- الكاتب/ة : يرون لندن
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-05-17
ما السبب في كثرة الاخيرة مبادرات التشريع، التي مهمتها التشديد على الطابع اليهودي للدولة وتقليص حقوق مواطنيها العرب، في الفترة ؟ مشروع قانون القومية هو الأكثر شمولاً، ولكن سبقه قانون العلم والنشيد القومي وقانون المؤذن. وعند البحث في قانون القومية احتج النواب العرب، وبعضهم أبعد عن قاعة البرلمان، ولكن في حقيقة الامر لن يكون له تأثير بعيد المدى بالمعنى التطبيقي.
مراقب لا يعرف الواقع كما هو سيخمن بان موجة التشريع هي رد على تعاظم التهديد الذي تشكله الاقلية العربية على الأغلبية اليهودية. سيفترض المراقب تعاظم العداء بين الشعبين وأن الزعامة العربية تعبر عن الرغبة بقضم اراض من الدولة وضمها الى السلطة الفلسطينية المعادية. وسيفكر بانه يتصاعد بثبات عدد العرب الذين يخونون الدولة، لان الادب العربي الذي يكتب في اسرائيل يلمح، اكثر مما في الماضي، الى التطلع للثأر من اليهود الذين سيطروا على الوطن الفلسطيني، وانه يتعاظم العنف تجاه اليهود في الاحياء والبلدات العربية.
ولكن العكس هو الصحيح: مواطنو اسرائيل اليهود والعرب يقتربون من بعضهم . وقربهم تسببه عشرات السنين من الحياة في جيرة، انخراط العرب في حياة العمل والتجارة في اقتصاد مشترك، نمو علاقات صداقة – بل زمالة – بين عرب غير قليلين ويهود غير قليلين، فضائل الديمقراطية الاسرائيلية (مهما كانت عليلة)، ومخاوف المواطنين العرب من انهيار البلدان العربية المحيطة بنا.
كما أن نمط حياة هؤلاء واولئك يصبح متشابها: فقد طرأ انخفاض كبير على معدل الولادة بين العرب، وتنمو شريحة واسعة من الطبقة الوسطى العربية المتعلمة، انماط استهلاك مشابهة جدا، تتحسن مكانة المرأة العربية، ويتعاظم تأثير الثقافة العربية على الثقافة الشعبية اليهودية.
وتميل وسائل الاعلام الى ابراز التوتر وطمس التقرب. وبالذات في هذا التقرب ما يشرح عاصفة التشريع القومي المتطرف. فالتقرب يذيب بالتدريج الفوارق بين الجماعتين السكانيتين ويعرض تميزهما للخطر. فلاح عربي يدخن النرجيلا، يرتدي القمباز المخطط، يتحزم بشبرية، لا يتكلم الا العربية واب لعشرة اطفال، يشكل بمظهره وبسلوكه حدودا واضحة بينه وبين اليهودية. فهو عدو معروف وبالتالي من السهل جدا الدفاع عن النفس منه.
مقابله، عربي، خريج التخنيون، او يحمل الدكتوراة في العلوم السياسية، يتحدث العبرية بطلاقة، مثل معظم اليهود، يعرف كيف يصيغ مطالبه بلغة المتحضرين، يصر على حقوقه المدنية، بل ربما يسكن مع عائلته الصغيرة خلف الباب حقا – فهو مشوش الهوية، شبه يهودي، وفي تخفيه الذكي يتسلل كالفيروس من تحت نسيج جلد المجتمع اليهودي. لن تخطئوا اذا ما لاحظتم في هذه التعابير ذكرا للسلوك الذي نسب لليهود بالذات في دول فتحت لهم فيها كوة للاستراق من الغيتو والاندماج في مجتمعات الاغلبية.
بوساطة قوانين تكرر لليهود بانهم مختلفون، وبالتالي مفضلون، يتطلع مبادرو "قوانين القومية" على انواعها الى لجم مسيرة التقرب، تحصين اليهود من وهن هويتهم، وتذكر العرب من هم أرباب البيت. النواب والوزراء هؤلاء هم الصيغة البرلمانية لرجال "لا فاميليا". مثلهم، هم ايضا يعوضون ضعف هويتهم من خلال استهداف وإهانة الآخر.
مراقب لا يعرف الواقع كما هو سيخمن بان موجة التشريع هي رد على تعاظم التهديد الذي تشكله الاقلية العربية على الأغلبية اليهودية. سيفترض المراقب تعاظم العداء بين الشعبين وأن الزعامة العربية تعبر عن الرغبة بقضم اراض من الدولة وضمها الى السلطة الفلسطينية المعادية. وسيفكر بانه يتصاعد بثبات عدد العرب الذين يخونون الدولة، لان الادب العربي الذي يكتب في اسرائيل يلمح، اكثر مما في الماضي، الى التطلع للثأر من اليهود الذين سيطروا على الوطن الفلسطيني، وانه يتعاظم العنف تجاه اليهود في الاحياء والبلدات العربية.
ولكن العكس هو الصحيح: مواطنو اسرائيل اليهود والعرب يقتربون من بعضهم . وقربهم تسببه عشرات السنين من الحياة في جيرة، انخراط العرب في حياة العمل والتجارة في اقتصاد مشترك، نمو علاقات صداقة – بل زمالة – بين عرب غير قليلين ويهود غير قليلين، فضائل الديمقراطية الاسرائيلية (مهما كانت عليلة)، ومخاوف المواطنين العرب من انهيار البلدان العربية المحيطة بنا.
كما أن نمط حياة هؤلاء واولئك يصبح متشابها: فقد طرأ انخفاض كبير على معدل الولادة بين العرب، وتنمو شريحة واسعة من الطبقة الوسطى العربية المتعلمة، انماط استهلاك مشابهة جدا، تتحسن مكانة المرأة العربية، ويتعاظم تأثير الثقافة العربية على الثقافة الشعبية اليهودية.
وتميل وسائل الاعلام الى ابراز التوتر وطمس التقرب. وبالذات في هذا التقرب ما يشرح عاصفة التشريع القومي المتطرف. فالتقرب يذيب بالتدريج الفوارق بين الجماعتين السكانيتين ويعرض تميزهما للخطر. فلاح عربي يدخن النرجيلا، يرتدي القمباز المخطط، يتحزم بشبرية، لا يتكلم الا العربية واب لعشرة اطفال، يشكل بمظهره وبسلوكه حدودا واضحة بينه وبين اليهودية. فهو عدو معروف وبالتالي من السهل جدا الدفاع عن النفس منه.
مقابله، عربي، خريج التخنيون، او يحمل الدكتوراة في العلوم السياسية، يتحدث العبرية بطلاقة، مثل معظم اليهود، يعرف كيف يصيغ مطالبه بلغة المتحضرين، يصر على حقوقه المدنية، بل ربما يسكن مع عائلته الصغيرة خلف الباب حقا – فهو مشوش الهوية، شبه يهودي، وفي تخفيه الذكي يتسلل كالفيروس من تحت نسيج جلد المجتمع اليهودي. لن تخطئوا اذا ما لاحظتم في هذه التعابير ذكرا للسلوك الذي نسب لليهود بالذات في دول فتحت لهم فيها كوة للاستراق من الغيتو والاندماج في مجتمعات الاغلبية.
بوساطة قوانين تكرر لليهود بانهم مختلفون، وبالتالي مفضلون، يتطلع مبادرو "قوانين القومية" على انواعها الى لجم مسيرة التقرب، تحصين اليهود من وهن هويتهم، وتذكر العرب من هم أرباب البيت. النواب والوزراء هؤلاء هم الصيغة البرلمانية لرجال "لا فاميليا". مثلهم، هم ايضا يعوضون ضعف هويتهم من خلال استهداف وإهانة الآخر.