«نحن ملزمون بأن ننهي هذا اليوم». هذا الاقتباس منسوب لجارد كوشنير، صهر الرئيس دونالد ترامب، الذي التقى في بداية الشهر وفدا رفيع المستوى في البيت الابيض، وحثه على التوقيع على صفقة سلاح بمبلغ خيالي يصل 100 مليارات دولار. وقد وقعت الصفقة، أول من امس، في الرياض، عاصمة المملكة السعودية، المحطة الاولى في أول رحلة لترامب كرئيس إلى خارج الولايات المتحدة. في العقد القادم سيتلقى السعوديون طائرات حديثه (ولكن ليس اف 35)، أنظمة متطورة لاعتراض الصواريخ الباليتسية من نوع «ثاد»، سفن صواريخ ووسائل دفاع متطورة للغاية لم تخرج حتى الآن من حدود أميركا، ولا حتى لإسرائيل. وكيف سترد اسرائيل على ما من شأنه ان يمس بالوعد الأميركي بالحفاظ على التفوق النوعي لقدرة الدفاع الاسرائيلية في مواجهة الدول العربية؟ هي لن ترد. الصمت الإسرائيلي جزء من نهج نتنياهو بالنسبة لإدارة ترامب: لا ينقلون السفارة الأميركية الى القدس مثلما وعد ترامب قبل أن ينتخب؟ لا يعترفون بسيادة اسرائيل على الحائط الغربي؟ يبقون على السياسة الأميركية التي تقول ان الضفة الغربية هي ارض محتلة؟ كل شيء على ما يرام. يجب عدم إغضاب رئيس يغرد على الـ»تويتر» ويرد بشكل غير متوقع. نتنياهو، مثل الملك سلمان ملك السعودية، رئيس السلطة الفلسطينية، ابو مازن، وزعماء دول الخليج، تمكن من استيعاب النصيحة التي تلقاها من محيط ترامب وبموجبها فان التملق سيجاب بالتملق، والمتملقون سيثابون بما يتناسب مع ذلك. وحسب هذا النهج، سيستثمر السعوديون مليارات في الولايات المتحدة وستعلن اسرائيل اليوم عن استعدادها لتحسين حياة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرة إسرائيل. يتوقع ترامب من نتنياهو أن يتخذ خطوة ملموسة تشير إلى السعي إلى «حياة كريمة في الطريق الى تقرير مصير الفلسطينيين». ولكن حالياً إسرائيل غير المطالبة بخطوات بعيدة الأثر كفيلة بهز استقرار ائتلاف نتنياهو، ويدور الحدث عن تسهيلات سبق أن اعلن عنها في الماضي. أما فكرة الدولتين، فقد خزنت عميقا في جوارير وزارة الخارجية الأميركية. في بداية الثمانينيات، كافحت اسرائيل الى جانب اللوبي اليهودي في أميركا ضد نية ادارة ريغان بيع السعوديين خمس طائرات تجسس من نوع «ايواكس». وكانت الحجة الاسرائيلية هي أنه في ضوء انهيار نظام الشاه في ايران على الأميركيين أن يبدوا حساسية زائدة تجاه كل ما يتعلق ببيع السلاح للدول العربية والاسلامية. في ضوء الهزات التي شهدها العالم العربي في السنوات الاخيرة، او ما يسمى «الربيع العربي»، فان إمكانية سقوط أنظمة اخرى حولنا هي امكانية ملموسة اكثر مما في الماضي. فمسألة مستقبل وبقاء الحكام الذين يحظون بالعناق الأميركي مسألة جديرة باهتمام خاص. ومع ذلك، ينبغي الانتظار والامل بأن ينجح ترامب في ان يضع سياسة شرق اوسطية تختلف عن سياسة اسلافه، الرئيسين باراك اوباما وجورج بوش الابن، التي لأجل النزاهة يجب الاشارة الى أنها فشلت فشلا ذريعا. إذا واظب ترامب على تعزيز الدول السنية وواصل مساعدة نظام الجنرال السيسي في مصر على استقرار حكمه، في ظل خلق قناة حوار غير مباشرة بين حلفاء أميركا وبين اسرائيل، فهناك احتمال أن ينجح الفلسطينيون واسرائيل هم ايضا في الوصول الى حوار ما.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف