- الكاتب/ة : أبيرما غولان
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-05-11
قانون القومية، الذي صادق عليه وزراء الحكومة، هذا الاسبوع، يبدو فعلا خائبا لا حيلة له. أي دولة تثق بنفسها وبهويتها تحتاج إلى سن قانون يقول إنها هي فعلياً هكذا؟
كان بالامكان غفران التصميم على أن هذه هي الدولة الوحيدة للشعب اليهودي منذ قيام أبينا ابراهيم بترك خليلته مع ابنه إسماعيل ليموتا في الصحراء، أو كابوس أن عاصمتنا الأبدية سيتم سرقتها في ظلمة الليل من قبل ملثمين، لولا أنه من الواضح أن الحديث يدور عن عملية تميز الأنظمة المعتمدة على القوة والتي تخشى من تصدع قوتها.
في هذه العمليات توجد للرموز أهمية كبيرة. الغاء اللغة العربية كلغة رسمية في اسرائيل هو عمل رمزي فظ وقبيح. تاريخ الانسانية مليء بمحاولات القمع الفاشلة للغة قومية من قبل قوميات اخرى. وجميعها نجحت في زيادة تمسك الجماعة القومية أو العرقية بلغتها، وأكدت على مكانة اللغة المقموعة كرمز أساسي في النضال القومي.
إذا كان يوجد شعب في العالم يجب عليه تأييد هذه الفكرة أكثر من غيره، فهو بالطبع الشعب اليهودي، الذي لم يتحدث على مدى آلاف السنين بلغته، لكنه حافظ عليها بأصولية وفي الصلاة وفي الكتابات.
واذا كانت توجد حركة قومية يجب عليها أن تعرف إلى أي حد تعتبر اللغة رمزاً قوياً، فهي الحركة الصهيونية، حيث يعتبر احياء اللغة العبرية هو الانجاز الاكبر الذي سجلته لنفسها.
إن أي مواطن عربي في اسرائيل لم يصدق التعريف الذي يقول «إن اللغة الرسمية الثانية هي اللغة العربية».
لم تطبق الدولة أبدا هذا البند بشكل جدي ولم تستوعبه، باستثناء اللافتات في الطرق التي يوجد فيها الكثير من الأخطاء اللغوية المحرجة، والتي تعبر عن سيطرة الصهيونية على الاسماء العربية والمناطق العربية، باستثناء بعض التعابير العربية الشعبية (الشتائم)، فان اللغة العربية لم يتم اعتمادها أبدا في اسرائيل رسميا.
بدل ثنائية اللغة الطبيعية بين العبرية، التي تسيطر على المؤسسة، وبين لغة الأقلية تشكلت ثنائية لغوية أحادية الاتجاه: العرب يتحدثون العبرية واليهود تعلموا القليل من العربية الروائية غير الفاعلة، أي العربية «الأمنية» أو العربية الفاسدة في الحواجز.
أي مثل الطرشان بالنسبة للغة والعميان بالنسبة للثقافة، على الرغم من أن الكثيرين منهم لديهم ميراث لغوي وثقافة ونغمة عربية.
هناك تغيير يحدث من وراء ظهر المؤسسة: اللغة تزدهر في المجتمع العربي في عملية يمكن أن نسميها «انتصاب القامة القومية». إن وجود العربية والعرب في اماكن العمل والترفيه والاكاديميا والسينما والفنون يزداد، وقوائم الانتظار للمدارس ثنائية اللغة تزداد. رئيس الجمعية الاسرائيلية لبحث اللغة والمجتمع هو البروفيسور محمد عمارة.
إن كل هذه الامور تهدد حكومة القومية المتطرفة ومشروع حياتها – اضعاف المجتمع الاسرائيلي والديمقراطية من خلال الفصل الهستيري. وكما قال عمارة في بحثه «العربية في اسرائيل، الارتباطات والتحديات»، فان اسرائيل ليست سوى جزيرة لغوية صغيرة في محيط عربي.
توجد مجموعة عرقية صغيرة تجلس في مكان يعيش ويتنفس ويتحدث اللغة العربية. وبالنسبة لها البحر هو البحر ذاته والرياح لا تهب والشمس تشرق من الغرب. وبغبائها التراجيدي هي تنتحر في هذا المكان.
كان بالامكان غفران التصميم على أن هذه هي الدولة الوحيدة للشعب اليهودي منذ قيام أبينا ابراهيم بترك خليلته مع ابنه إسماعيل ليموتا في الصحراء، أو كابوس أن عاصمتنا الأبدية سيتم سرقتها في ظلمة الليل من قبل ملثمين، لولا أنه من الواضح أن الحديث يدور عن عملية تميز الأنظمة المعتمدة على القوة والتي تخشى من تصدع قوتها.
في هذه العمليات توجد للرموز أهمية كبيرة. الغاء اللغة العربية كلغة رسمية في اسرائيل هو عمل رمزي فظ وقبيح. تاريخ الانسانية مليء بمحاولات القمع الفاشلة للغة قومية من قبل قوميات اخرى. وجميعها نجحت في زيادة تمسك الجماعة القومية أو العرقية بلغتها، وأكدت على مكانة اللغة المقموعة كرمز أساسي في النضال القومي.
إذا كان يوجد شعب في العالم يجب عليه تأييد هذه الفكرة أكثر من غيره، فهو بالطبع الشعب اليهودي، الذي لم يتحدث على مدى آلاف السنين بلغته، لكنه حافظ عليها بأصولية وفي الصلاة وفي الكتابات.
واذا كانت توجد حركة قومية يجب عليها أن تعرف إلى أي حد تعتبر اللغة رمزاً قوياً، فهي الحركة الصهيونية، حيث يعتبر احياء اللغة العبرية هو الانجاز الاكبر الذي سجلته لنفسها.
إن أي مواطن عربي في اسرائيل لم يصدق التعريف الذي يقول «إن اللغة الرسمية الثانية هي اللغة العربية».
لم تطبق الدولة أبدا هذا البند بشكل جدي ولم تستوعبه، باستثناء اللافتات في الطرق التي يوجد فيها الكثير من الأخطاء اللغوية المحرجة، والتي تعبر عن سيطرة الصهيونية على الاسماء العربية والمناطق العربية، باستثناء بعض التعابير العربية الشعبية (الشتائم)، فان اللغة العربية لم يتم اعتمادها أبدا في اسرائيل رسميا.
بدل ثنائية اللغة الطبيعية بين العبرية، التي تسيطر على المؤسسة، وبين لغة الأقلية تشكلت ثنائية لغوية أحادية الاتجاه: العرب يتحدثون العبرية واليهود تعلموا القليل من العربية الروائية غير الفاعلة، أي العربية «الأمنية» أو العربية الفاسدة في الحواجز.
أي مثل الطرشان بالنسبة للغة والعميان بالنسبة للثقافة، على الرغم من أن الكثيرين منهم لديهم ميراث لغوي وثقافة ونغمة عربية.
هناك تغيير يحدث من وراء ظهر المؤسسة: اللغة تزدهر في المجتمع العربي في عملية يمكن أن نسميها «انتصاب القامة القومية». إن وجود العربية والعرب في اماكن العمل والترفيه والاكاديميا والسينما والفنون يزداد، وقوائم الانتظار للمدارس ثنائية اللغة تزداد. رئيس الجمعية الاسرائيلية لبحث اللغة والمجتمع هو البروفيسور محمد عمارة.
إن كل هذه الامور تهدد حكومة القومية المتطرفة ومشروع حياتها – اضعاف المجتمع الاسرائيلي والديمقراطية من خلال الفصل الهستيري. وكما قال عمارة في بحثه «العربية في اسرائيل، الارتباطات والتحديات»، فان اسرائيل ليست سوى جزيرة لغوية صغيرة في محيط عربي.
توجد مجموعة عرقية صغيرة تجلس في مكان يعيش ويتنفس ويتحدث اللغة العربية. وبالنسبة لها البحر هو البحر ذاته والرياح لا تهب والشمس تشرق من الغرب. وبغبائها التراجيدي هي تنتحر في هذا المكان.