أجمع الخبراء والمُختصين والمُحللين للشؤون الأمنيّة والسياسيّة الإسرائيليين على فشل الاجتماع الذي عقده نتنياهو أمس مع الرئيس الروسيّ، فلاديميير بوتين، وشدّدّ مُحلل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة ألون بن دافيد على أنّ المصلحة الروسية مختلفة عن تلك الإسرائيلية. وفي معرض تعقيبه على تهديد نتنياهو باللجوء إلى الخيار العسكريّ ضدّ إيران في سوريّة، قال بن دافيد إنّ هذا التصريح مُعّد للاستهلاك الداخليّ، وأنّ إسرائيل ليست بصدد فتح جبهة جديدة مع إيران من سوريّة، على حدّ تعبيره.
وقالت مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب اليوم الخميس إنّ إسرائيل معنية بتشكيل ائتلاف إقليمي واسع النطاق يساعدها في صراعها ضد تسلل إيران لسوريّة، بحسب ما كشفته القناة الـ 20 في التلفزيون العبريّ
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ مسؤولين إسرائيليين توجهوا لعدّة دول عربية، بما فيها دول الخليج، واقترحوا عليهم التعاون خصوصًا أمام القوى العظمى.
علاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر على أنّه في إسرائيل يعتقدون بأّنه في حال انضمت دول عربية مؤثرة للصراع الدبلوماسي الذي يقوده نتيناهو أمام القوى العظمى، فإنّ هذا قد يسمح على الأقل بالحد من التسلل الإيراني، الذي تعتبر تداعياته واضحة.
من ناحية أخرى، الرسائل التي نقلها نتنياهو لبوتين كانت واضحة: تدخل عسكري لإيران في سوريّة خط أحمر من ناحية إسرائيل، وتداعيات هذه الخطوة ستؤثر ليس فقط على إسرائيل، بل أيضًا على المنطقة بأكملها وعلى العالم الغربيّ، كما أفادت التقارير الإعلاميّة في تل أبيب بأنّ نتيناهو ألمح للرئيس الروسي بأنّ التواجد الإيراني قرب الحدود الشمالية قد يقود لحرب، على حدّ تعبيرها.
أمّا الخبير الأمنيّ المُخضرم يوسي ملمان من صحيفة (معاريف) فرأى أنّ المسؤولين في إسرائيل يعتبرون روسيا هي المفتاح، لكنها لا تفتح بالضرورة الباب الإسرائيليّ، فمصالح تل أبيب وموسكو غير متطابقة.
وختم قائلاً إنّ الحرب لا تلوح في الأفق، لكن وضع تل أبيب في جبهة الشمال المنقسمة بين لبنان وسوريّة يصبح أكثر خطورة، على حدّ قوله.
المُثير واللافت جدًا هو ما قاله أمس رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال غيورا آيلاند، الذي يُعتبر من أكبر واضعي الإستراتيجيات في الدولة العبريّة. آيلاند قال بدون رتوشٍ: للمرّة الأولى منذ سنواتٍ عديدةٍ، يسود خطر حدوث تغيير استراتيجيّ سلبيّ في وضع إسرائيل، ومن المناسب تكريس كلّ ما يلزم من الاهتمام والجهود لهذا الموضوع، على حدّ تعبيره.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف