
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2017-04-09
الآراء التي نُشرت في الإعلام العبريّ اليوم الأحد عبّرت عن خيبة تل أبيب من نتائج العدوان، التي لن تُغيّر قيد أنملة على مجريات الحرب الأهليّة في سوريّة، ولن تؤثّر لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ على مصير الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، الذي تعتبر تل أبيب إسقاطه مصلحةً إستراتيجيّةً من الدرجة الأولى.
فعلى سبيل الذكر لا الحصر، أكّد محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس)، المُستشرق د. تسفي بارئيل، على أنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، نفذ في الهجوم الصاروخي الأخير على قاعدة الشعيرات الجوية السورية ما تفعله إسرائيل عندما تهاجم قوافل أسلحة متجهة من سورية إلى حزب الله، ولكن على نطاقٍ أوسعٍ، لافتًا إلى أنّ الرئيس ترامب أدهش العالم على طريقته، والجدوى من هذه الضربة محدودة، على حدّ تعبيره. وتساءل المُحلل الإسرائيليّ: هل حدث تغيير في أجندة الولايات المتحدة الأمريكيّة في أعقاب الهجوم الكيميائي على خان شيخون؟ هل الإدارة ستسعى لإسقاط الأسد حقًا؟ ليس بعد. وهل سيُجدد ترامب المساعدات الأمريكيّة للميليشيات المتمردة ليمكنها في المواجهة مع النظام؟ وحتى هذه الأسئلة التكتيكيّة، فلا يقدم الهجوم الأمريكي أجوبة عليها، أكّد بارئيل.
من ناحيته، أكّد كبير المُحللين السياسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، ناحوم بارنيع، على أنّ العدوان الأمريكيّ على سوريّة لن يُغيّر شيئًا في مُجريات الأمور في سوريّة، وأنّ العدوان كان بمثابة ضربةً عقابيةً وليس جزءً من إستراتيجيّة، فلإدارة ترامب لا توجد إستراتيجيّة، لا في سوريّة ولا في أماكن أخرى بالعالم، لافتًا إلى أنّ إستراتيجيّة ترامب هي عدم وجود إستراتيجيّة.
من ناحيته رأى مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، أنّ الضربة الأمريكيّة للمطار السوريّ هي ليست جزءٍ من إستراتيجيّة، أنمّا ضربةً عشوائيةً اتخذت بسرعةٍ، لافتًا إلى أنّ واشنطن تسعى لبناء سياسة في سوريّة من خلال التحرّك، وهذا الأمر يجب أنْ يُقلق الحلفاء قبل الأعداء، كما أوضح أنّ السؤال الأكبر والأهّم هو هل ستكون تكملةً لهذه الضربة؟ وهل ستقوم واشنطن بتوجيه ضرباتٍ أخرى لسوريّة، على حدّ تعبيره.
وحذّر المُحلل أنّ الرئيس الأسد، الذي بات جريحًا بعد الضربة ينتظر بفارغ الصبر الردّ على الضربة عن طريق قصف الطائرات الإسرائيليّة إذا حاولت الهجوم على قواعد عسكريّة داخل العمق السوريّ لينتقم منها، لأنّ دمشق تعتبر أنّ إسرائيل هي التي دفعت الولايات المُتحدّة إلى تنفيذ هذه الضربة في مطار الشعيرات العسكريّ.


