- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2017-03-14
وصل جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي لعملية السلام إلى المنطقة. وقال مسؤولون كبار من إسرائيل والولايات المتحدة ان هدف الزيارة هو بدء دراسة مواقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشكل أكبر، على خلفية الجمود السياسي في السنوات الأخيرة، وكذلك مناقشة التفاهمات مع اسرائيل بشأن البناء في المستوطنات.
والتقى غرينبلات الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، ومن ثم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وسفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة رون دريمر، المسؤول من قبل نتنياهو عن صياغة التفاهمات مع الإدارة الأمريكية حول البناء في المستوطنات. ويلتقي اليوم الثلاثاء في رام الله بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومسؤولين فلسطينيين آخرين. ثم سيلتقي يوم الخميس برئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ.
ووصلت معه الى اسرائيل، ياعيل لامبرات التي تولت خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، المسؤولية عن ملف اسرائيل في مجلس الأمن القومي التي تواصل شغل هذا المنصب في إدارة ترامب.
وتأتي زيارة غرينبلات الى المنطقة، بعد أيام قليلة من المحادثة الهاتفية بين ترامب والرئيس الفلسطيني عباس، التي تم خلالها دعوة عباس لزيارة البيت الأبيض. من جهته قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تصريح لـ «القدس العربي» إنه يجب عدم المبالغة في سقف التوقعات من زيارة المبعوث الأمريكي الجديد، خاصة وأن سياسة إدارة ترامب باتت واضحة فيما يتعلق بملف التسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي».
وأكد أن إدارة ترامب «لا تعارض النشاطات الاستيطانية والتوسعية بقدر ما تبقي على نصائح لحكومة إسرائيل بخفض وتيرة هذه النشاطات، وهذا كان واضحاً في تصريحات أكثر من مسؤول أمريكي، وكذلك فيما يتعلق بملف نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة».
وفيما يتعلق بالمكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيسين ترامب وعباس اعتبر خالد أنها تشير الى تطور نُرحب به كونه مؤشرا إيجابيا، لكن لا نعلق على ذلك آمالا كبيرة كي لا نشيع الوهم في أوساط الرأي العام الفلسطيني ونغرق به ونتجاهل حقيقة أن الإدارة الأمريكية أولت ملف التسوية الثلاثي غاريد كوشنير صهر ترامب وغرينبلات وديفيد فريدمان السفير الامريكي الجديد في اسرائيل وهم الثلاثي الأقرب إلى إسرائيل.
وأضاف «لا أنسى تكرير الإدارات الأمريكية المختلفة، والآن إدارة ترامب للتصريحات التي تقول إن على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم تنازلات مؤلمة، لكن بالنسبة لإسرائيل نحن لا نعتقد أن وقف النشاطات الاستيطانية أو وقف عمليات القتل للشعب الفلسطيني أو قضية تقديم تسهيلات لنا هي من التنازلات المؤلمة، نحن نريد مطالب جوهرية وليس فقط إجراءات بناء ثقة».
وختم بالقول «أنا لا أتوقع أن تتم الدعوة إلى تسوية سياسية على أساس قرارات الشرعية الدولية، بل أخشى تورط الإدارة الأمريكية الجديدة في تبني فكرة الحل الإقليمي التي يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهناك مؤشرات على تورطها في ذلك».
وما يعزز خشية المسؤول الفلسطيني هو ما صرح به وزير الجيش الاسرائيلي افيغدور ليبرمان على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك تعليقاً على محاولات استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قائلاً «في بداية المحاولة لتحريك المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يجب ان يكون على قاعدة الأرض مقابل «سلام» وتلك المحاولة باءت بالفشل» .
وأضاف حسب ما نقل موقع القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي «الأفضل ان نستخلص العبر من الماضي، والعبرة الأولى تقول إن كل محاولة لحل القضية الفلسطينية يجب ان يكون على قاعدة أراض مقابل سلام هي محاولات باءت بالفشل» .
وأورد الموقع على لسان ليبرمان أن «الطريق الوحيدة للتوصل الى تسوية دائمة مع الفلسطينيين تكون فقط بتبادل أراض وسكان ضمن اتفاق إقليمي شامل، فلا يعقل ان تقام دولة فلسطينية دون مستوطن واحد في داخلها وتكون الدولة الفلسطينية يعيش فيها فقط 100% فلسطينيون، ونحن في «إسرائيل» نكون دولة ثنائية القومية بداخلنا 22% هم فلسطينيون، فلا يوجد سبب لأن يبقى الشيخ رائد صلاح وباسل غطاس وحنين زعبي وأيمن عودة مواطنين إسرائيليين حسب تعبيره».
في غضون ذلك قالت الخارجية الفلسطينية إنه في الوقت الذي بدأت فيه الإدارة الأمريكية التحرك وإجراء المشاورات مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بهدف تحريك عملية السلام واستئناف المفاوضات، تواصل حكومة اليمين في اسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية عبر إصدار قرارت وإخطارات المصادرة، كما هو الحال في قرى وبلدات منطقة «الشعراوية» شمال طولكرم، وتستمر في عمليات التجريف لبناء حي استيطاني جديد على قرية «عزون العتمة» في محافظة قلقيلية، بالإضافة الى إطلاق يد المستوطنين وتحت حماية جيش الاحتلال، للاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية الزراعية والرعوية، كما هو حاصل في الأغوار، ويصعدون من عمليات تدمير المزروعات الفلسطينية وتقطيع أشجار الزيتون وسرقتها، كما حدث في أراضي بلدة الساوية جنوب نابلس، وكذلك استمرار الاحتلال في الإعدامات الميدانية، كما حصل فجر أمس الإثنين، مع الشهيد ابراهيم محمود مطر (25 عاما) من سكان جبل المكبر، الذي أعدمته قوات الاحتلال في مخفر للشرطة في منطقة باب الأسباط في القدس المحتلة.
وتترافق هذه الإجراءات الاستيطانية وعمليات الإعدام الميداني المتواصلة، مع جملة من التصريحات الإسرائيلية التحريضية والمعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه وقيادته، في محاولة لخلط الأوراق وإعادة ترتيب الأولويات السياسية، وفقا لخريطة مصالح اليمين الحاكم في اسرائيل عبر اجترار اشتراطات إسرائيل المسبقة لاستئناف المفاوضات تارة، والادعاء أن (إسرائيل لا ترى شريكا للمفاوضات في الجانب الفلسطيني) تارة أخرى كما ادعى الوزير الإسرائيلي «يوفال شتاينتس» في مقابلة مع الإذاعة العبرية. وأكدت أن ما «نشهده من إجراءات احتلالية يومية ضد الإنسان الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته، دليل قاطع على غياب شريك سلام جدي في اسرائيل، وعلى أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في تقويض حل الدولتين، وأن البوصلة الاسرائيلية حتى الآن لا تؤشر الى نوايا إيجابية لاستئناف مفاوضات جدية وذات معنى.