- الكاتب/ة : أمير أورن
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-05-29
الدهّان المجهول الذي قام بتبييض جدران منزل رئيس الحكومة من اجل اخفاء العيوب فيه احتراما للمسافر على متن «الطائرة الرئاسية 1» لديه زميل معروف في وزارة العدل، اسمه افيحاي مندلبليت، يقوم بتبييض عيوب سارة وبنيامين نتنياهو. كما كشف مساعد المستشار القضائي، راز نزري، الاسبوع الماضي، فان على طاولة المستشار القضائي مسودة توجيهات للبدء في التحقيق الجنائي ضد موظفين حكوميين – من الشرطة والنيابة (لماذا ليس وزراء؟) – مشتبه فيهم بتسريب مواد التحقيق. ستكون هناك استثناءات وشروط لهذه التحقيقات، وسوف يحسم المستشار القضائي الأمر. تحمل الفكرة في طياتها إمكانية مثيرة: التحقيق في تسريب مواد التحقيق، تسريب مواد التحقيق في التسريب، وهكذا دواليك بلا نهاية. تعايشت اسرائيل 70 عاماً بسلام مع تسريبات التحقيق. احيانا يتم تسريب المعلومات من الذين يتم التحقيق معهم، من اجل الربح المزدوج: لتقدم المحامين أو موكليهم (لا يوجد بالضرورة التقاء بين مصلحة المشبوه وبين مصلحة ممثله)، واتهام الشرطة بالتسريب الذي يسبب الاجحاف الخطير الى درجة الحاجة الى اغلاق الملف لأنه لا يمكن بعدها اجراء محاكمة عادلة، أو أنه من الناحية الجماهيرية تم استنفاد التحقيق من خلال نشره عن طريق المحققين. لا حاجة الى توجيهات جديدة، أو التلويح بعصا العقوبات الجنائية. قانون العقوبات فيه بند واضح (117) يحذر موظفي الحكومة من عقوبة السجن ثلاث سنوات إذا قاموا بالتسريب. ليس بالضرورة مواد التحقيق، بل كل مادة رسمية تصل اليهم بفعل منصبهم ولا يسمح لهم بنشرها. حملة تكميم الافواه برئاسة مندلبليت والمفتش العام للشرطة روني ألشيخ لها سببان: خلفية شخصية والرغبة في لف التحقيق مع نتنياهو. جهاز كشف الكذب له صلة بالسيرة الذاتية. ألشيخ جاء من «الشباك». هناك فقط الرأس مكشوف، ويتحدثون باذن منه مع المراسلين. ومن يدير علاقة خفية سيتعرض للانكشاف من خلال الفحص الدوري، عندما يتم ربطه مع الجهاز. وكما تقول الدعاية، هذا ليس جهاز تخطيط القلب، بل كي.جي.بي. ورغم ندم نتنياهو على تعيين المفتش العام للشرطة، لأن ألشيخ، لاعتبارات اخرى (قيادة داخلية، مواجهة قسم التحقيقات مع الشرطة) يدافع عن موظف وحدة التحقيق لاهف 433، وهو روني ريتمان، الذي يقوم ضباطه بالنبش وراء نتنياهو. يوجد لكل مستشار أولوياته الخاصة. يهودا فينشتاين، الذي تألم من المعاناة الصامتة للحيوانات، كان بمثابة الفم لها. مندلبليت هو الكائن الذي يتعذب. حساسيته للنشر الذي قد يضر باسمه ومستقبله كبيرة. تجربته الشخصية المحزنة هي التحقيق معه في ملف هرباز. وقبل أن يتم التحقيق معه طلب اصدار اعلان رسمي ينكر التقرير الخاطئ حول صلته بالقضية. وعندما تم التحقيق معه وخشي من افشال ترشيحه ليعين مستشارا قضائيا أو قاضيا، صارع من اجل منع «نشر مواد التحقيق، بما في ذلك التسجيلات». وكذلك تبادل الحديث بينه وبين رئيس الاركان اشكنازي، وفي السياق لم يهدأ لنشر تفاصيل التحقيق معه تحت التحذير في الشرطة. اذا كانت التسريبات تقلق مندلبليت الى هذه الدرجة، ولديه رغبة في عقاب المخطئين وردعهم، فان ما يجب أن يفعله هو الغاء رفض فينشتاين التحقيق في تسريب استعراض احتلال غزة في عملية الجرف الصامد – معلومات عسكرية حساسة في ذروة العملية. هو لا يفعل ذلك كي لا يتركز الاشتباه في محيط نتنياهو القريب كقرب الملابس من الجلد. مبادرة مندلبليت لتهديد الجهاز القانوني هي هدية صديق للزوجين نتنياهو، ليست سيجاراً ولا شامبانيا، هدوء اعلامي من اجل استبعاد ذكر الملفات الكثيرة وتقليص الضغط على المستشار القانوني من اجل تبني توصية الشرطة المتوقعة. هذا ليس اخفاء، بل هو مجرد تبييض.