قبل اسبوع رفعت بلدية جنين نصبا تذكاريا للقائد الشهيد خالد نزال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. فما كان من اسرائيل بشخص رئيس وزرائها نتن ياهو الا ان هدد قيادة السلطة الفلسطينية وبلدية جنين بضرورة ازالة هذا النصب فورا.
رغم ان البلدية استجابت في المرة الاولى وقامت رافعاتها وآلياتها الثقيلة بازالة النصب، الا ان الحملة الشعبية والسياسية التي تلت، والتي كانت حملة تستحق التقدير والثناء، جعلت البلدية تعود عن الخطيئة التي ارتكبتها، فأعادت النصب الى مكانه وانتصر النزال كما انتصر الشهداء الذين ايقنوا ان شعبهم ما زال يحفظ تضحياتهم، وان مآثرهم النضالية والوطنية ما زالت حاضرة لدى الشعب الذي سيبقى يحفظ ارثهم وتاريخهم، وان شهادة الشهداء ستبقى احدى النقاط المجمع عليها فلسطينيا، وان اختلف الفلسطينيون فيما بينهم.
الاحتلال اصر على موقفه وعاد وهدد بازالة النصب من مكانه والا فالنتائج ستكون وخيمة وقد يقوم باجتياح جنين لازالة نصب النزال بنفسه.. وهذا ما حصل.. حيث تقدمت آليات العدو وقامت بتحقيق رغبة نتنياهو الذي لم يستطع رؤية مجرد نصب لقائد فلسطيني يداه تلوثت بدماء الاسرائيليين، رغم ان الموساد اغتاله في اثينا في التاسع من حزيران عام 1986.
ظن نتن ياهو ان بإزالته نصبا تذكاريا يزيل شهيدا من ذاكرة ووجدان شعب يعرف معنى الشهادة والتضحيات ويقدسهما انطلاقا من قدسية ونبل الاهداف التي استشهدوا من اجلها والتي ما زالت حاضرة في ذاكرة جماعية لشعب لازال يواصل ويمضي على ذات الطريق الذي سار عليه الشهداء.. فإن كانت المفاوضات والتسوية ولعبة الكراسي قد قسمت الشعب الفلسطيني فان الشهادة والشهداء هم القاسم المشترك ابذي يتوحد عليه جميع الفلسطينيين..
إذا كان نصب تذكاري لشهيد رحل قد اغضب رئيس وزراء العدو لدرجه انه غرد مرتين من اجل ازالة النصب، فان ابسط رد يمكن ان يقدمه الوطنيون التقدميون الغيارى على اسم وسمعة وتراث الشهداء هو ان بجعل نصب النزال وغيره من الشهداء منارة تزين مداخل جميع مدننا وقرانا ومخيماتنا داخل وخارج فلسطين. وإذا كان اسم النزال والشهداء وصورهم يحدثون كل هذا الاثر الهام لدى قادة الاحتلال، فان اقل الواجب هو ان نجعل من صورة واسم النزال عنوانا لكافة مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا مسألة جميعنا قادرون على فعلها.. فلنعمل جميعا تحت عنوان واحد : كلنا نزال وليرحل الاستيطان والاحتلال.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف