- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2017-07-05
لا شك أنكم تابعتم معنا، بل كان بعضكم طرفا أساسيا وفاعلا، في النشاطات والفعاليات التي نفذتها حملة المقاطعة الدولية ( BDS ) والتي قادت إلى تحقيق إنجازات وانتصارات مهمة وتاريخية في كل من بريطانيا واسبانيا وهولندا وتشيلي، ما أعطى هذه الحملة مزيدا من المشروعية، ويبشر بفتح آفاق جديدة واسعة أمام هذه الحملة الدولية التي باتت تشكل جبهة صراع عريضة بين قيم وقوى الحرية والعدالة وحقوق الإنسان من جهة، وبين قوى الاحتلال والاستعمار والتمييز العنصري من جهة أخرى.
فقد قضت المحكمة الإدارية البريطانية بعدم شرعية الإرشادات القانونية التي قدمتها الحكومة البريطانية إلى المجالس المحلية، والتي كانت تهدف إلى تقييد دعم حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) محلياً ومنع سحب الاستثمارات. وأعلنت المحكمة أن التحرك وفقاً للتوجهات السياسية والإنسانية هو حق مكفول في القانون وبإمكان المواطنين البريطانيين رفض استثمار أموال نظام المعاشات التقاعدية في مشاريع إسرائيلية و/أو شركات دولية متورطة في الجرائم الإسرائيلية، والعمل سوياً نحو وقفها تماماً.
كما تبنت بلدية بلديموريو في مقاطعة مدريد الإسبانية قراراً بالانضمام إلى حملة مكافحة الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وحملة مقاطعة إسرائيل «BDS» وذلك خلال جلسة لأعضاء المجلس البلدي وبطلب مقدم من قبل ممثلي حزب اليسار الموحد ومن حزب «نعم نستطيع». وجاء القرار انسجاما مع القانون الدولي والقانون الإسباني، وضد الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتضامنا مع القضية الفلسطينية، وكذلك تماشياُ مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقرارات الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية.
ونجحت حركة المقاطعة العالمية (BDS)، في حرمان شركة المواصلات العامة “الإسرائيلية” “إيجيد” من مناقصة بقيمة 190 مليون يورو في هولندا، بعد الحملة التي قادتها ضدها لتورطها مع الاحتلال وكونها جزءًا من نظام الأبرتهايد الإسرائيلي. وقالت حركة المقاطعة أنها تمكنت قبل أسابيع من حرمان “إيجيد” من المناقصة التي طرحتها الحكومة الهولندية لإدارة خطوط المواصلات في شمال هولندا، عقب إطلاق نشطائها حملة ضد الشركة بسبب تورطها في نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
كما ألغت جامعتان رئيسيتان في دولة تشيلي فعاليات دعمتها السفارة الإسرائيلية في تشيلي، ضمن حملة مقاطعة “اسرائيل” وفرض العقوبات عليها. وقالت حركة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها أن الجامعتين ألغتا فعاليات مدعومة من قبل سفارة الاحتلال الاسرائيلي، بسبب ضغط حركة المقاطعة واستجابة لجهودها.
تأتي هذه الإنجازات وسط حالة من التراجع والأزمات الفلسطينية المتلاحقة التي لا يتسع المقام لعرضها، ولكن نشير إلى عناوينها وأبرزها الضغط الأميركي المتواصل للعودة إلى مفاوضات دون وقف الاستيطان ودون مرجعية قرارات الأمم المتحدة، والحديث عن تسوية إقليمية تتجاوز الحقوق الوطنية الفلسطينية وتتجاهل الاحتلال باعتبارها جوهر المشكلة والصراع، علاوة على أزمات العلاقات الوطنية الفلسطينية من تكريس إجراءات الانقسام، ومؤامرة فصل قطاع غزة، والمزيد من تهميش منظمة التحرير وهيئاتها.
لكل ما سبق فإن هذه النجاحات تتخطى في أهميتها أثرها المباشر، فهي من جهة توسع دائرة المواجهة مع الاحتلال العنصري لتشمل العالم بأسره، وتعطي المناضلين من أجل حقوقنا الوطنية، وحلفاءنا وأنصارنا مزيدا من الثقة والأمل في عدالة قضيتنا وإمكانية انتصارنا، كما أنها تقدم درسا بليغا لكل أطراف حركتنا الوطنية ومكوناتها عن أهمية تصويب البوصلة، وتركيز الجهود على مقارعة الاحتلال وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين بدل تبديد الجهود والطاقات على الصراعات الداخلية والفئوية، وهذه الإنجازات تعيد التأكيد على أن قضيتنا العادلة وحقوقنا المشروعة هي محل إجماع قوى الحرية والسلام في العالم، وليست ورقة تستخدم في صالح هذا المحور الإقليمي أو ذاك.
الأخوات والأخوة / الرفيقات والرفاق
لم يكن غريبا أن تخصص حكومة الاحتلال نحو 500 مليون دولار لمواجهة حملة المقاطعة واستخدام كل علاقاتها ووساسل ضغطها وابتزازها مع مراكز القوى الكبرى للتصدي للحملة، في حين تعتمد حملة المقاطعة على الجهود الطوعية والمبادرات التي ثبتت فعاليتها ونجاعتها ليس في التأثير الاقتصادي على حكومة الاحتلال فقط، بل في سائر أشكال التأثير السياسي والأخلاقي والقانوني الذي ساهم في كشف إسرائيل على حقيقتها وتعريتها أمام العالم كله.
إننا على ثقة كاملة بدور جالياتنا في حملات المقاطعة، وقدرتها على التأثير على مزيد من القوى السياسية والاجتماعية في بلدان المهجر والاغتراب، واستقطاب هذه القوى لصالح حقوق شعبنا وللضغط على حكومة اليمين العنصري وحلفائها، ونتطلع وإياكم إلى مزيد من الجهود وكلنا أمل في أن مزيدا من التنسيق والتكامل والوحدة بين جالياتنا وأطرها سوف يحقق لنا ولشعبنا مزيدا من الإنجازات والنجاحات.