- تصنيف المقال : الحركة الاسيرة
- تاريخ المقال : 2017-04-23
دخل إضراب "معركة الحرية الكرامة" الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يومه السابع، وحتى اليوم لم يقم أي مندوب أو طبيب من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة إلى الأسرى المضربين عن الطعام.
وفي تصريح لها، أكدت الناطقة الاعلامية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر نادية الدبسي، على استمرار الدور المعتاد الذي تقوم به اللجنة الدولية من تفقد لظروف الاحتجاز والمعاملة التي يحصل عليها الأسرى الفلسطينيين، أما فيما يتعلق بالأسرى المضربين عن الطعام سوف يبدأ العمل معهم بعد اليوم 14 من الإضراب.
وقالت الدبسي، إن الصليب الأحمر يقوم بزيارة الأسير المضرب عن الطعام بعد 14 يوماً من بداية إضرابه، سواء كان الإضراب فردي أو جماعي، ولكن زيارات الصليب الأحمر العادية للأسرى الغير مضربين مستمرة بشكلها المعتاد.
وأفادت الدبسي، أن الصليب الأحمر لديه كوادر بشرية إضافية من أجل البدء بزيارة الأسرى المضربين بعد اليوم 14.
وبالحديث حول الدور الذي يقوم به الصليب الأحمر بالضبط عندما تقع حالة إضراب عن الطعام، فقد أجاب عن ذلك نائب منسق شؤون الحماية لدى بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر رعد الحسبان في مقال نشره بعنوان "رسالة من القلب".
وفيما يلي إجابة "الحسبان" حول هذا الدور بحسب ما ورد في مقالته، التي وصلت لـ"الحدث" نسخة منها:
"في حالة وقوع إضراب جماعي عن الطعام، نرفع وتيرة زياراتنا ونزيد الكوادر البشرية التي تُجري هذه الزيارات. فيزور مندوبونا وطبيبنا المحتجزين بشكل منتظم طوال مدة إضرابهم عن الطعام. فيبصّرونهم بعواقب الإضراب عن الطعام على صحتهم ورفاههم، ويضمنون احترام السلطات المُحتجِزة رغباتهم كمرضى. ووفقًا لمبادئ السرية الطبية، نحن لا نكشف علانية عن مستجدات الحالة الطبية للمضرب عن الطعام حتى وإن ألحّت علينا الأوساط الأعلامية في طلب ذلك.
غير أننا نُطلع أقارب المحتجزين المضربين عن الطعام على أحوالهم نزولًا على رغبات المحتجزين أنفسهم. وهي بلا شك مهمة عسيرة يكتنفها فيض من المشاعر.
كثيرون هم المحتجزون الذين يطلبون منّا إخفاء حقيقة تدهور أحوالهم الصحية – كنتيجة مباشرة لإضرابهم عن الطعام – عن عائلاتهم. برّر أحدهم طلبه بأن أمّه المُسنّة تعاني من مرض بالقلب. فكان يخشى إن علمت بحالته الصحية السيئة أن تحدث لها مضاعفات خطيرة. لا سيما وأنها تمثل له الصّخرة الشامخة التي يستمد منها صموده، ولا يمكنه تخيل ما يمكن أن يحلّ به إذا فقدها.
أنا أتفهم شعور اليأس الذي يسيطر على المحتجزين، وحاجتهم للّجوء إلى طريقة غير عنيفة للاحتجاج أو للحصول على بعض المطالب. بيد أنني أعي كذلك العواقب الصحية الوخيمة التي قد يسفر عنها الإضراب عن الطعام، وكذلك الضغط العاطفي الذي يضعه الإضراب عن الطعام على عائلات المحتجزين، لا سيما إذا ما أُذيعت معلومات حساسة حول الحالة الصحية للمحتجز على الملأ.
واليوم، مع انطلاق الإضراب عن الطعام، فإنني أود أن أغتنم الفرصة لأناشد المحتجزين، وممثليهم القانونيين، والسلطات المختصة إعطاء أولوية للحوار والوصول إلى حلول تُجنّب حدوث عواقب لا رجعة فيها على صحة المحتجزين. وأود كذلك أن أناشد الجهات ذات الصلة أن تتجنب إذاعة أحوال المحتجزين الصحية فذلك لن يجلب سوى أطنان من الألم النفسي والحزن تثقل كاهل عائلات المحتجزين وأحبائهم.
ومع هذا، فإنني أؤكد التزامي الراسخ والتزام اللجنة الدولية ببذل كل ما بوسعنا في نطاق مهمتنا، وأن ننهض بمسؤولياتنا كما يجب.
أتفهم ذلك التفاوت بين ما نقدمه وما ينتظر الكثيرون منا أن نقدمه، لكنّ هذا التفاوت لا وجود له إلا في أذهان الناس. فلقد كنا دائمًا صرحاء وواضحين بشأن ما نقدمه، ونحن مستمرون فيه.
بعد ثماني سنوات من العمل في مجال الإحتجاز، بات لديّ يقين لا يتزعزع في أنّنا نُحدث فرقًا إيجابيًا. ولقد تردد ذلك على مسامعي من المحتجزين أنفسهم. فقال لي أحدهم ذات مرة: "أنا على استعداد لأن أبيع كل ما أملك لقاء ما تنقله لي من أخبار عن عائلتي". في حين قالي لي محتجز آخر يقبع في الحبس الانفرادي: "أنت الشخص الوحيد الذي أراه منذ وقت بعيد جدًا. أنت شعاع الأمل الذي أطلّ عليّ".
إن سماع كلمات كهذه يشعرني بالاعتزاز، وكذلك إيماني العميق أنني وزملائي قادرون على إحداث فرقٍ في حياة الكثير من الناس، وإن لم تُلبَّ جميع التوقعات."