقيام بخطوات ملموسة وجريئة لنقل ملف الاستيطان إلى المحكمة الجنائية الدولية وإلى سائر أدوات العدالة الدولية لعزل إسرائيل ومحاسبتها على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق شعبنا الفلسطيني وصولا إلى فرض العقوبات عليها.
ودعا صالح ناصر القيادة الفلسطينية إلى مغادرة السياسة الانتظارية الانكفائية والمترددة نحو إستراتيجية وطنية بديلة لخيار المفاوضات الثنائية العقيمة بالرعاية الأمريكية المنفردة، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في آذار 2015، بطي ملف أوسلو والتحرر من قيوده، ووقف التنسيق الأمني وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي، واستئناف المقاومة والانتفاضة الشعبية وتطويرها وحمايتها على طريق التحول إلى عصيان وطني شامل، وإلى تدويل القضية والحقوق الوطنية والقومية الفلسطينية، ومنح دولة فلسطين العضوية العاملة في الأمم المتحدة. مؤكدا أن الجبهة الديمقراطية تصون ولا تبدد الحقوق.
ودعا القيادي في الجبهة الديمقراطية لاستعادة البرنامج الوطني بصيغته النضالية والكفاحية في الميدان، وفي المحافل الدولية، مؤكداً أن استعادة الوحدة الداخلية وإنهاء الانقسام وإزالة كل العوائق والعراقيل التي تعطل إسقاط مشروع أوسلو والتزاماته، تشكل شرطاً لازماً وأساسياً، ما يستدعي دمقرطة وتفعيل م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، دون البحث عن بدائل لها ولا محاولات نقل الانقسام من الداخل إلى الخارج.
وطالب الرئيس محمود عباس بالمباشرة بالتشاور مع كل القوى الوطنية والإسلامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية كاملة الصلاحيات تنفذ قرارات الإجماع الوطني وتطبق مخرجات حوارات المصالحة وإنهاء الانقسام، وبالتوازي استمرار اللجنة التحضيرية في اجتماعاتها لاستكمال الأعمال اللازمة لانعقاد مجلس وطني فلسطيني بمشاركة الجميع يتشكل بالانتخابات الديمقراطية والشفافة والنزيهة بنظام التمثيل النسبي الكامل وباللائحة النسبية المغلقة، وإجراء مراجعة سياسية شاملة تستعيد البرنامج الوطني الموحَد والموحِد.
وشدد ناصر على أن شعبنا لم يعد يحتمل استمرار الأوضاع الكارثية في قطاع غزة بفعل حصار وعدوان الاحتلال، والانقسام الذي يتسبب بانهيار الخدمات الصحية وتردي الخدمات التعليمية والاجتماعية وتدهور حاد في الحالة المعيشية وتراجع مستوى دخل الفرد، واستمرار مأساة انقطاع الكهرباء وازدياد الغلاء مع تزايد الضرائب والجبايات المالية وارتفاع نسب الفقر والبطالة في صفوف العمال والخريجين. مؤكدا على حق شعبنا في غزة أن يتظاهر سلمياً ويطالب بإنصافه وتوفير الحياة الكريمة له وبدون تدخل الأجهزة الأمنية.
وأكد ناصر أن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية هو الممر الوحيد لكسر الحصار الظالم والإسراع في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة وإنقاذها من أزماتها. داعياً السلطة والحكومة الفلسطينية بانتهاج سياسة اقتصادية واجتماعية تعزز تلاحم المجتمع وقدرته على الصمود في وجه الاحتلال، سياسة هادفة لحفز النمو الاقتصادي الذي يستهدف معالجة معضلتي الفقر والبطالة، وإعادة النظر بالنظام الضريبي وخفض الضرائب على السلع والخدمات الأساسية واعتماد الضريبة التصاعدية على الدخول العالية، وإعادة النظر في أولويات الموازنة ورفع نسبة الإنفاق على خدمات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، ومحاربة الفساد وخفض امتيازات كبار المسئولين ورفض المحسوبية والواسطة في الوصول إلى الوظيفة الحكومية.
ودعا إلى رعاية الفئات الأكثر تضرراً من الاحتلال وحل المشاكل العالقة منذ سنوات وبخاصة أسر الشهداء بعدوان 2014، وموظفي 2005، وبطالة الخريجين، وذوي الإعاقة لتعزيز صمود شعبنا وتمكينه من مواجهة الاحتلال والعمل على رحيله.
واختتم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية كلمته بدعوة وكالة الغوث لوقف تقليصاتها والاستمرار في تقديم خدماتها بموجب التكليف الأممي لرعاية اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم لديارهم وفق القرار الاممي 194.