- الكاتب/ة : بن – درور يميني
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-05-10
نريد السلام، نكافح في سبيل السلام، ولكن يجدر بنا في هذه الأثناء أن نتذكر بأننا في حرب. ليست حرباً واحدة بل اثنتان. الاولى هي في ميدان المعركة. فـ»حماس» تجرنا الى هناك مرة كل بضع سنوات، وهي تجري بحقنة أقل أيضا في «ارهاب» السكاكين والحجارة وكذا بالوسائل التي تستخدم ضد اسرائيل بلا توقف. اما الحرب الثانية فهي على الوعي. حرب الاتهام بالشرانية. حرب تتطلع الى عرض اسرائيل كوحش. في هذه الحرب توجد انجازات لا بأس بها. «المخربون» المحبوسون، من «فتح» ومن «حماس»، أصبحوا شركاء كاملين للحربين. بعضهم يحاول المبادرة والتخطيط لاعمال «إرهابية» من السجن. آخرون يحاولون أن يقدموا أنفسهم كقديسين معنيين يكافحون في سبيل «إنهاء الاحتلال» أو من أجل «التحرير». كل سجين ثان يحاول أن يقدم نفسه كمقاتل حرية، وكل سجين ثالث هو بشكل عام نلسون مانديلا. صحيح أنهم قتلوا مواطنين واطفالا ونساء وشيوخا. وصحيح انهم عندما يقولون «نهاية الاحتلال» يقصدون ايضا تل أبيب. وصحيح أن «تحريرهم «هو تقريبا مثلما تحرر «الدولة الاسلامية» العراق و»حماس» غزة. ولكنهم في الحرب على الوعي ينتصرون. السجين الابرز، مروان البرغوثي يقود هذه الحرب. ونجاحه بارز. فقد حظي بالدخول الى «نيويورك تايمز» ما أن بادر الى إضراب السجناء عن الطعام، بمثابة مقاتل حرية يكافح ضد الاحتلال. وقد دارت الأنباء الملفقة أيضا في احدى الصحف المهمة في العالم. كانت حاجة الى الضغط كي تنشر الصحيفة تعديلا يفيد بانه «مخرب» يمكث في السجن بعد أن ادين قانونيا. لا يكافح البرغوثي من اجل حل وسط تاريخي. يكافح في سبيل مكانه في القيادة الفلسطينية. وقد جعل نفسه جسرا بين «فتح» و»حماس». هذه هي «حماس» نفسها التي في اطار شد الوجه عرضت قبل اسبوعين برنامجا سياسيا هو السيدة ذاتها بفارق تغيير التسريحة. عمليا، يدور الحديث عن تكرار لـ»وثيقة السجناء» التي تعود للعام 2006 التي استهدفت ردم هوة الخصومة بين «فتح» و»حماس». وقد اتفق في حينه، مثلما هو الآن، على جبهة مشتركة من أجل إقامة دولة فلسطينية على خطوط 1967 في ظل تحقيق حق العودة. بمعنى، دولة فلسطينية وواحدة اخرى تصبح هي ايضا فلسطينية. في حينه ايضا كان البرغوثي هو الشخصية الرائدة (...). ان كشف البرغوثي كمخادع هو خطوة شرعية. لأن الاضراب عن الطعام يستهدف تهييج «المناطق». والهياج معناه اضطرابات و»ارهاب». الهياج معناه افشال كل مبادرة من جهة البيت الابيض. الهياج هو ايضا سفك للدماء. هكذا حيث إن اضعاف البرغوثي، في الظروف الحالية، هو الامر الأكثر عدلا. لقد كان البرغوثي ذات مرة، في التسعينيات، من قادة الخط المعتدل. يحتمل ان يصبح في يوم من الايام مرة اخرى شريكا في المحادثات. يحتمل أن تطل في المستقبل ظروف يتمكن فيها من قيادة الفلسطينيين نحو حل وسط تاريخي. ان شاء الله. ولكن الصحيح حتى الآن أن البرغوثي شريك لـ»حماس» وعدو لفرصة استئناف المسيرة السياسية، مهما كانت طفيفة. وكشفه كمخادع ليس فقط حاجة بل واجب.