- تصنيف المقال : تراث فلسطيني
- تاريخ المقال : 2017-03-29
في إحدى زوايا معرض قرية الفنون والحرف في غزة، اتخذت الستينية أم أشرف أبو لوز مكاناً لها، تعرض مشغولاتها اليدوية التراثية والتي حاولت من خلالها أن تدمجها بأعمال عصرية، محاولةً جاهدةً أن تحافظ على تراثها بين أجيال تبحث عن التميز بعمل تراثي متقن.
معرض "زهر الحنون" الذي تقيمه القرية الفنية والتي تعد إحدى المراكز الثقافية التابعة لبلدية غزة، بدأ يؤمه منذ الصباح الباكر المهتمون خاصةً من طلبة الجامعات والمدارس، يضم بين أكنافه زوايا ذات طراز خاص تعكس الاهتمام بالتراث الوطني الفلسطيني.
وتعكف أبو لوز من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، على عرض منتجاتها الفنية والتراثية كالسلاسل والعرائس المطرزة بألوانها الزاهية، تجذب من خلالها المشترين خاصةً من فئة الفتيات التي باتت تنجذب لهذه المشغولات في إظهار زينتهن التي تعكس اهتمامهن بالتراث الوطني.
مواكبة العصر
تقول أبو لوز لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن المشاركة في المعارض يتيح لها فرصة تعريف الجميع بمنتجاتها التي تحاول من خلالها أن تعكس الاهتمام بالتراث الوطني الفلسطيني، والتمسك بالأرض التي لا يمكن أن تعود إلا بالرجوع لكل ما هو فلسطيني.
وتشير أبو لوز، إلى أن الاهتمام بالمشغولات اليدوية التراثية، يؤكد تمسك الجميع بالهوية الفلسطينية من خلال الزي والملابس والأدوات المنزلية.
ويضم المعرض زوايا عدة، أبرزها بيوت البسط والتطريز والخشبيات والأدوات النحاسية القديمة، والاكسسوارت اليدوية المميزة، والمفارش المطرزة والأثواب والشالات والشنط، وغيرها الكثير من المنتجات التي تعتمد على التطريز.
ويُحيي الفلسطينيون يوم الأرض في 30 من مارس / آذار، من كل عام، إحياءً للذكرى التي حدثت عام 1976 حيث تصدى أبناء الجليل والنقب المحتل، لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" التي حاولت الاستيلاء على أرضهم، فارتقى يومها 6 شهداء، دفاعاً عن أرضهم .
اقتصاد ضعيف
آمال الترك، صاحبة زاوية " الأدوات النحاسية" والتي صنعت باتقان تحفاً فنية زاهية الألوان، بأدوات نحاسية تأخذ طابعاً تراثياً لا يعبر سوى عن هوية فلسطين، تشير إلى أن الاهتمام بهذه الأدوات أصبح كبيراً.
واستدركت في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، الترك وهي تشير إلى منتوجاتها أن الوضع الاقتصادي أثر بشكل كبير على اقبال المواطنين على مثل هذه المنتجات، حيث أن تكلفتها غالية، لكن رغم ذلك فهناك تقدير واحترام لهذا العمل المتقن.
إصرار على التمسك بالهوية
مديرة القرية م. نهاد شقليه، أوضحت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المعرض الذي تقيمه البلدية هو الخامس الذي تنظمه إحياءً لذكرى يوم الأرض، حيث ينظم للسنة الخامسة على التوالي، وذلك تأكيداً على التمسك بالهوية الفلسطينية والحفاظ على التراث الوطني.
وشددت على أن إقامة مثل تلك المعارض يؤكد على أن التمسك بحق العودة للأرض يبدأ من التمسك بتراثه الوطني الفلسطيني.
ونوهت، إلى أن المعرض يضم بين مقتنياته، مشغولات تدمج بين التراث الأصيل والحداثة، لمواكبة العصر وجذب فئة الشباب والمحافظة على عدم اندثاره.
ونوهت شقليه، إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي والحصار المفروض على قطاع غزة أَثَر بشكل كبير على الإقبال على مثل تلك المعارض، وشراء المنتوجات الفنية والمشغولات.
وعن المشاركة في المعرض، أوضحت شقليه، أنها كانت تنوي مشاركة 20 فنان في المعرض، إلا أنها تفاجأت بكثرة الطلبات للمشاركة في المعرض، حيث يشارك فيه نحو (40) فنان وفنانة من مختلف محافظات قطاع غزة، حيث الانتاجات التراثي التي تعبر عن الهوية الفلسطينية.
ويرمز، اسم المعرض لنبات زهرة الحنون التي تنبت في المدن والقرى الفلسطينية، وهو ما يؤكد تمسك الفلسطينيين بأرضهم وهويتهم.