المعلومات التيوصلت لعمانوالإحاءات من اللقاء الاخير بين الامير السعودي محمد بن سلمان والرئيس الامريكي دونالد ترامب والتي تتحدث عن تسوية “هجينة” ستحملها الرياض للقضية الفلسطينية بدعم أمريكي.
وتشير تفاصيل التسوية التي نشرت في سائل اعلام مختلفة إلى نية سعودية لاعادة سيناريو عام 2001 حينما اقترحت الرياض المبادرة العربية لحل مشكلتها مع الولايات المتحدة الامريكية، إلا ان الحل المقترح اليوم سيتضمن مبادرة أكثر قسوة على الفلسطينيين، ويدعمها الرئيس محمود عباس.
السعودية تمارس اليوم ضغوطا عنيفة على جميع الأطراف لقبول المقترح الجديد، وتوفير غطاء عربي له يتم عبره فرض التسوية القاسية على الفلسطينيين، بينما تتمكن السعودية من حل مشكلتها الاساسية مع الولايات المتحدة المتعلقة بقانون جاستا، ومقاضاة السعودية على اساس دولة مصدّرة للارهاب.
الصفقة المذكورة، ترتبت تماما مع الرئيس الفلسطيني عباس، كما شكلت نقطة تماس وتواصل بين الرياض والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أبدى قبولها مبدئيا، لتنتقل الصفقة إلى مستوى “الترويج” للفلسطينيين وهو ما يقوم به رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بالتنسيق مع نظيره المصري خالد فوزي، إذ يقوم الرجلان بالدفاع عن الترتيب الجديد داخل المعادلة الفلسطينية.
الصفقة الجديدة تتناول، وبصورة أساسية، مسألة المستوطنات، إذ تفرض تأجيل تسليم مستوطنات الضفة الغربية والمحيطة بقطاع غزة الى 20 عاما، على ان يعود ملف المستوطنات للمفاوضات بالتدريج، مما ينتج صيغة هجينة لما عرف بـ “مشروع شارون” والذي طرحه قبل سنوات، بالاضافة إلى المبادرة العربية، الأمر الذي يقابله تطبيع شامل وبقاء المستوطنات الاسرائيلية تحت سيادة اسرائيل.
الصيغة المذكورة تعني على الأغلب وببساطة: دولة مؤقتة فلسطينية على 60% من الاراضي المتفق عليها في معاهدة اوسلو، و يبدو ان الرئيس محمود عباس لا يعارضه.
لذا ربما تكون المبادرة السعودية الجديدة هي الموضوع الرئيسي المطروح في قمة البحر الميت، و يبدو أن عمان تشعر عمليا بالاحراج وقرارها الأولي هو تجنب إبداء أي رأي في الطرح المذكور مع التأكيد على ثوابتها، على أمل أن يقرر الفلسطينيون شأنهم بانفسهم ويتحملوا مسؤولية ذلك.
من هنا يمكن تفسير تصريحات المتحدثة باسم الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية السفيرة ريما علاء الدين، عن كون القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأردن وللدول العربية وقد سيطرت على مسارات الاجتماعيّن المنعقدين السبت في البحر الميت للجان التحضيرية.
الرياض تحاول الضغط على الجميع لتوفير غطاء عربي للتسوية التي ستقرها على الفلسطينيين لحل مشكلاتها العالقة مع الولايات المتحدة، إلا أنها حتى اللحظة لم تحصل على اجماع عربي من جهة، كما لا يبدو أن القرار يلقى صدى جيدا لدى الفلسطينيين خارج السلطة من جهة أخرى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف