- الكاتب/ة : دوف كلمنوفيتش
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-03-26
أثارت الأقوال الأخيرة للحاخام يغئال لفنشتاين، حول خدمة النساء في الوحدات المختلطة في الجيش الاسرائيلي، جدلاً كبيراً. تشاور الكثيرون في هذا الأمر، لكن من كان وراء التشاور والنقاش في اوساط الجمهور بشكل عام هو الصهيونية الدينية. وثمة امور اخرى كثيرة في حالة صدام، سواء أكانت هذه اقوال الحاخام لفنشتاين حول خدمة النساء في الجيش الاسرائيلي، أم تعاطي عضو الكنيست، بتسلئيل سموتريتش، مع النساء العربيات الوالدات، أم ردود الحاخام كريم حول الاغتصاب اثناء الحرب، أم أقوالي ضد الاصلاحيين. هذه الاقوال هي من أعراض للنقاش الداخلي بسبب الافكار المختلفة في الصهيونية الدينية، هذه الافكار التي تحاكمها وسائل الاعلام العامة حسب سلم معايير مختلف عن سلم معايير الصهيونية الدينية. في مرات كثيرة يستنكر قادة الصهيونية الدينية اقوالاً كهذه من اجل ارضاء وسائل الاعلام، لكن هذا الاستنكار لا ينجح في اخفاء ازمة الهوية التي تجتاح الصهيونية الدينية في هذه الاثناء. الصهيونية الدينية، التي قدست نفسها وحملت لواء الدمج بين التوراة والعمل، بين الدين والدولة وبين المؤسسات الدينية ومؤسسات الحكم، تتردد وتتخبط فيما يتعلق بهويتها الحالية. عند قيام الدولة، وعندما كانت الصهيونية ضئيلة وليس لها تأثير في الحكم، اهتمت بالحاخامية العسكرية والحلال في المطابخ والسبت ووزارة الأديان. ولكن مع مرور السنين تطورت وعززت مكانتها وبدأت في فرض النظام اليومي: «ارض اسرائيل الكاملة»، الاستيطان، القومية الدينية، ادخال القيم اليهودية الدينية الى الجيش. هناك تشوش كبير في معسكرنا. فمن جهة، هو مخلص للدولة ويريد التأثير في برنامج عملها، ومن جهة اخرى طريقنا ليست واضحة حتى بالنسبة لنا. هل نحن هناك في العالم العلماني أم هنا في العالم الديني؟ بكلمات اخرى: هل رأسنا في اعماق توراتها وأيدينا في ارضها؟ ذات مرة عندما كنا قلة، كان يمكن الحلم بدمج الأمرين. والآن عندما أصبحنا أكثرية ولنا تأثير في جميع قضايا الدولة الاستراتيجية، يجب أن تكون الطريق واضحة لنا. وللأسف، هي ليست كذلك. الصهيونية الدينية تعيش جدلاً داخلياً، وهي لم تحدد هويتها في هذه المرحلة. ومن يعتقد أن تنوع وغياب الهوية أمر مفهوم في واقع اليوم، سيجد نفسه بعد بضع سنوات يفقد الهوية التي تميزه، ويفقد الاشخاص الذين يريدون الانتماء الى معسكره. إن غياب الهوية سيؤدي الى الضياع المثالي وتآكل الشراكة القيمية وهرب الكثيرين من المعسكر الديني القومي الذي يفقد الاشخاص الذين يريدون الانتماء اليه. ظاهرة تضامن جزء كبير من الجمهور الديني القومي يوم الانتخابات مع احزاب اخرى، هي الاشارة الاولى إلى غياب التضامن أو اطفاء شعلة القبيلة. السلبية في قيادة النقاش الداخلي حول هويتنا ستستمر في الوقت الذي سيرعى فيه الكثيرون من المعسكر الصهيوني الديني في حقل الآخرين.