- الكاتب/ة : رفيف دروكر
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-05-09
في نهاية آذار الماضي أعلنت وزيرة الثقافة، ميري ريغف، عن إصدار قرارها فحص البرنامج التلفزيوني «مجيدو» حول حياة الأسرى الأمنيين. أرسلت ريغف رسالة رد لمنتدى العائلات الثكلى التي قامت بالاحتجاج على بث البرنامج، وقالت إنها لم تشاهد البرنامج بعد، لكنها تنوي استخدام الوسائل القضائية. بعد فترة قصيرة تبين أن منتدى العائلات الثكلى لم يعارض أبدا بث هذا البرنامج، ولم يقم بإرسال أي رسالة. استيضاح مدته نصف دقيقة، قبل نشر ريغف رسالتها، كان سيظهر ذلك. فكروا بحجم الهذيان: وزيرة رفيعة المستوى تهدد باستخدام الوسائل القضائية بسبب بث برنامج لم تشاهده. فلماذا لم يكن للوزيرة المحترمة الوقت لمشاهدة البرنامج؟ هل الاتصال مع مسؤول العلاقات العامة وطلب نسخة عن الحلقتين الأوليين كان أمرا معقدا؟ بعد شهر من قيام ريغف بنشر رسالتها ضد «مجيدو»، أرسلت وزيرة الولاء للقومية رسالة اخرى. وفي هذه المرة طلبت ريغف من رئيس بلدية حيفا (بشكل أو بآخر وصلت الرسالة الى وسائل الاعلام)، عدم السماح بإلقاء محاضرة لمنظمة «نحطم الصمت» في قاعة خاصة في المدينة. فقط مدة دقيقتين، وكان باستطاعة الوزيرة أن تدرك أنه ليس لدى يونا ياهف القدرة على منع حدث في مكان لا تقوم البلدية بتمويله. وعندما ردت البلدية باستغراب، تمسكت ريغف بحقيقة أن القاعة الخائنة تم ذكرها في موقع بلدية حيفا. في الاسبوع الماضي طلبت ريغف اغلاق مكاتب «اليونسكو» في «ارمون هنتسيف» في القدس. ولسوء الحظ لا توجد مكاتب لـ»اليونسكو» في «ارمون هنتسيف». إن البحث في «غوغل» لدقيقة كان سيعفيها من الحرج. إن من يعرف مكتب ريغف يعرف أن الهدوء والاستقرار غير موجودين فيه. تبدل المساعدين والمستشارين لا يتوقف، وتوقعات الوزيرة لا تنتهي. ولكن القصة الحقيقية هي التهكم. ريغف متعطشة للعناوين الاخرى التي تضعها حسب اعتقادها في المكان الصحيح سياسيا، وهي غير مستعدة للانتظار بضع دقائق من اجل التحقق من الحقائق. إنها انسانة سطحية، وفي كل الامور التي «تقودها» يقتصر فهمها على عدة شعارات فارغة المضمون. اشخاص كثيرون جيدون تم اقناعهم بأن ريغف جاءت من مكان حقيقي. امنون ليفي، آبا ايلوز، رون كحليلي وغيرهم دافعوا عنها. فحسب رأيهم، الانقضاض عليها جاء من النخبة التي تقوم هي بمهاجمتها. أما أنا فأجد صعوبة حتى في الدخول الى هذا الجدل حول هوية الاشخاص الذين يجلسون في صناديق السينما، أو على شرعية نشاطات «نحطم الصمت» أمام الوزيرة، وليس لدي شك أنها لا تؤمن بما تكتبه وما تفعله. لقد عرفت ريغف قبل أن تصبح يمينية متطرفة وشرقية متألمة. ولم يسبق لي أن سمعت منها أي كلمة، لا في هذا الاتجاه ولا في ذاك الاتجاه. لقد أخفت مواقفها بمهارة عالية. قبل سنتين ونصف السنة نشرنا تحقيقا اكتشف الطريقة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي بوضع صيغة المجموعة المتميزة، وهي الصيغة التي تقول إن كل جندي أو مجندة يحصل أو تحصل من الجيش على علامة تعبر عن مستواه أو مستواها. وهذه العلامة تحدد مستقبل جميع الجنود، لذلك يوجد لها مغزى اجتماعي كبير. لقد كنت بحاجة الى من يرد على نتائج التحقيق. وقمت باختيار ريغف، المتحدثة بلسان الجيش سابقا والعضوة في لجنة الخارجية والامن، والتي بدأت في حينه بطرح موضوع الشرقيين. وقبل المقابلة أرسلت لها نتائج التحقيق وقلت لها إن الشائعات حول الطريقة التي توضع فيها علامة المجموعات ليست طريقة صحيحة. وافترضت أنها تعرف أن الشائعات كاذبة، لأنها كانت المتحدثة بلسان الجيش. جاءت ريغف الى المقابلة بثقة كعادتها، وبدأت في انتقاد الجيش الاسرائيلي الذي يضع العلامة حسب الأصل أو مكان السكن وجميع المعايير التي قيل لها إنها غير صحيحة. وقد تخيلتُ الاعلان الصحافي ضد الجيش الاسرائيلي الذي ستقوم بإصداره.