- الكاتب/ة : جدعون ليفي
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-07-25
يجب على كل اسرائيلي نزيه قراءة وصية عمر العبد. الخيانة الحقيقية ليست قراءة هذه الوصية، بل هي الاعتقاد أنه من خلال البوابات الالكترونية والتصفيات وهدم المنازل والاعتقال والتعذيب يمكن منع العمليات الكثيرة القادمة. الخيانة الحقيقية هي الاستمرار في وضع الرأس في الرمل.
مع كل فظاعة عمله، يجب على كل اسرائيلي الانتباه الى اقوال العبد واستخلاص العبر. الضفة الغربية ستتحول جميعها الى عمر العبد، وقطاع غزة أيضا. ومن يعتقد أن هذا الامر يمكن أن يكون مختلفا، فليراجع كتب التاريخ. هكذا يبدو الاحتلال وهكذا تبدو مقاومته – الكثير من الدماء التي تذهب سدى.
"قد تكون هذه أقوالي الأخيرة"، كتب الشاب من قرية كوبر قبل ذهابه لقتل مستوطني "حلميش" القريبة. "أنا شاب صغير، لم أبلغ العشرين بعد، كانت لي أحلام وطموحات كثيرة، لكن ما هذه الحياة التي نعيشها وشبابنا يقتلون ظلماً؟". ماذا نقول للعبد؟ إن نساءهم وشبابهم يقتلون ظلما؟ العبد يعيش في قرية جميلة في واقع فظيع جدا. جاره مثلا، نائل البرغوثي، قضى في السجن الاسرائيلي 33 سنة بسبب قتل سائق باص، وأطلق سراحه وأعيد الى السجن بعد 32 شهرا وبطريقة غبية، بذريعة أنه أخل بشروط اطلاق سراحه. وجاره الثاني هو مروان البرغوثي، وهو شخص آخر كان من المفروض أن يتم اطلاق سراحه منذ زمن كي يقود شعبه.
بادر العبد الى قتل مستوطنين لأنهم "يدنسون المسجد الاقصى ونحن نيام"، وأنه "من المخجل أن نجلس مكتوفي الايدي". وفي الوقت الذي تجول فيه جنود حرس الحدود في غرفة الموتى في مستشفى المقاصد، سعيا لاصطياد الجثث، خطط العبد للعملية الدموية. وفي الوقت الذي حاول فيه أبناء جيله في القدس انقاذ الجثث الدامية لاصدقائهم كي لا تقوم اسرائيل بخطفها كالعادة، قرر الانتقام. "أنتم الذين تملكون السلاح وأنتم الذين تقومون باستخدامه في الأعراس، ألا تخجلون من أنفسكم؟ لماذا لا تقومون باعلان الحرب في سبيل الله؟ لقد قاموا باغلاق المسجد الاقصى وسلاحكم ما زال صامتا".
هذا قد يبدو مقطعاً من الأسفار، كتبت مقاطع شبيهة في كل صراع من اجل التحرر، بما في ذلك صراعنا. وترافق المقطع جمل دينية، لأن من كتبه مؤمن. وفي صراعات اخرى ايضا يتم تجنيد الدين لخدمة القومية، مثل صراعنا ايضا. ماذا ستقولون للعبد لو التقيتم به قبل خروجه ليقتل، باستثناء "لا تقتل"؟ هل ستقولون إن عليه الخضوع والتنازل؟ وإنه ليس على حق، بل إن الاحتلال هو الذي على حق؟ هل هناك أمل بحياة طبيعية؟ ما الذي يستطيع الاسرائيلي أن يقوله لشاب يائس ليس لديه أفق لحياته أو فرصة للتغيير أو سيناريو متفائل، وحياته مجرد اهانة كبيرة؟
اليأس في الضفة الغربية صعب، واليأس في قطاع غزة أصعب. ومن المفروض أن يقض هذا مضاجع كل اسرائيلي لأن دولتنا هي التي تتحمل مسؤولية ذلك. ولكن اذا كانت المسؤولية الاخلاقية عن يأس الفلسطينيين لا تقض مضاجع الاسرائيليين، فان الحقيقة هي أن هذا اليأس يبشر بالسوء. لم يكن للعبد ما يخسره، ومن لا يوجد له شيء ليخسره يكون أخطر الاعداء. وجلعاد اردان حتى لا يمكنه أن يوقفه.
قام الجيش الاسرائيلي، أول من أمس، باقتحام قرية كوبر وفرض عليها الاغلاق، وقام باعتقال شقيق العبد. كل شيء كالعادة: الجنود قاموا بقياس المنزل، ووزير الدفاع ورئيس الاركان حصلا على استعراض للوضع الامني، وآفي غباي طلب التنديد، ويائير لبيد ردد قائلا: "مخرب قبيح"، وتسيبي ليفني قالت "موحدون بالألم"، ولم يتجرأ أحد على طرح سؤال لماذا قام العبد بشراء سكين وذهب ليقتل، رغم أنه شاب في العشرينيات مع أحلام وطموحات كثيرة.
مع كل فظاعة عمله، يجب على كل اسرائيلي الانتباه الى اقوال العبد واستخلاص العبر. الضفة الغربية ستتحول جميعها الى عمر العبد، وقطاع غزة أيضا. ومن يعتقد أن هذا الامر يمكن أن يكون مختلفا، فليراجع كتب التاريخ. هكذا يبدو الاحتلال وهكذا تبدو مقاومته – الكثير من الدماء التي تذهب سدى.
"قد تكون هذه أقوالي الأخيرة"، كتب الشاب من قرية كوبر قبل ذهابه لقتل مستوطني "حلميش" القريبة. "أنا شاب صغير، لم أبلغ العشرين بعد، كانت لي أحلام وطموحات كثيرة، لكن ما هذه الحياة التي نعيشها وشبابنا يقتلون ظلماً؟". ماذا نقول للعبد؟ إن نساءهم وشبابهم يقتلون ظلما؟ العبد يعيش في قرية جميلة في واقع فظيع جدا. جاره مثلا، نائل البرغوثي، قضى في السجن الاسرائيلي 33 سنة بسبب قتل سائق باص، وأطلق سراحه وأعيد الى السجن بعد 32 شهرا وبطريقة غبية، بذريعة أنه أخل بشروط اطلاق سراحه. وجاره الثاني هو مروان البرغوثي، وهو شخص آخر كان من المفروض أن يتم اطلاق سراحه منذ زمن كي يقود شعبه.
بادر العبد الى قتل مستوطنين لأنهم "يدنسون المسجد الاقصى ونحن نيام"، وأنه "من المخجل أن نجلس مكتوفي الايدي". وفي الوقت الذي تجول فيه جنود حرس الحدود في غرفة الموتى في مستشفى المقاصد، سعيا لاصطياد الجثث، خطط العبد للعملية الدموية. وفي الوقت الذي حاول فيه أبناء جيله في القدس انقاذ الجثث الدامية لاصدقائهم كي لا تقوم اسرائيل بخطفها كالعادة، قرر الانتقام. "أنتم الذين تملكون السلاح وأنتم الذين تقومون باستخدامه في الأعراس، ألا تخجلون من أنفسكم؟ لماذا لا تقومون باعلان الحرب في سبيل الله؟ لقد قاموا باغلاق المسجد الاقصى وسلاحكم ما زال صامتا".
هذا قد يبدو مقطعاً من الأسفار، كتبت مقاطع شبيهة في كل صراع من اجل التحرر، بما في ذلك صراعنا. وترافق المقطع جمل دينية، لأن من كتبه مؤمن. وفي صراعات اخرى ايضا يتم تجنيد الدين لخدمة القومية، مثل صراعنا ايضا. ماذا ستقولون للعبد لو التقيتم به قبل خروجه ليقتل، باستثناء "لا تقتل"؟ هل ستقولون إن عليه الخضوع والتنازل؟ وإنه ليس على حق، بل إن الاحتلال هو الذي على حق؟ هل هناك أمل بحياة طبيعية؟ ما الذي يستطيع الاسرائيلي أن يقوله لشاب يائس ليس لديه أفق لحياته أو فرصة للتغيير أو سيناريو متفائل، وحياته مجرد اهانة كبيرة؟
اليأس في الضفة الغربية صعب، واليأس في قطاع غزة أصعب. ومن المفروض أن يقض هذا مضاجع كل اسرائيلي لأن دولتنا هي التي تتحمل مسؤولية ذلك. ولكن اذا كانت المسؤولية الاخلاقية عن يأس الفلسطينيين لا تقض مضاجع الاسرائيليين، فان الحقيقة هي أن هذا اليأس يبشر بالسوء. لم يكن للعبد ما يخسره، ومن لا يوجد له شيء ليخسره يكون أخطر الاعداء. وجلعاد اردان حتى لا يمكنه أن يوقفه.
قام الجيش الاسرائيلي، أول من أمس، باقتحام قرية كوبر وفرض عليها الاغلاق، وقام باعتقال شقيق العبد. كل شيء كالعادة: الجنود قاموا بقياس المنزل، ووزير الدفاع ورئيس الاركان حصلا على استعراض للوضع الامني، وآفي غباي طلب التنديد، ويائير لبيد ردد قائلا: "مخرب قبيح"، وتسيبي ليفني قالت "موحدون بالألم"، ولم يتجرأ أحد على طرح سؤال لماذا قام العبد بشراء سكين وذهب ليقتل، رغم أنه شاب في العشرينيات مع أحلام وطموحات كثيرة.