- الكاتب/ة : عميره هاس
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-08-10
إن الدخول إلى السجن العسكري هو أمر يستحق التقدير عندما يكون سبب الاعتقال رفض التجنيد، لا سيما عندما يرفض السجين بشكل علني المشاركة في القمع والسيطرة على ملايين الأشخاص.
في يوم الاثنين الماضي انضمت هداس طال، من كيبوتس يفعات في عيمق يزراعيل، الى القائمة الصغيرة للرافضين بشكل علني: عشرة أشخاص في 2016، ويتوقع أن يكون العدد مشابها في هذه السنة (هناك رافضون رماديون يعرف الجيش كيف يقوم باخراجهم بشكل هادئ من الخدمة). "التجنيد ليس أمرا حياديا"، كتبت طال في تغريدتها التي تشرح خطواتها. "إذا فكرنا في ذلك فان التجنيد هو سياسي أكثر من الرفض". كم هذا دقيق. المشاركة في مصادرة حرية شعب آخر هي خطوة سياسية واضحة. ايضا عندما تكون/ تكونين في جيل 18 سنة فقط.
إن رفض الخدمة في جيش الاحتلال هو عمل أناني. الرافضون يوفرون على أنفسهم الشعور بالذنب كي لا يستيقظون ذات صباح في جيل 24 – 30 مع الشعور بأنهم كانوا شركاء مباشرين في الجريمة. وهم لن يحتاجوا إلى تعذيب الضمير أو انكار الاحساس أو ترديد شعارات التصدق. ومن المحتمل أنهم يعفون أنفسهم من المحاكمة المحلية أو الدولية عندما تنتهي فترة التملص من العقاب أو الظهور المؤلم أمام ما يشبه "لجنة الحقيقة والمصالحة".
الآباء الذين يقومون بارسال أبنائهم للجيش بوعي كامل من اجل طرد الناس من اراضيهم مثلما فعلوا هم أنفسهم قبل 20 - 30 سنة، ليسوا مختلفين. هم أنانيون جدا: يفكرون بالسمعة والسيرة المهنية التي تضمنها لهم الخلفية العسكرية، والشعور بالخجل إذا لم يسر الأبناء في التلم. ويعرفون أن فرصة عودة الأبناء من الخدمة بسلام هي فرصة كبيرة. جيش الهاي تيك يعرف كيف يقتل الآلاف دون أن يتعرض للقتل. وخلافا لأنانية الرافضين التي تسعى إلى تحطيم نموذج إسرائيل الاستيطاني، فان هذه أنانية تبقي على الاجحاف وتمنح الحقوق الزائدة.
"أنا أرفض من اجل مقاومة الجهاز الذي يهتم بمصالح جهات معينة ولا يهتم بمصالح السكان في إسرائيل. الجيش يعتبر جزءا من هذا الجهاز المدمر والعنيف. وهذا جهاز يسعى للابقاء على الاحتلال"، كتبت طال في إعلان رفضها للخدمة.
حتى صباح يوم الثلاثاء لم تتم محاكمة طال، بل تم اعتقالها فقط. وقد دخلت الآن إلى نفق عدم اليقين. ولا يمكن احصاء عدد المرات التي سيتم اعتقالها فيها. وفي السجن ستكون نوعا غور غولان، الرافضة الضميرية للخدمة، والتي حكمت قبل اسبوع بمدة ثلاثين يوما اضافيا بعد 14 يوم في السجن، بانتظار طال. والجيش لا يعترف برفضها. هناك ثمن للأنانية الشجاعة، خاصة في مجتمع عسكري مثل مجتمعنا.
حتى الصف السابع لم تكن طال تعرف عن وجود الاحتلال، كما قالت. موقع "حوار محلي" وما قامت بنشره منظمة "محطم الصمت" علماها الدروس عن الواقع، وتعلمت في المدرسة التي تقوم بتبجيل الخدمة العسكرية. شقيقتها التوأم تجندت، ومثل معظم من يرفضون الاحتلال في السنوات الاخيرة، فان طال مثابة امتياز في المجتمع الاسرائيلي. ولكن في التعاطي مع الفلسطينيين فان جميع الاسرائيليين موجودين في موقع قوة وتفوق.
إن من يعارض اسرائيل الاستيطانية (على جانبي الخط الاخضر) يتعاون معها رغم أنفه، وهو يحصل على الحقوق الزائدة التي تقدمها له. والسؤال هو ماذا وكم هو أو هي يعملون على تقليص التعاون القسري. طال وصديقتها تمثلان مثل "هن يستخدمن الامتيازات المزدوجة من اجل احداث الصدع في نظام الامتيازات ويأملن في سير الكثيرين في اعقابهن".