لقد أظهرت إسرائيل من جديد للفلسطينيين من هو الرجل. فأول أمس صباحا اقتحمت قوة من الجيش الاسرائيلي مدخل جنين وقامت بمصادرة النصب التذكاري الحجري الذي أقيم قبل أسبوعين لخالد نزال، عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية، والقائد في ذراعها العسكري. ولد نزال في 1948 في بلدة قباطية في جنين، وقام مجهولون بتصفيته في حزيران 1986 على مدخل فندق "شيراتون" في العاصمة اليونانية. "هذا عمل قام به الموساد"، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في اعلاناتها.
في 15 حزيران الماضي تم إطلاق اسم نزال على ميدان في جنين. ووكالة الانباء الفلسطينية "وفا" قالت إنه في المراسيم التي أجريت في مبنى المحافظة في جنين قام نائب المحافظ ونائب رئيس البلدية بإلقاء الخطابات. هذا المبنى مزين بصور ياسر عرفات وأبو مازن. والاستخبارات الإسرائيلية تعمل بسرعة، حيث وصلت المعلومات ذات الصلة الى بنيامين نتنياهو.
في 19 حزيران الماضي غرد نتنياهو ضد عباس.
في 21 حزيران الماضي جاء في موقع الاخبار المقرب من الجبهة الديمقراطية أن رئيس بلدية "مستوطنة معلوت" قام بإرسال رسالة الى عباس طلب منه فيها ازالة هذا النصب التذكاري.
في 22 حزيران الماضي قام عمال البلدية في جنين بازالة النصب التذكاري. وكشف مصدر في مكتب المحافظ أن هيئة التنسيق والارتباط الاسرائيلية حذرت من أن الجيش ينوي الدخول الى جنين في حالة عدم قيام البلدية بازالة النصب التذكاري. والأرملة ريما نزال قالت ردا على ذلك: "خالد هو واحد من مئات آلاف الفلسطينيين الذين سقطوا شهداء. والموافقة على طلب اسرائيل ازالة النصب التذكاري ستثير جشع الاسرائيليين لطلبات اخرى. ويتوقع أن يطلبوا ايضا ازالة قبر أبو عمار". وأضافت "لأنه لم يبق أي شيء كي نتنازل عنه، فان الاسرائيليين يقومون باختراع اشياء جديدة كي نتنازل عنها لحرف الانتباه عن المستوطنات وعن الحل السياسي".
رئيس بلدية جنين، محمد أبو غالي، قال لوكالة الأنباء "وطن" إن الموضوع انتقل من مكتب نتنياهو الى مكتب دونالد ترامب. "وسائل الاعلام الاسرائيلية هللت على مدى ثلاثة ايام لذروة العجرفة الاسرائيلية". وتم ارسال تحذير جاء فيه: أزيلوا النصب وإلا فان الجرافات ستقوم بهدم الميدان. وقد كان تخوف من الاقتحام العسكري الذي سيؤدي الى المقاومة، وبالتالي وجود قتلى ومصابين. ولكن اسم الميدان بقي على اسم نزال.
في الساعات التي تلت ازالة النصب التذكاري الحجري امتلأت الشبكات الاجتماعية بكلمات: "عباس خضع للضغط، السلطة خضعت لضغط السلطات الاسرائيلية، هذه سابقة خطيرة وجريمة بحق بلدية جنين". جهات كثيرة في حركة فتح استنكرت. الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية في غزة اعتبر هذا الامر خيانة من قبل عباس لدم الشهداء.
في 23 حزيران الماضي، بعد ازالة النصب التذكاري، قام نشطاء ومن ضمنهم اعضاء من فتح في جنين بإعادة النصب الى الميدان. "نجح الضغط الشعبي من الأسفل".
في 30 حزيران الماضي تم إرسال جنود الجيش الاسرائيلي لازالة النصب الحجري. وقد قام أحد الفلسطينيين بإطلاق النار في الهواء. وعندما غادر الجنود المنطقة اندلعت مواجهات مع السكان، حيث أصيب فلسطينيان.
كتب منسق العمليات في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، في الفيس بوك أنه تمت ازالة النصب التذكاري "بعد الطلب من بلدية جنين فعل ذلك كي توقف التحريض. ولأن البلدية لم تفعل ذلك فقد تدخل الجيش الإسرائيلي من اجل العمل ضد التحريض والقتل... واذا كان يوجد لسكان جنين القليل من التفكير الايجابي، فهم سيتمكنون من إيجاد مكان افضل للميدان".
المقربون من نزال يرفضون منح إسرائيل امكانية تعريف الارهاب وبرنامج العمل اليومي حول مناقشة تضرر المدنيين، مع إخفاء آلاف الهجمات على مدى السنين، التي أضرت بعشرات آلاف الفلسطينيين واللبنانيين. وقد قالت عضوة سابقة في الجبهة الديمقراطية لصحيفة "هآرتس": "لتتملص اسرائيل من اريئيل شارون واسحق رابين ويغئال ألون والاسرائيليون الآخرون الذين يقومون بقتلنا منذ سبعين سنة. ولتتملص اسرائيل من طرد الاطفال في العام 1948. وبعد ذلك يمكننا التحادث".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف