ذكرت صحيفة "هآرتس"، أمس الأحد، أن جهاز الامن العام الإسرائيلي "الشاباك" اكتشف مؤخرا خلايا جديدة من جماعات "تدفيع الثمن" المكونة من شبيبة المستوطنين الذين يطلق عليهم "شبيبة التلال". وافادت الصحيفة، بأن هناك جيلا جديدا من هذه الجماعات المتطرفة في صفوف المستوطنين ومن ذات النواة التي نفذت عملية إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوبي نابلس صيف العام 2015. وأشارت الصحية الى أن الإعلان عن نشوء هذا الجيل الثاني هو بمثابة تحذير من "إرهاب يهودي شديد".

وقالت مصادر في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" إنه تم في الأشهر الأخيرة رصد "جيل ثان لتنظيم التمرد". و"التمرد" هو تنظيم يهودي إرهابي في مناطق الضفة الغربية وتجمع أفراده في بؤرة استيطانية يطلق عليه اسم "بلاديم". وكان "الجيل الأول" من هذا التنظيم مسؤولا عن جرائم، بينها إحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما وقتل ثلاثة من أفرادها، وإحراق كنيسة "الخبز والسمك" على ضفاف بحيرة طبريا. ويهاجم أفراد تنظيم "التمرد" الإرهابي، الذي انبثق عن حركة "شبيبة التلال" اليمينية المتطرفة والإرهابية، الفلسطينيين والأماكن الدينية غير اليهودية ونشطاء سلام إسرائيليين، وكذلك جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي.

وكانت قوات الجيش قد أخلت البؤرة الاستيطانية العشوائية "بلاديم"، وكان الاعتقاد أن النشاط الإرهابي قد تلاشى، لكن عمليات مراقبة يقول "الشاباك" أنه نفذها، أظهرت عودة عناصر "التمرد"، وهم شبان صغار وفتية يهود، إلى التجمع من أجل القيام بأنشطة إرهابية.لكن "هآرتس" نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة على عمل جهاز "الشاباك" ونشاط "شبيبة التلال" قولهم إن وصف هذه المجموعة بأنها "قاعدة" و"تنظيم إرهابي" مبالغ فيه، وأن تنظيم "التمرد" هو مجموعة اجتماعية غير معرفة، وتوجد فيه نواة صلبة وهوامش، بينما أعضاؤه، وهم بضع عشرات من الشبان في سن 16 – 25 عاما، لا يتصرفون كتنظيم هرمي أو تنظيم منظم. يشار إلى أن قائد هذا التنظيم يدعى مئير إتينغر، وهو حفيد الحاخام المتطرف مئير كهانا. ووصف "الشاباك" إتينغر بأنه "الهدف رقم واحد للدائرة اليهودية" في "الشاباك". واعتقد "الشاباك" أنه في أعقاب إخلاء البؤرة الاستيطانية "بلاديم" واعتقال عدد من أفراد التنظيم الإرهابي وإصدار أوامر الإبعاد عن الضفة الغربية لعناصر في التنظيم أدى إلى تراجع نشاطه. لكن مصدرا في أجهزة الأمن الإسرائيلية أشار إلى أن نقطة التحول وعودة أفراد التنظيم إلى مزاولة نشاط إرهابي حدثت أثناء إخلاء البؤرة الاستيطانية العشوائية "عمونا"، في شباط الماضي، وبعد أن تعاملت قوات الأمن الإسرائيلية أثناء الإخلاء بنعومة. "منذئذ تزايدت الهجمات ضد فلسطينيين ونشطاء يساريين وجنود". وقال "الشاباك" إنه في تلك الفترة بدأ نشطاء قدامى بالعودة إلى الميدان، إلى جانب نشطاء جدد انضموا إليهم. وأضاف الجهاز أن النشطاء الجدد لم يتعرفوا على أساليب "الشاباك" ولديهم حافز على ممارسة نشاط التنظيم "وليس لديهم خوف أو ارتداع مثل النشطاء القدامى".

وارتكب هذا التنظيم الإرهابي اعتداءات عديدة بعد إخلاء "عمونا"، بينها إحراق سيارتين في بلدة حوارة وقرية بورين الفلسطينيتين، ومحاولة إلحاق أضرار بسيارة دبلوماسية قرب القنصلية الاسبانية في القدس وموقع للأمم المتحدة في القدس أيضا.


لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف