- الكاتب/ة : براك ربيد
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-04-03
تحطّم أمل اليمين بأن يكون ترامب هو المخلّص الذي سيبشر برؤيا «اسرائيل الكاملة» على صخرة الواقع في نهاية الأسبوع. فقرار «الكابنت» الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل التطوع لتقييد البناء في «المناطق» ومبررات نتنياهو لوزرائه من اجل الموافقة على ذلك أوضحت أنه في عهد ترامب أيضا، فإن سياسة البناء في المستوطنات توضع في البيت الابيض وليس في مكتب رئيس الوزراء. الضعف الأساسي للسياسة الجديدة هو أنه ليس واضحاً إذا كانت تدعم استئناف العملية السلمية مع الفلسطينيين ولو شبرا واحدا.
ليس صدفة أن اختار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو الخميس مساء موعداً لجلسة «الكابنت» السياسي الامني التي خصصت للاتصالات مع الولايات المتحدة في موضوع كبح البناء في المستوطنات. الوزراء متعبون بعد اسبوع من العمل، وصحف يوم الجمعة اقتربت من اغلاق النشر، والجهاز السياسي سيهدأ يومين. فالتوقيت هو كل شيء في الحياة.
لقد اهتموا في مكتب رئيس الحكومة بالتصويت على اقامة المستوطنة الجديدة لمن تم اخلاؤهم من «عامونا» في مرحلة سابقة من الجلسة كي يتم اصدار اعلان يحدد الرواية الأكثر راحة بالنسبة لنتنياهو في الصحف، صباح الجمعة. حول القرارات الاقل راحة لنتنياهو من الناحية السياسية تم التحدث مع وسائل الاعلام في الساعة الواحدة والنصف ليلاً بعد ذهاب الصحف للطباعة.
عندما استيقظ المستوطنون ومؤيدوهم اكتشفوا أنه اثناء نومهم قام نتنياهو ووزراء «الكابنت» الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل بوضع القيود على البناء في المستوطنات. صحيح أن الحديث يدور عن اختلاف حقيقي وكبير عن فترة اوباما المعادية للمستوطنات، لكن مع مراعاة أن حكومة اسرائيل مسيطر عليها كليا من لوبي المستوطنين، وأنه في البيت الابيض يجلس دونالد ترامب، والكونغرس الأميركي يسيطر عليه الجمهوريون كليا فان قرار «الكابنت» كان مفاجئا بشكل كبير.
كان مفاجئا ايضا رد مجلس «يشع» للمستوطنات، الذي لم يشتمل على أي كلمة انتقاد لقيام نتنياهو وبينيت وليبرمان واصدقائهم بفرض قيود حقيقية على البناء في المستوطنات. وليس هناك طريقة لتسمية ذلك عدا الرؤيا الأخروية لليمين. لا تتشوشوا، فلوكان هرتسوغ وليفني في الحكم وسيتخذان خطوة مشابهة، لكان مؤيدو الاستيطان خرجوا للتظاهر، ولكان لوبي المستوطنين أحرق تويتر. ولكن بدل ذلك حصلنا على عدد من التفسيرات. والشخص الوحيد الذي كان نزيهاً بما يكفي للاعتراف بالواقع هو بتسلئيل سموتريتش. فـ»اليمين أعمى بإرادته»، غرد في صفحته على تويتر صباح الجمعة.
في نهاية جلسة «الكابنت»، مساء الخميس، تبين من جديد أن جميع الاحتفالات والآمال والتوقعات لليمين من أن ترامب سيكون المخلص الذي سيبشر بـ»ارض اسرائيل الكاملة» تحطمت على صخرة الواقع. تصريحات الحملة الانتخابية تبين أنها فارغة من المضمون، والأمل في أن السفارة الأميركية سيتم نقلها الى القدس في اليوم الاول لترامب تلاشى، والأمل في ضم «المناطق» تبخر. بالنسبة لتوقعات المستوطنين من ترامب يتبين أن سلوك ادارته في الموضوع الاسرائيلي - الفلسطيني، وخاصة في موضوع الاستيطان، هو مفاجأة حقيقية لليمين.
قرار «الكابنت» كبح البناء في «المناطق» والذرائع التي أقنع نتنياهو بوساطتها وزراءه بالموافقة، أوضحت أنه في فترة ادارة ترامب ايضا فان سياسة البناء في المستوطنات يتم تحديدها في البيت الابيض وليس في مكتب رئيس الحكومة في القدس. ترامب المصمم والملتزم شخصيا بمحاولة تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا يريد أن تزعجه المستوطنات في التوصل الى الصفقة الكبرى.
وافق البيت الابيض على اقامة المستوطنة الجديدة لمن تم اخلاؤهم من «عامونا»، ولم يندد بالاعلان عن بناء 2000 وحدة جديدة في «المناطق»، ولم يعتبرها مستوطنة غير قانونية. رسالة الادارة الأميركية هي أنها على استعداد لتمرير هذه القرارات تحت ادعاء أنها تمت قبل نوبة ترامب. في المقابل، أوضح البيت الابيض أنه من الآن فصاعدا ستتغير قواعد اللعب، وأن اسرائيل لا يمكنها البناء كما تشاء.
لن يؤدي قرار «الكابنت» الى تجميد البناء في المستوطنات، لكنه سيعمل على ابطائه بشكل كبير ويقلص عدد الوحدات السكنية الجديدة التي ستبنى، وسيعمل على تقييد انتشارها في ارجاء الضفة الغربية. حسب السياسة الجديدة فان لجنة التخطيط التابعة للادارة المدنية، التي تصادق على البناء في المستوطنات، ستجتمع كل ثلاثة اشهر فقط وليس اسبوعيا كالعادة. وكل ما يجب على نتنياهو وليبرمان فعله لتعويق البناء هو الغاء اجتماع اللجنة مرة كل ثلاثة اشهر بذريعة تقنية ما.
في قرار «الكابنت» توجد بضعة انجازات مهمة – ليس هناك تجميد رسمي وكامل للبناء في المستوطنات، وعمليا لا توجد قيود على البناء في الأحياء اليهودية وراء الخط الاخضر في القدس ولا يوجد تمييز بين البناء في الكتل الاستيطانية وبين البناء في المستوطنات المعزولة. وبدون ذلك كان سيصعب على نتنياهو النجاح في «اختبار زمبيش»، على اسم رئيس ذراع المستوطنات في مجلس «يشع»، وتمرير قرار السياسة الجديدة في الائتلاف.
البيت الابيض، اضافة الى ذلك، لم يطلب من نتنياهو العودة الى التفاهمات التي تمت بين الرئيس جورج بوش ورئيس الحكومة ارئيل شارون، والتي تقضي بأن البناء يتم فقط في اطار المناطق المبنية في المستوطنات. رفض نتنياهو ذلك بسبب حقيقة أنه في المناطق المبنية لا يوجد تقريبا احتياطي من الاراضي للبناء. وقد نجح نتنياهو في نهاية المطاف في فرض سياسة البناء قرب المناطق المبنية وحسب الحاجة، وبهذا لا يزداد فقط عدد المستوطنين، بل ايضا مساحة الاراضي التي يبنى عليها.
إن السياسة الجديدة، في المقابل، لن تنجح في ضم مستوطنات لاسرائيل، ولن تُمكن من البناء في المنطقة المختلف عليها (إي 1) التي تربط بين «معاليه ادوميم» والقدس، ولن تسمح بتبييض البؤر غير القانونية وتحويلها الى مستوطنات جديدة. صحيح أن نتنياهو لم يحصل على الموافقة بصمت الادارة الأميركية من اجل بناء مستوطنة جديدة لمن تم اخلاؤهم من «عامونا»، لكن في الوقت الذي سيحتاج بناؤها سنة على الأقل، فان القيود على البناء ستدخل حيز التنفيذ في صباح هذا اليوم.
حجم البناء الذي سيكون فعليا على الارض سيتم تحديده حسب تفسير البيت الابيض ورئيس الحكومة للسياسة الجديدة. قرار «الكابنت» هو قرار غامض بما يكفي، كي يسمح لنتنياهو بالبناء بشكل كبير إذا أراد، أو عدم البناء كليا اذا أراد البيت الابيض ذلك. ولكن الغموض قد يكون سلاحا ذا حدين. تفسير مختلف من الطرف الإسرائيلي أو الأميركي، أو نشر عطاءات للبناء في توقيت حساس مثلما حدث أكثر من مرة في السابق. ومن شأن ذلك أن يحدث ازمة توقعات وتصادم بين الطرفين.
ضعف سياسة المستوطنات الجديدة هو أنه ليس من الواضح اذا كانت ستسهم ولو بشكل صغير في تحريك العملية السلمية من جديد. بالنسبة للفلسطينيين وللدول العربية فان القيود التي تفرضها حكومة اسرائيل على البناء في المستوطنات لا تلبي الحد الأدنى الذي يُمكن من استئناف المفاوضات. ويمكن القول إن الرئيس المصري، (عبد الفتاح) السيسي، والملك عبد الله، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذين سيلتقون مع ترامب في البيت الابيض في الاسبوعين القريبين، سيقولون له ذلك بوضوح. وقد أثبت ترامب حتى الآن أنه يستطيع كبح نتنياهو وبينيت وجعلهما يوافقان على كبح البناء في المستوطنات. والسؤال هو هل سينجح ترامب في ردع عباس أم سيمنحه انجازا آخر يقنعه باستئناف المفاوضات؟ اذا كان الجواب لا، فمن المؤكد أن ترامب سيطلب من نتنياهو وجبة أخرى من التنازلات.
ليس صدفة أن اختار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو الخميس مساء موعداً لجلسة «الكابنت» السياسي الامني التي خصصت للاتصالات مع الولايات المتحدة في موضوع كبح البناء في المستوطنات. الوزراء متعبون بعد اسبوع من العمل، وصحف يوم الجمعة اقتربت من اغلاق النشر، والجهاز السياسي سيهدأ يومين. فالتوقيت هو كل شيء في الحياة.
لقد اهتموا في مكتب رئيس الحكومة بالتصويت على اقامة المستوطنة الجديدة لمن تم اخلاؤهم من «عامونا» في مرحلة سابقة من الجلسة كي يتم اصدار اعلان يحدد الرواية الأكثر راحة بالنسبة لنتنياهو في الصحف، صباح الجمعة. حول القرارات الاقل راحة لنتنياهو من الناحية السياسية تم التحدث مع وسائل الاعلام في الساعة الواحدة والنصف ليلاً بعد ذهاب الصحف للطباعة.
عندما استيقظ المستوطنون ومؤيدوهم اكتشفوا أنه اثناء نومهم قام نتنياهو ووزراء «الكابنت» الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل بوضع القيود على البناء في المستوطنات. صحيح أن الحديث يدور عن اختلاف حقيقي وكبير عن فترة اوباما المعادية للمستوطنات، لكن مع مراعاة أن حكومة اسرائيل مسيطر عليها كليا من لوبي المستوطنين، وأنه في البيت الابيض يجلس دونالد ترامب، والكونغرس الأميركي يسيطر عليه الجمهوريون كليا فان قرار «الكابنت» كان مفاجئا بشكل كبير.
كان مفاجئا ايضا رد مجلس «يشع» للمستوطنات، الذي لم يشتمل على أي كلمة انتقاد لقيام نتنياهو وبينيت وليبرمان واصدقائهم بفرض قيود حقيقية على البناء في المستوطنات. وليس هناك طريقة لتسمية ذلك عدا الرؤيا الأخروية لليمين. لا تتشوشوا، فلوكان هرتسوغ وليفني في الحكم وسيتخذان خطوة مشابهة، لكان مؤيدو الاستيطان خرجوا للتظاهر، ولكان لوبي المستوطنين أحرق تويتر. ولكن بدل ذلك حصلنا على عدد من التفسيرات. والشخص الوحيد الذي كان نزيهاً بما يكفي للاعتراف بالواقع هو بتسلئيل سموتريتش. فـ»اليمين أعمى بإرادته»، غرد في صفحته على تويتر صباح الجمعة.
في نهاية جلسة «الكابنت»، مساء الخميس، تبين من جديد أن جميع الاحتفالات والآمال والتوقعات لليمين من أن ترامب سيكون المخلص الذي سيبشر بـ»ارض اسرائيل الكاملة» تحطمت على صخرة الواقع. تصريحات الحملة الانتخابية تبين أنها فارغة من المضمون، والأمل في أن السفارة الأميركية سيتم نقلها الى القدس في اليوم الاول لترامب تلاشى، والأمل في ضم «المناطق» تبخر. بالنسبة لتوقعات المستوطنين من ترامب يتبين أن سلوك ادارته في الموضوع الاسرائيلي - الفلسطيني، وخاصة في موضوع الاستيطان، هو مفاجأة حقيقية لليمين.
قرار «الكابنت» كبح البناء في «المناطق» والذرائع التي أقنع نتنياهو بوساطتها وزراءه بالموافقة، أوضحت أنه في فترة ادارة ترامب ايضا فان سياسة البناء في المستوطنات يتم تحديدها في البيت الابيض وليس في مكتب رئيس الحكومة في القدس. ترامب المصمم والملتزم شخصيا بمحاولة تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا يريد أن تزعجه المستوطنات في التوصل الى الصفقة الكبرى.
وافق البيت الابيض على اقامة المستوطنة الجديدة لمن تم اخلاؤهم من «عامونا»، ولم يندد بالاعلان عن بناء 2000 وحدة جديدة في «المناطق»، ولم يعتبرها مستوطنة غير قانونية. رسالة الادارة الأميركية هي أنها على استعداد لتمرير هذه القرارات تحت ادعاء أنها تمت قبل نوبة ترامب. في المقابل، أوضح البيت الابيض أنه من الآن فصاعدا ستتغير قواعد اللعب، وأن اسرائيل لا يمكنها البناء كما تشاء.
لن يؤدي قرار «الكابنت» الى تجميد البناء في المستوطنات، لكنه سيعمل على ابطائه بشكل كبير ويقلص عدد الوحدات السكنية الجديدة التي ستبنى، وسيعمل على تقييد انتشارها في ارجاء الضفة الغربية. حسب السياسة الجديدة فان لجنة التخطيط التابعة للادارة المدنية، التي تصادق على البناء في المستوطنات، ستجتمع كل ثلاثة اشهر فقط وليس اسبوعيا كالعادة. وكل ما يجب على نتنياهو وليبرمان فعله لتعويق البناء هو الغاء اجتماع اللجنة مرة كل ثلاثة اشهر بذريعة تقنية ما.
في قرار «الكابنت» توجد بضعة انجازات مهمة – ليس هناك تجميد رسمي وكامل للبناء في المستوطنات، وعمليا لا توجد قيود على البناء في الأحياء اليهودية وراء الخط الاخضر في القدس ولا يوجد تمييز بين البناء في الكتل الاستيطانية وبين البناء في المستوطنات المعزولة. وبدون ذلك كان سيصعب على نتنياهو النجاح في «اختبار زمبيش»، على اسم رئيس ذراع المستوطنات في مجلس «يشع»، وتمرير قرار السياسة الجديدة في الائتلاف.
البيت الابيض، اضافة الى ذلك، لم يطلب من نتنياهو العودة الى التفاهمات التي تمت بين الرئيس جورج بوش ورئيس الحكومة ارئيل شارون، والتي تقضي بأن البناء يتم فقط في اطار المناطق المبنية في المستوطنات. رفض نتنياهو ذلك بسبب حقيقة أنه في المناطق المبنية لا يوجد تقريبا احتياطي من الاراضي للبناء. وقد نجح نتنياهو في نهاية المطاف في فرض سياسة البناء قرب المناطق المبنية وحسب الحاجة، وبهذا لا يزداد فقط عدد المستوطنين، بل ايضا مساحة الاراضي التي يبنى عليها.
إن السياسة الجديدة، في المقابل، لن تنجح في ضم مستوطنات لاسرائيل، ولن تُمكن من البناء في المنطقة المختلف عليها (إي 1) التي تربط بين «معاليه ادوميم» والقدس، ولن تسمح بتبييض البؤر غير القانونية وتحويلها الى مستوطنات جديدة. صحيح أن نتنياهو لم يحصل على الموافقة بصمت الادارة الأميركية من اجل بناء مستوطنة جديدة لمن تم اخلاؤهم من «عامونا»، لكن في الوقت الذي سيحتاج بناؤها سنة على الأقل، فان القيود على البناء ستدخل حيز التنفيذ في صباح هذا اليوم.
حجم البناء الذي سيكون فعليا على الارض سيتم تحديده حسب تفسير البيت الابيض ورئيس الحكومة للسياسة الجديدة. قرار «الكابنت» هو قرار غامض بما يكفي، كي يسمح لنتنياهو بالبناء بشكل كبير إذا أراد، أو عدم البناء كليا اذا أراد البيت الابيض ذلك. ولكن الغموض قد يكون سلاحا ذا حدين. تفسير مختلف من الطرف الإسرائيلي أو الأميركي، أو نشر عطاءات للبناء في توقيت حساس مثلما حدث أكثر من مرة في السابق. ومن شأن ذلك أن يحدث ازمة توقعات وتصادم بين الطرفين.
ضعف سياسة المستوطنات الجديدة هو أنه ليس من الواضح اذا كانت ستسهم ولو بشكل صغير في تحريك العملية السلمية من جديد. بالنسبة للفلسطينيين وللدول العربية فان القيود التي تفرضها حكومة اسرائيل على البناء في المستوطنات لا تلبي الحد الأدنى الذي يُمكن من استئناف المفاوضات. ويمكن القول إن الرئيس المصري، (عبد الفتاح) السيسي، والملك عبد الله، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذين سيلتقون مع ترامب في البيت الابيض في الاسبوعين القريبين، سيقولون له ذلك بوضوح. وقد أثبت ترامب حتى الآن أنه يستطيع كبح نتنياهو وبينيت وجعلهما يوافقان على كبح البناء في المستوطنات. والسؤال هو هل سينجح ترامب في ردع عباس أم سيمنحه انجازا آخر يقنعه باستئناف المفاوضات؟ اذا كان الجواب لا، فمن المؤكد أن ترامب سيطلب من نتنياهو وجبة أخرى من التنازلات.