استخدم المرشحون لرئاسة حزب العمل في الاسابيع الاخيرة كل المدافع الثقيلة. فقد حاولوا اقناع المنتسبين بانهم هم وليس أي من الآخرين هم الاشخاص السليمون لقيادة الحزب، الذي لا يخيل في هذه اللحظة ان مستقبله لامع على نحو خاص. واساس محاولات الاقناع في الفترة الاخيرة دارت حول الحاجة الى جلب جماهير جديدة تصوت للحزب الذي يعاني من النزاع لتبث فيه الأمل. من استطلاع «اسرائيل الاسبوع» – الذي اجراه معهد «مأجار محوط» في اوساط 510 اشخاص، يشكلون عينة تمثل السكان الراشدين يتبين أن اغلبية الجمهور غير مبالية تجاه الانتخابات الداخلية في «العمل». معطى لن تروه في الرسم البياني الذي صدر عن المركز، ولكنه مهم جدا هو أن 73 في المئة من المستطلعين يقولون انه لا يهم على الاطلاق اي مرشح ينتخب، لان شيئا لن يؤثر على رغبتهم في ان يؤيدوا أو لا يؤيدوا حزب العمل في الانتخابات التالية. قد تبدو هذه شهادة فقر للحزب، الذي وان كان نجح في ان يحشد الكثير من المرشحين الساعين لرئاسته، إلا أنه وجد صعوبة في ان يجتذب المقترعين ايضا. ومن الجهة الاخرى فاذا كان ربع الجمهور في اسرائيل منفتحا بالفعل على التغييرات وفقا للتطورات في الانتخابات التمهيدية، فلا يزال هناك امل لحزب العمل. من بين اولئك الـ 25 في المئة الذين ادعوا بان تأييدهم لحزب العمل في الانتخابات سيتأثر بهوية رئيسه، الذي سينتخب، هذا الاسبوع، فان عمير بيرتس هو المرشح الذي يفوز بالتأييد الاكبر: 30 في المئة من اصحاب الرأي يقولون ان فوزه قد يدفعهم ليؤيدوا حزب العمل في الانتخابات. بعد بيرتس يأتي هرتسوغ مع 26 في المئة تأييد، آفي غباي مع 22 في المئة، عومر بارليف مع 15 في المئة، بينما ارال مرغليت يحظى بـ 7 في المئة فقط بين عموم الجمهور. وعند فحص التأييد للمرشحين المختلفين في اوساط مقترعي العمل في الانتخابات الاخيرة، فان المرشحين الذين ينالون معدل التأييد الاعلى هما اسحق هرتسوغ وآفي غباي (26 في المئة لكل منهما). بعدهما يأتي عومر بارليف مع 22 في المئة، وفقط بعد ذلك يأتي عمير بيرتس وأرال مرغليت مع 13 في المئة لكل منهما. اما آفي غباي فهو الاكثر شعبية في اوساط المستطلعين الذين يقولون انهم ينوون التصويت لحزب العمل في الانتخابات القادمة. النقليات وحدها ستؤدي إلى التغيير ولكن التمهيدية لا تزال مفتوحة تماما. فليس مقترعو «العمل» هم الهيئة الناخبة، بل المنتسبون. وفي مقرات التمهيدية للمرشحين يستعدون منذ الآن ليوم الاقتراع، وواضح للجميع أن النقليات ستكون العامل الحاسم في الانتخابات. وبخلاف الاستطلاعات التي يجيب فيها المستطلعون بارتياح على الاسئلة في صالون بيتهم من خلال الهاتف أو الانترنت، ففي الانتخابات يحتاجون ليحركوا اقدامهم ويخرجوا للتصويت. وليس الجميع يشعرون بان الانتخابات مهمة بما يكفي كي يكلفوا انفسهم عناء عمل ذلك. ولهذا فان المرشحين يستخدمون منظومات كاملة من التسفيرات والمتطوعين، من اجل التأكد من أن اكبر عدد ممكن من الناخبين ممن يظهرون في قوائمهم كذوي احتمال عال لدعمهم، بالفعل سيصلون الى صناديق الاقتراع. في هذا السياق يبدو أن لاسحق هرتسوغ وعمير بيرتس تفوقا على المرشحين الاخرين. فالرجلان قديمان ومجربان جدا في تنظيم يوم الانتخابات. وذلك مقارنة بآفي غباي وارال مرغليت ممن يعتبران «أخضرين» في هذا المجال. وستكون مفاجأة كبرى اذا ما نجح احدهما من ضرب هرتسوغ وبيرتس في ساحة التنقلات يوم الانتخابات. وحسب كل المؤشرات، تدور المعركة الآن على بطاقة الجولة الثانية – التي ستجرى في 10 تموز، ضد عمير بيرتس، الذي اغلب الظن ضمن مكانه فيها. يدور الحديث ظاهرا عن بشرى مفرحة لبيرتس، ولكن ليس بالضرورة. فضمان صعوده الى الجولة الثانية قد يكون في طالحه، وذلك لان باقي المرشحين سيدعمون في الجولة الثانية المرشح الذي ينافسه. من ناحية بيرتس، فالامر الافضل هو أن يصعد غباي معه الى الجولة الثانية. حيث يعتقد انه سيكون من الاسهل عليه ان ينتصر على غباي من أن ينتصر على هرتسوغ. يصرخون عبثاً في هذه الاثناء تحدث المرشحون لرئاسة حزب العمل، وكذا متحدثون آخرون، وكذا في اليمين ايضا، بحدة ضد الغاء صيغة «المبكى». يبدو أن الحركة الاصلاحية الأميركية لم تحظ ابدا بتمثيل اكثر صخبا مما حظيت هذا الاسبوع: فكل متحدث شرح بالكلمات الاكثر حدة التي نجح في تجنيدها، كم هو المس «بيهود الولايات المتحدة» في اعقاب الغاء الصيغة خطير لدرجة القطيعة الحقيقية. كالمعتاد في مطارحنا، ولا سيما عند الحديث عن هجوم على الحكومة، كل شيء يتدحرج لدرجة المبالغة المنفلتة العقال والشاذة عن كل توازن. فقد تمتع قادة الحركات الاصلاحية والمحافظة، هذا الاسبوع، بالخطاب الحماسي الذي انطلق في اليسار واشعلت إواره وسائل الاعلام. ولكن هم ايضا يعرفون بان هذا ليس شرخا وان اسرائيل لم تركل الاصلاحيين. وحتى جمهور المؤمنين منهم في معظمه، لا يعرف بالضبط عما يدور الحديث، وحتى اولئك الذين يعرفون غير معنيين بالموضوع جدا. فالزوار الاصلاحيون الى «المبكى»، ممن يطالبون بالخروج عن اعراف المكان، هم أقلية هامشية وتافهة مقارنة بملايين اليهود الاصلاحيين الذين يسكنون في الولايات المتحدة. واولئك الذين تحدثوا عن «يهود الولايات المتحدة»، هذا الاسبوع، تجاهلوا، وليس صدفة، اكثر من مليون يهودي يسكنون في بورو بارك، في فيلي أمسبرغ، في كراون هايتس، وبليك وود، ممن يسعدهم بالذات الغاء صيغة «المبكى». لقد انقض الجميع، وكأنها غنيمة، على تصريحات بريك جيكوبس من زعماء الحركة الذي قاطع العشاء مع نتنياهو واصبح على الفور هدفا للقاءات الصحافية. وهذا هو جيكوبس نفسه الذي اعرب عن تأييد غير متحفظ للزواج المختلط بين يهود الاغيار، بخلاف تام، ليس فقط مع روح اليهودية بل ايضا لمزاج الجمهور الاسرائيلي الذي يعارض التمثل ويرى فيه خطرا حقيقيا. لقد كان جيكوبس من المعارضين الاكثر صخبا في الولايات المتحدة لتعيين ديفيد فريدمان سفيرا في اسرائيل. اما ترامب فلم يتأثر وعينه. لا يوجد ما يدعونا ألا نتصرف بالطريقة ذاتها. لسبب ما، فان حقيقة أن المسؤولية عن «المبكى» توجد في يد الحاخامية تزعج عدة جهات صاخبة اكثر من حقيقة ان المسؤولية عن الحرم هي في يد الأوقاف.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف