
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2017-05-14
بحث جديد، أُجري على مدار 18 عامًا، ونُشر في صحيفة “يديعوت أحرونوت” بين أنّ الشبّان الإسرائيليين أصبحوا اقل ليبرالية، وأقل تفاؤل ، ومقتنعين أكثر أنّ الصراع الخطير هو الصراع اليهوديّ -العربيّ. ولفت وبين البحث إلى أنّ 67 بالمائة من إجماليّ السكّان اليهود من الشبان في إسرائيل يعرّفون أنفسهم سياسيًا ، بصفتهم يمنيين.
علاوة على ذلك، بينّ البحث أنّه في حال حدث تعارض بين الاحتياجات الأمنية والديمقراطية، يُفضّل 82 بالمائة من الشبان اليهود تلبية الاحتياجات الأمنية، فيما يعتق 74 بالمائة أنّ على الحكومة الإسرائيلية الاهتمام بمعالجة مشكلة غلاء المعيشة أكثر من معالجة الإرهاب والتربية. كما يشعر معظم الشبّان الإسرائيليين أنّ الصراع اليهوديّ – العربيّ في فلسطين يشكل تهديدًا كبيرًا على المجتمَع الإسرائيليّ.
البحث يُوفّر نظرة إلى عالم الشبان الإسرائيليين العصريين: يبدي الشبان مواقف سياسية يمينيّة أكثر، يقتربون من الدين، يشعرون بتفاؤل أقل حول مستقبل الدولة؛ لا يثقون بالقيادة، ولا بالمحكمة، ولا بكافة مؤسّسات الدولة الأخرى، ولكن في الوقت ذاته يشعرون بحاجة قوية إلى الانتماء، يعربون عن قلقهم من الوضع الأمني ولكن رغم ذلك يشعرون بأمان ولا يرغبون في مغادرة البلاد، ويضعون مسألة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني جانبًا حاليًا. يهمهم كثيرا شراء منزل، وإذا كان ممكنًا التمتع بالحياة أيضًا.
وأكّدت نتائج البحث على علاقة متينة بين الزيادة المطردة في نسبة الشبان اليهود التقليديين والمتدينين جدًا وبين الميل المتزايد نحو تبنّي مواقف يمينية سياسية، وأنّه رويدًا رويدًا ولكن بشكلٍ مستمرٍ يفقد المواطنون الشبان ثقتهم بالدولة ومؤسّساتها بما في ذلك الجيش الإسرائيليّ.
إحدى النتائج الهامة التي تُستشف من البحث هي أنّ الشبان اليهود أصبحوا متديّنين أكثر، ففي عام 2004، عرّف أكثر من نصف الشبان أنفسهم كعلمانيين (%54)، بينما حاليا يُعرّف نحو %40 أنفسهم كعلمانيين. وبحسب النتائج فقد أصبح التقرّب من الدين مُعطى هام جدً، وكلّما أصبح الشبان اليهود متديّنين أكثر، تقل الأهمية التي يولونها للقيم الديمقراطيّة. ووفق البحث، فإنّ تيار اليمين هو الرابح الأساسي من هبوط تماهي الشبان مع اليسار.
وفق البحث، بدأ التوجه يمينًا أثناء الانتفاضة الثانية، وفي الوقت الراهن ينتمي 75 بالمائة من الشبان و62 بالمائة من الفتية إلى اليمين، بينما يشكل مؤيدو اليسارأكثر من 10 بالمائة بقليل، أيْ أنّ التغيير بات واضحًا: أصبح الشبان اليهود منتمين إلى اليمين أكثر.
وأظهر البحث أنّ هناك ثلاثة أهداف لدى الشبان الإسرائيليين: النجاح اقتصاديًا، التمتع بملذات الحياة، والتعليم العالي. كما كان النجاح اقتصاديًا أبرز هذه الأهداف، رغم ذلك فإنّ التمتع بالحياة كان بارزًا في أوساط الشبان اليهود العلمانيين. وأشار 47.9 بالمائة منهم إلى أنّهم يرغبون في التمتع بقضاء الوقت، تناول وجبة لذيذة، وزيارة البحر كأفضلية مقابل 13.5بالمائة فقط من الشبان المتدينين. عندما سُئل الشبان عن المساهمة من أجل الدولة والمجتمع، قال 58% من الشبان المتدينين إنهم اختاروا هذا الهدف كهدف أولي، مقابل 15.9% من الشبان العلمانيين.
وبينّت النتائج أنّ معظم الشباب يولون اهتمامًا كبيرًا للتعليم العالي ويعتقدون أنّه يشكل شرطًا أساسيًا للانخراط في سوق العمل. مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ اقتصاد الدولة العبريّة ليس مزدهرًا إلى حدٍّ بعيدٍ فإنّ مستوى تفاؤل الشبان اليهود بشأن حياتهم الشخصية في إسرائيل هو الأكثر انخفاضا منذ عام 1998، وحتى إنّه أقل مما كان قبل اندلاع الانتفاضة الثانية. في حين كان في عام 1998، ما معدله 79 بالمائة من كافة الشبان اليهود متأكدين من قدراتهم على تحقيق طموحاتهم في البلاد (في عام 2010 ارتفعت النسبة ووصلت إلى 85 بالمائة)، يعتقد اليوم 56 بالمائة فقط من الشبّان أنّه يمكن تحقيق هذه الطموحات. بالمقابل، فإنّ مستوى التفاؤل لدى الشبان العرب حاليا (74 بالمائة بالإجمال) أعلى ممّا كان في سنوات البحث الثماني عشرة.
ولكن البحث لم يُجب على السؤال المطروح: ما هو الذي دفع الشباب في إسرائيل إلى تبنّي هذه المواقف اليمينيّة-المُتطرّفة، المُعادية للديمقراطيّة، القائمة على كره العرب؟ هل هو نتيجة طبيعيّة لجملة التحريض الأرعن التي يقودها أركان الدولة العبريّة وإعلامهم المتطوّع لصالح الأجندة الصهيونيّة؟ كما أنّه من الأهمية بمكان السؤال: إذا كان الجيل الجديد يحمل هذه الأفكار، فعن أيّ سلامٍ يتشدّق حكّام تل أبيب؟


