- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2017-07-29
ثارت في الأيام الأخيرة ردود فعل غاضبة بين صفوف المواطنين بمنطقة وادي عارة، في أعقاب الكشف عن اقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ضم مستوطنات للقدس مقابل منح بلدات في وادي عارة للسلطة الفلسطينية.
وبحسب القناة الثانية، فقد قدم نتنياهو هذا الاقتراح للمبعوثين الأميركيين كجزء من اتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي بموجبه، تضم إسرائيل كتلا استيطانية للقدس مقابل نقل وادي عارة إلى مناطق سيدة السلطة الفلسطينية.
وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" العديد من الناشطين من وادي عارة حول ردهم على اقتراح نتنياهو للأميركيين.
وقال نائب رئيس بلدية أم الفحم، وسام قحاوش، لـ"عرب 48"، إن "نتنياهو يقوم بالتلويح بهذه القضية طوال الوقت، وبدورنا لا نأخذ الأمور على محمل الجد باعتبار أن نتنياهو لا توجد لديه النية للسلام مع الفلسطينيين وأيضًا لإقامة الدولة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "نتنياهو يسعى من خلال هذا الاقتراح والتصريحات إلى الإثارة والتحريض على أم الفحم والمنطقة، ومن ناحية أخرى يسعى لتعزيز مكانته السياسية في ظل الأزمات والقضايا الجنائية التي تعصف به".
وقال رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في وادي عارة، أحمد ملحم، لـ"عرب 48"، إننا "أصبحنا ندرك نتنياهو من خلال إتقانه فتح جبهات جديدة تستهدف المواطنين العرب في البلاد".
وأوضح أن "هذا التحريض ولو أنه ليس واقعيا، يجب أن يفرض على القيادة العربية بأن تلتئم وتخرج بموقف طبيعي وعلمي حتى يتم توضيح أمره في الشارع الإسرائيلي والمجتمع الدولي".
وأضاف أنه "من غير المعقول أنه كلما دخل نتنياهو لمأزق يقوم بإدخالنا نحن أيضًا لمأزق آخر، لا سيما وأن الحديث يدور عن العشرات من البلدات التي تقع في منطقة وادي عارة في قلب فلسطين".
وتابع أننا "نرفض أن نكون ورقة لعب بيد نتنياهو وزمرته، مع الإشارة إلى أنه يسعى من خلال هذا الاقتراح إلى جمع اليمين المتطرف من حوله بواسطة تصريحاته العنصرية والتحريضية بحق المجتمع العربي التي يوجه من خلالها أيضًا رسالة تحذيرية للمجتمع اليهودي والمؤسسات المختلفة بخصوص تعاملهم واستثمارهم مع المواطنين من وادي عارة للمدى البعيد في ظل المصير الذي يتهدد بقائهم".
ودعا "المجتمع العربي للخروج بوثيقة مدروسة، على أن تكون مرة واحدة وللأبد باستعانة ذوي الخبرات بالجمعيات والمؤسسات المختلفة كي يتم تعميمها في الداخل الفلسطيني والمجتمع الدولي من أجل كم أفواه هذه الأبواق".
ونوه إلى أن "خطاب نتنياهو هذا موجه لليمين في ظل سعيه نحو خلق جبهة جديدة خصوصًا بعد انتهاء الأحداث في المسجد الأقصى المبارك، وذلك حتى لا تعود قضية تورطه بالغواصات إلى الساحة الإعلامية والتأثير عليه وجمهوره".
وختم ملحم بالقول إن "السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لن يتم ما دام اليمين على رأس الحكومة الإسرائيلية، فهذه ليست إلا مناورات علينا أخذها بالحسبان وعدم الاستهتار بها، وفي المقابل علينا العمل على رد الصاع صاعين من خلال حركات ونشاطات سياسية".
وأكد رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، أحمد شريم إغبارية، لـ"عرب 48"، أن "الموقف المجمع عليه في المدينة هو رفض أي تفكير أو إمكانية في قضية تبادلنا مع المستوطنين، فنحن نرفض أن نكون بنفس الميزان مع أوباش المستوطنين كوننا أصحاب الأرض الأصلانيين ولا أحد بإمكانه أن يغير من هذه الحقيقة شيء سواء إن كان نتنياهو وزمرته أو أميركا".
وأضاف أن "أم الفحم لم تسقط في العام 1948 بل حارب أهلها حتى شهر أيار/مايو من العام 1949، حيث سلمت آنذاك على يد الملك عبد الله لإسرائيل في اتفاقية رودس التي تنص على الحفاظ على الأملاك والممتلكات والحريات الفردية مقابل أن نكون في دولة إسرائيل".
وشدد على أننا "لا نقبل أيا كان ومن يكون أن يفاوض علينا وأن يضعنا في ميزان مع المستوطنين، فإذا كانت إسرائيل لا تريدنا نقول لها مع السلامة، ويستطيعون الانسحاب متى يريدون والعودة إلى ما قبل عام 1948".
وأكمل "إلى كل من يناقش في هذا الموضوع ويقول إننا نشرب من "حليب تنوفا" ونحصل على التأمين الوطني ونعمل في تل أبيب، وكأن هذه الأمور منة من المؤسسة الإسرائيلية، أقول لهم إننا أصحاب حق ونعمل بعرق جبيننا في سبيل نيل حقوقنا دون أي معروف من إسرائيل".
واعتبر أن "هذه جزء من اللعبة الإسرائيلية الداخلية التي يقودها نتنياهو بهدف زيادة شعبيته بين أوساط المستوطنين في ظل أزماته الداخلية والفساد المستشري في حكومته اليمينية العنصرية".