في هذه الاثناء، بعد نتائج الجولة الاولى لانتخابات حزب العمل، أصبح من الواضح أكثر من أي وقت أن هناك طريقة واحدة فقط لاعادة معسكر السلام الى الحكم، ووقف التدهور القيمي والاجتماعي الذي يتسبب به اليمين: التوحد والوقوف من وراء حزب واحد كبير وانشاء معسكر واسع يمتد من حزب ميرتس حتى حزب "كلنا".
اذا كان بارني ساندرز وهيلاري كلينتون يستطيعان العيش في نفس الحزب، فليس هناك سبب يمنع يفعات شاشا بيتون وايلان غلئون من فعل ذلك. واذا كان يئير لبيد يصمم على الانضمام الى اليمين، فليذهب ليبيع له أقواله الفارغة. ففي قائمة ما يكفي من الاشخاص الذين لن يتعاونوا مع خطوة كهذه وسيقومون بتركه. ويمكن القول إن بعض مصوتيه سيفعلون ذلك ايضا.
بغض النظر عمن سيفوز في الجولة الثانية، سيكون على الفائز أن يقوم بالاتصالات الهاتفية وارسال المبعوثين الى رؤساء الاحزاب ذات الصلة مع وجود وثائق مصاغة جيدا في مواضيع السلام والأمن والاقتصاد والمجتمع.
البنود واضحة: الانفصال عن الفلسطينيين على أساس حدود 1967، بما في ذلك الحفاظ على الكتل الاستيطانية (تبادل الاراضي)، واستكمال جدار الفصل بسرعة. وفي المواضيع الاقتصادية: كسر الاحتكار في سوق الغذاء، تخفيض ضريبة الاستيراد، الاهتمام برفاه الفرد وفصل الدين عن الدولة.
يجب على الفائز أن يقوم بطرح كل هذه الامور على الاحزاب الاخرى، كي يقرر رؤساءها اذا كانوا سيكونون مع المعسكر أم ضده. ويجب ايضا الانفصال عن المعارضين والنضال من فوق كل منصة ممكنة. ويجب عناق من يوافقون دون تصفية الحسابات.
لا يوجد حزب ليست له أخطاء. وأقوال اسحق هرتسوغ عن الانضمام لحكومة بنيامين نتنياهو – حتى لو تبين فيما بعد أن المقابل هو تطبيق القيم التي يناضل من اجلها معسكر السلام – لم يوافق عليها الناخبون. ولكن حزب العمل شكل لسنوات طويلة كيس اللكمات: سواء من قبل اليمين المتعالي الذي يسمي نفسه "الشعب"، أو اليسار الراديكالي الذي لم يفيد المجتمع كثيرا. الوضع الآن تغير.
كل مرشح من المرشحين السبعة في الجولة الاولى، ولا سيما من تأهل للجولة الثانية، يعتبر تعبيرا عن الايديولوجيا الهامة لاعضاء حزب العمل. وسيرافق انتخاب آفي غباي وعمير بيرتس التصنيف الطائفي، وفي العادة هذا التصنيف يتم بصيغة ايجابية ومتعالية. إلا أن الامر ليس مفاجئا بالنسبة لي، حتى لو أملت بنتيجة اخرى (لقد أيدت عضو الكنيست عومر بار ليف). ايضا فرسان سياسة الهوية الذين يرددون شعار "اعادة الابيض" لا يجب عليهم أن يكونوا متفاجئين.
واذا تحرر فرسان سياسة الهوية للحظة وخرجوا الى الالتقاء مع اعضاء الحزب للتحدث معهم والاستماع لهم، فسيصلون الى استنتاج مشابه.
هذا الامر لن يزعجهم بالطبع. وفي صباح الغد سيكون هناك أمر جديد. ومثل الراديكاليين الجيدين، سيضعفون المعسكر ويساهمون في تعزيز اليمين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف