- الكاتب/ة : د. رويتل عميرام
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-05-25
ظهرت الوزيرة، ميري ريغف، الاسبوع الماضي، في مهرجان كان، وكانت القدس تزين أطراف فستانها. لقد كان هذا فعلا سياسيا استفزازيا لا يقف خلفه اي جوهر؛ محاولة لزق اصبع في عين الأمم في المحيط وغمز قاعدتها الحزبية الداخلية. في افتتاح احتفالات اليوبيل لتوحيد القدس قال رئيس الوزراء نتنياهو في خطابه: «قبل خمسين سنة عدنا الى قلب وطننا وبلادنا. لم نحتل، حررنا». في هذه الحالة ايضا كان هذا فعلا سياسيا، يرمي اساسا الى تعزيز التأييد له من الجناح اليميني في «الليكود».
لم تعد سياستنا منذ زمن بعيد تعنى بالجوهر. فهي عالقة في مكان ما في جبال من الإهانات الشخصية. ولا تتعلق الخلافات الحادة بالأيديولوجيا، بل في افضل الاحوال بتواجد او غياب النواب من الائتلاف عن التصويت في الكنيست بكامل هيئتها. استمرارا لذلك فان الخطاب السياسي ايضا عن القدس اصبح كليشيه فارغا من المضمون. فلا يوجد اي زعيم شجاع بما يكفي ليتوقف للحظة ويبحث بالمعنى الحقيقي لها بالنسبة لنا اليوم كيهود وكاسرائيليين. لا يتجرأ أي زعيم على أن يعترف بان عدد المواطنين العلمانيين الذين يسكنون فيها، يحتفلون بيوم توحيدها، أو يتجولون في شطرها الشرقي، آخذ في التناقص. لا يعطي أحد من الزعماء الرأي بان التوحيد الاقليمي للمدينة أدى الى انقسام عميق في الشعب كله.
بالنسبة للعديد من الاسرائيليين فان الخطاب حول القدس يوجد في المدى الذي بين عهد الملك سليمان في النصف الثاني من القرن العاشر قبل الميلاد وبين حرب «الأيام الستة». ثقل الوعد الالهي، الاساس التاريخي، وقدسية دم المقاتلين الذين سقطوا في المعارك على توحيد المدينة تجتمع معا لتصبح اسطورة استقرت في القلوب وثبتت الهوية الوطنية. وقد فهم الرئيس الأميركي في زيارته هذا جيدا. على رأسه كيبا سوداء، توجه الى حجارة «المبكى» وبصورة قوية داعب عصفور روح إسرائيل. ابنته ايفانكا ذرفت دمعة. مستشاره جايسون غرينبلت عاد الى «المبكى» في المساء ذاته كي يصلي. ملفق أم لا، اشترى ترامب هنا القلوب بل حقق انجازا سياسيا حقيقيا. لن يشكك أحد منذ الآن على ما يبدو بسيادة اسرائيل على «المبكى».
غير أنه الى جانب المشاعر الكبرى خلف ترامب العملي هنا بصمة واضحة لبداية مسيرة سياسية برعاية الدول العربية وبالتعاون معها. زيارته، التي جاءت لتلين الاطراف المشاركة في النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني، حددت بمعنى ما للزعماء الاسرائيليين الطريق الصحيح لتهيئة قلوب المواطنين. وبدلا من الخطاب الانقسامي عرض خطابا وجدانيا. خطاب لا يتجاهل مركزية القدس في الهوية الوطنية اليهودية، ولكن في الوقت ذاته غير مستعد للاستسلام لهذه الاهمية بشكل يكبل كل امكانية لحل النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني.
في اليهودية مقبول التقسيم بين القدس الدنيا، المدينة الارضية، الممزقة والمليئة بالتوترات، وبين القدس العليا، المدينة الروحانية للتسامح والسلام. من غير المستبعد أن يكون ترامب الواقعي بالذات هو الذي سيجبرنا على ان نبني الجسر بين بعدي المدينة واستبدال خطاب الملكية والتزمت على اراضيها بخطاب جوهري عن معناها الروحاني والإنساني.
لم تعد سياستنا منذ زمن بعيد تعنى بالجوهر. فهي عالقة في مكان ما في جبال من الإهانات الشخصية. ولا تتعلق الخلافات الحادة بالأيديولوجيا، بل في افضل الاحوال بتواجد او غياب النواب من الائتلاف عن التصويت في الكنيست بكامل هيئتها. استمرارا لذلك فان الخطاب السياسي ايضا عن القدس اصبح كليشيه فارغا من المضمون. فلا يوجد اي زعيم شجاع بما يكفي ليتوقف للحظة ويبحث بالمعنى الحقيقي لها بالنسبة لنا اليوم كيهود وكاسرائيليين. لا يتجرأ أي زعيم على أن يعترف بان عدد المواطنين العلمانيين الذين يسكنون فيها، يحتفلون بيوم توحيدها، أو يتجولون في شطرها الشرقي، آخذ في التناقص. لا يعطي أحد من الزعماء الرأي بان التوحيد الاقليمي للمدينة أدى الى انقسام عميق في الشعب كله.
بالنسبة للعديد من الاسرائيليين فان الخطاب حول القدس يوجد في المدى الذي بين عهد الملك سليمان في النصف الثاني من القرن العاشر قبل الميلاد وبين حرب «الأيام الستة». ثقل الوعد الالهي، الاساس التاريخي، وقدسية دم المقاتلين الذين سقطوا في المعارك على توحيد المدينة تجتمع معا لتصبح اسطورة استقرت في القلوب وثبتت الهوية الوطنية. وقد فهم الرئيس الأميركي في زيارته هذا جيدا. على رأسه كيبا سوداء، توجه الى حجارة «المبكى» وبصورة قوية داعب عصفور روح إسرائيل. ابنته ايفانكا ذرفت دمعة. مستشاره جايسون غرينبلت عاد الى «المبكى» في المساء ذاته كي يصلي. ملفق أم لا، اشترى ترامب هنا القلوب بل حقق انجازا سياسيا حقيقيا. لن يشكك أحد منذ الآن على ما يبدو بسيادة اسرائيل على «المبكى».
غير أنه الى جانب المشاعر الكبرى خلف ترامب العملي هنا بصمة واضحة لبداية مسيرة سياسية برعاية الدول العربية وبالتعاون معها. زيارته، التي جاءت لتلين الاطراف المشاركة في النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني، حددت بمعنى ما للزعماء الاسرائيليين الطريق الصحيح لتهيئة قلوب المواطنين. وبدلا من الخطاب الانقسامي عرض خطابا وجدانيا. خطاب لا يتجاهل مركزية القدس في الهوية الوطنية اليهودية، ولكن في الوقت ذاته غير مستعد للاستسلام لهذه الاهمية بشكل يكبل كل امكانية لحل النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني.
في اليهودية مقبول التقسيم بين القدس الدنيا، المدينة الارضية، الممزقة والمليئة بالتوترات، وبين القدس العليا، المدينة الروحانية للتسامح والسلام. من غير المستبعد أن يكون ترامب الواقعي بالذات هو الذي سيجبرنا على ان نبني الجسر بين بعدي المدينة واستبدال خطاب الملكية والتزمت على اراضيها بخطاب جوهري عن معناها الروحاني والإنساني.