لقد تلعثم عمير بيرتس وتلوى واختار الكلمات. هذا حدث فوق منصة "مؤتمر اسرائيل للسلام" لصحيفة "هآرتس" قبل نحو شهر. وقد سأله رفيف دروكر ما اذا كان لا يزال يؤيد اطلاق سراح مروان البرغوثي، مثلما فعل في السابق. وبيرتس تلعثم. "يحتمل" و"ليس الآن" و"عندما تنضج الظروف". وأنا غضبت جدا. فها هو الشخص الذي كانت لديه الشجاعة لقول السلام الآن في الثمانينيات في سدروت. أما الآن فقد فقد الشجاعة. وها هو الشخص الذي آمنت به من اعماق قلبي، أصبح مترددا ومتلعثما. ويمكن الاعتقاد أنه يدرك الآن ضرورة اطلاق سراح مروان البرغوثي، وأنه لم يتغير أي شيء منذ قام بتأييد اطلاق سراحه. ولكن بيرتس يتنافس على رئاسة حزب العمل، لذلك هو لا يريد أن يغضب أي أحد الآن. وانتظروا فقط حتى يتم انتخابه. انتظروا فقط حتى يتم انتخابه، كما يقولون في حزب العمل. انتظروا حتى يتم انتخاب شمعون بيرس، وحتى يتم انتخاب بنيامين بن اليعيزر وشيلي وبوجي، امنحوهم فقط الفرصة وشاهدوا جرأتم. وعندما يتم انتخابهم لرئاسة الحزب لن يتغير شيء. ممنوع أن يتغير الامر في هذه المرة، لقد حان الوقت ليكون حزب العمل يسارا وبكل عبقرية، وأصلا ليست لهم فرصة في اليمين. وفي الوقت الحالي ليس هناك أي اشارة تدل على ذلك. قل فيها أي شيء هام باستثناء نقاش الهوية، لدينا شرقيان، ويستمر حزب العمل في كونه حزب يهرب من البشرى ُ الحملة الفارغة التي ستنتهي في الغد لم ي ومرشحيه يهربون من القول. آفي غباي تحدث عن دولتين، وعن استعداده لاعادة شعفاط. لهذه الجرأة. وبيرتس، رجل السلام واليسار، تحدث عن الكتل الاستيطانية. لقد جرت الانتخابات التمهيدية في حزب معارضة اشتراكي ديمقراطي دون قول كلمة مبدئية واحدة عن جرائم السلطة: مشكلة الكهرباء في غزة، الاعدامات في الحواجز، "محطم الصمت"، الاعتقال السياسي لعضوة في المجلس التشريعي الفلسطيني. كيف يتجرأون على طلب ثقة اعضاء حزبهم دون التطرق لهذه المواضيع؟ هل يعرف أحد ما كيف يفكرون أصلا؟ هل بيرتس 2017 هو الحمامة الجريئة وقائد حرب لبنان الثانية بجميع جرائمها هو رجل سلام أكثر من غباي؟ وهل العكس صحيح؟ هل يهتم أحد؟ هل من المبالغ فيه التوقع من المرشحين قول بعض الامور الواضحة، مثل أنهم سيناضلون من اجل اعادة توفير الكهرباء لغزة، وأن يقولوا الحقيقة: الاحتلال ليس مؤقتا، المستوطنات هي جريمة، يجب اطلاق سراح السجناء الاداريين، يجب التحدث مع حماس، وليس فقط عن الجثث. هذه أحلام. لقد مر غباي وبيرتس في طاحونة اللحم التي تسمى حزب العمل، واصبحا جزء من جيناته المشوهة، التي هي عمليا جين الوسط في اسرائيل، الذي يقول "ممنوع قول شيء". اليمين يقول ويفعل واليسار يتلعثم. يشوشون وينزلقون ويلعقون ويتملقون، ويخسرون. من اجل اللعق للجمهور الواسع، لدينا حزب يوجد مستقبل، ومن اجل ارضاء الجميع لدينا حزب كلنا. غباي وبيرتس لن ينجحا أبدا في التملق مثل يئير لبيد أو الابتسام مثل موشيه كحلون. فلماذا يحاولان اذا. إن حق الوجود الوحيد لحزب العمل هو أن يكون البديل. ويجب عليه التفكير بما لم يتم التفكير به وقول ما لم يتم قوله، واقتراح أمر لم يقترحه الآخرون. وحزب العمل لا يفعل ذلك، لهذا فهو يقرر ليس مصيره فقط، بل مصير فرص التغيير في اسرائيل. إن حزب العمل هو لعنة اليسار، المجاري مسدودة، وبدون حل المشكلة لن يكون يسار. لقد اعتقد اليسار أن طريقه الى الحكم تمر من خلال تملق اليمين، لذلك فقد فشل مرة تلو الاخرى. وقد قالت يحيموفيتش إن الاحتلال غير هام، وخسرت. واقترح هرتسوغ خطط كاذبة للسلام، وخسر. محظور على بيرتس وغباي الوقوع في شرك الخائفين. أمام الشعبوية اليمينية يجب أن يكون يسارا شجاعا أو لا يكون أبدا. ايضا من ناحية انتخابية، هذا هو الخيار ا



لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف